أعلن المخرج الأميركي وودي آلن أن فيلم “واسب 22” (Wasp 22) سيكون آخر أفلامه، وأنه سيتفرغ للكتابة خلال السنوات المقبلة.
من المقرر أن يستغرق تصوير الفيلم الـ50 الذي يخرجه آلن أسبوعين فقط في باريس، وسيكون باللغة الفرنسية، ووصف آلن فيلمه الجديد بأنه مشابه لـفيلمه “نقطة تلاقي” (Match Point) عام 2005 “إذ سيكون مثيرا ودراميا وأيضا شريرا جدا”.
وألمح آلن سابقا إلى اعتزاله، في أثناء مقابلة مع الممثل أليك بالدوين يونيو/حزيران الماضي.
وحينها، قال إنه “من المحتمل أن أصنع فيلما آخر على الأقل، لم يعد الأمر مشوقا كما كان. كنت أصنع الفيلم ويشاهده الناس في جميع أنحاء البلاد، لكنه الآن يعرض لأسبوعين في السينما ثم ينتقل مباشرة إلى نظام البث أو الدفع لكل مشاهدة. الأمر ليس ممتعًا بالنسبة لي؛ لا أحظى بالمتعة نفسها في تصوير فيلم ووضعه في دار العرض السينمائي. لقد كان شعورا رائعا أن أعرف أن 500 شخص شاهدو الفيلم في الوقت ذاته، لا أعرف كيف أشعر حيال صناعة الأفلام الآن”.
وواجه المخرج الأميركي المخضرم صعوبات في توزيع أفلامه ونشر كتبه بالولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة نتيجة مشكلات شخصية وعائلية مع زوجته السابقة الممثلة ميا فارو، مما أدى إلى أن تسحب العديد من المؤسسات السينمائية ودور النشر دعمها لأفلامه ومؤلفاته، وهو ما اضطره للعمل مع شركات إسبانية وتصوير أغلب أفلامه الأخيرة في أوروبا.
ولم تكن أزماته مع الإنتاج والتوزيع إلا امتدادا لرغبته المستمرة في العمل، بعيدا عن سيطرة الممول والمنتج التي بدأت مع أول أفلامه؛ إذ كان المخرج الشاب الوحيد الذي حصل على صلاحيات مطلقة لتنفيذ 3 أفلام عام 1970 لصالح استوديو “اتحاد الفنانين”، وكان العقد ينص على أن يقدم آلن 3 أفلام وأن تعطى له الصلاحية التامة في تنفيذ أفلامه، وهو أمر غير معهود وقتها، خاصة بالنسبة لمخرج صغير السن؛ فلم يحظ مخرجون مثل مارتن سكورسيزي وفرانسيس فورد كوبولا بمثل هذه الصلاحيات في بداياتهم.
وعام 2020، افتتح مهرجان سان سيباستيان السينمائي بفيلم آلن “مهرجان ريفكين” (Rifkin’s Festival)، الذي صور في مدينة سان سيباستيان وحولها، وتعود علاقة المخرج الأميركي مع مهرجان عاصمة إقليم الباسك إلى عام 2004 عندما عرض لأول مرة “ميليندا وميليندا” (Melinda and Melinda)، وعام 2008 مع العرض الأول لفيلم “فيكي كريستينا برشلونة” (Vicky Cristina Barcelona).
ومن الغريب أنه أعلن -في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بمناسبة بدء إنتاج الفيلم- أنه “لم يفكر أبدا في الاعتزال”.
ودُعم فيلم “مهرجان ريفكين” من قبل شركة “ميديابرو” الإعلامية الإسبانية العملاقة التي دعمت أيضًا فيلمين من أكثر أفلام آلن نجاحا وهما “فيكي، كريستينا، برشلونة”، الذي نالت به بينيلوبي كروز أول جائزة أوسكار لها عن دورها فيه، وفيلم “منتصف الليل في باريس” (Midnight in Paris) عام 2011.
واشتهر آلن بتعدد المواهب، فقد بدأ حياته كاتبا للنكات لمسارح “برودواي” في نيويورك بالولايات المتحدة، ثم نال مكانا على المسرح ليروي نكاته بنفسه، وعمل عازفا للكلارنيت في أحد فنادق المدينة لنحو 40 عاما.
ورغم عمله في الإخراج والكتابة وانشغالاته العديدة، كان فريق العمل بالفندق -الذي يعمل فيه- يضبط ساعته على التاسعة مساء حين يجد وودي آلن قد ظهر وبدأ فقرته الموسيقية، كما قدم عددا من الأدوار كممثل، وكتب سيناريوهات أفلامه أيضا كما عمل بعدد من الصحف.
وحصل على جائزة “الأسد الذهبي” من مهرجان فينيسيا عن مجمل أعماله، و3 جوائز أوسكار و11 جائزة بافتا. وكتب آلن 48 سيناريو فيلم و10 مسرحيات وأخرج 49 فيلما و3 مسرحيات وأوبرا واحدة.
ومؤخرا، كتب آلن مجموعته القصصية الخامسة من الأعمال الفكاهية “صفر جاذبية” (Zero Gravity) التي تنشر في 27 سبتمبر/أيلول الجاري.