رغم أن معظم الناس يتفهمون الآداب الاجتماعية، ولا يرغبون في الإساءة لأحد أثناء معاملاتهم اليومية، فإن بعضهم -في الواقع- يخالف آداب السلوك أحيانا؛ سواء بترك باب المصعد يغلق بينما يسرع أحدهم محاولا اللحاق به، أو بعدم قول “من فضلك” أو “شكرا” أو “معذرة”.
وفي حين أن الأخطاء العفوية يمكن أن تَمر، إلا أن هناك سلوكيات قد لا تغتفر بسهولة، مع أننا نقوم بها بشكل اعتيادي من دون أن ندرك ذلك؛ خاصة بعد بلوغ الأربعين، “السن الذي يجب أن نعرف فيه كيف نقدم أنفسنا بشكل صحيح”، كما تقول مدربة الإتيكيت ماريان باركر.
ومن هنا تأتي أهمية وجود قاسم مشترك يلزمنا بأن نكون مهذبين لجعل الحياة أسهل في جميع المجالات؛ من خلال التوقف عن الأخطاء التي تتعلق بآداب السلوك، وتؤثر على الغير بطرق لا نتوقعها، وتجعل الشخص ينظر إليه على أنه يأتي بسلوكيات غير لائقة، لتسببه في جعل الآخرين غير مرتاحين أو محرجين.
مقالات ذات صلة
- لا تصارع موجات الحياة.. كيف تتأقلم مع التغيرات المفاجأة؟
- فيلسوف فرنسي: لماذا لا نستطيع ابتكار حلول فعالة لمشاكلنا؟
- الذكاء العاطفي.. هل نتقنه في حياتنا؟ وكيف نعلمه لأطفالنا؟
- 10 خصائص لتصبح رائد أعمال ناجح.. تعرف عليها
آداب السلوك.. حتى لو لم تتعمد الإساءة.. 10 تصرفات تجعلك منبوذا
مرحلة المراهقة
رغم أن “الطريقة الصحيحة للدخول والخروج يجب تعلمها عندما يكون المرء مراهقا”، حسبما تقول خبيرة آداب السلوك جاكلين يوست، فلا يزال هناك من يقفون عند مرحلة المراهقة في التعامل مع الأبواب؛ فلا يصبرون على الوقوف جانبا، لإتاحة الفرصة للخارجين من المصعد أو الحافلة أو القطار أو من أي باب. كما يتجاهلون الإمساك بباب المبنى أو المكتب أو المتجر لمساعدة من يدخل خلفهم مباشرة أو إفساح المجال لمن يخرج في اللحظة نفسها.
مع الإشارة إلى أن فعل هذا العمل مع شخص لا يزال على بعد 10 أمتار منك “لن يكون سلوكا مهذبا، لأنه سيجعله يشعر بأنه ملزم بالهرولة كي يلحق بك”.
إهمال الامتنان
عدم شكر مضيفك بعد أي مناسبة يمكن أن يترك أثرا سيئا في نفسه حتى لو كنت قدمت له هدية؛ أما المبادرة بالاتصال به في اليوم التالي مباشرة، للتعبير عن الامتنان والتقدير، فهي “لمسة لطيفة والشيء الصحيح الذي يجب القيام به”، وفقا لخبيرة آداب السلوك نورا لولور.
ليس هذا فحسب، بل إن آداب السلوك تُملي عليك أيضا إرسال رسالة شكر بعد تلقي الهدية، فتقول رئيسة معهد البروتوكول الدولي في كاليفورنيا، ماري بيتس جونسون، “لا تنس أن ترسل بطاقة شكر بعد تلقي الهدية، فهي أداة قوية تجعلك لا تُنسى”.
عدم إظهار الاحترام
لا لوم على شخص يبقي جالسا عند تقديمه للآخرين، لأسباب تتعلق بالصحة أو الشيخوخة، على سبيل المثال؛ لكن آداب السلوك بشكل عام تُملي عليك الوقوف حال تقديمك لأحدهم.
وعلى الرغم من الرأي القديم الذي يقول إن النساء يجب أن يبقين جالسات في أثناء التقديم، فإن الوقوف اليوم يعد أفضل بغض النظر عن الجنس. فعندما تقف لتحية شخص ما، “فهذا لا يُظهر أنك حريص على مقابلته والترحيب به فحسب، لكنه أيضا طريقة سهلة للتعبير عن الاحترام” كما تقول بوني تساي، مؤسسة ومديرة شركة متخصصة في الإتيكيت والبروتوكول.
هاتف على المائدة
فإذا كنت مدعوا على العشاء مثلا، ولا تقتضي طبيعة عملك أن تبقى مستعدا للاستدعاء للطوارئ في أي لحظة، فإن إبقاء هاتفك على المائدة في أثناء تناول العشاء “أمر وقح بلا شك، ويؤدي إلى إظهارك وكأنك لا تمنح مضيفك اهتمامك الكامل، وبالتالي يجعل أصدقاءك يشعرون بعدم الرضا”؛ لذا، على الرغم من صعوبة ذلك، تقول بيتس جونسون إنه، “من أجل مراعاة قواعد السلوك، وإجراء حوارات حقيقية، وبناء علاقات جادة، من المهم إبعاد الهاتف”.
أحدهم يشعر بالتجاهل
عندما تفترض أن ضيوفك أو أصدقاءك أو أعضاء مجموعتك في العمل يعرف بعضهم بعضا، فتهمل تقديم كل منهم للآخر؛ “فأنت بذلك تجعلهم يشعرون بعدم التقدير، وترسل رسالة إلى الشخص الذي لم يتم تقديمه للآخرين، مفادها أنه لا يستحق التعرف عليه”، وفق الخبيرة توني دوبري، مؤسسة ورئيسة شركة للتدريب على آداب السلوك.
وتوصي الخبيرة دوبري بأن يتم “تقديم الأشخاص لبعضهم بعضا، حتى لا يشعر أي منهم بالإهمال”.
اعتياد التأخر
إيقاع الحياة يجعل الجميع يتأخرون في مغادرة المنزل أو يعانون زحام المرور من حين لآخر.
لكن هذا لا يعني ألا تُخبر من ينتظرونك بأنك لن تصل في الوقت المحدد؛ فهذا خطأ في آداب السلوك، “فحضورك متأخرا، يُخبر الآخرين بأن وقتك أهم من وقتهم”، وفقا للخبيرة تساي.
لذا، إذا تأخرت، فمن المهم إبلاغ من هو في انتظارك وشكره على صبره عند وصولك.
ربط كل شيء بشخصك
ما من أحد يتحدث، ولو لمجرد التسلية، حتى تسارع بالتعقيب على كل شيء يقوله بقصة مشابهة حدثت لك، “فتبدو وكأنك تتصرف بوقاحة، ولا تستمع بشكل فعال”، وفقا لباركر، التي تُوضح أن مهارات الاستماع تعد ميزة مهمة في بناء العلاقات، “أما التحدث عن أنفسنا باستمرار بشكل مبالغ فيه، فهو لا يخلق انطباعا إيجابيا أبدا”.
المبالغة في الاعتذار
أشارت أبحاث أجريت في كلية هارفارد للأعمال إلى أننا “قد نسرف في الاعتذار، بهدف بناء الثقة أو الحفاظ عليها”. ومع ذلك، ورغم أنه من المهم أن تتحمل المسؤولية عن أخطائك، فإن “المبالغة في الاعتذار قد تجعله يبدو غير صادق، وربما يشكل ضغطا على الشخص الآخر”، كما تقول باركر.
مواقف محرجة للآخرين
عندما تحكي موقفا سخيفا تعرض له أحدهم في وقت ما، قد تعتقد أنها مجرد فرصة للضحك، وربما تتمادى بحماس في استعادة تلك اللحظة المُحرجة، لكن باركر تحذر من “إعادة الذكريات السلبية أو المواقف السيئة إلى الطاولة مرة أخرى”.
إصبع السبابة
ووفقا لبوني تاسي، تعد الإشارة بإصبع السبابة إلى شخص ما بشكل مباشر “إيماءة اتهامية، وسلوكا عدوانيا، وخطأ مطلقا في عالم آداب السلوك”، والأفضل أن تشير براحة يدك بلطف وليس بإصبعك؛ “فلا شك أن الإيماء بكف مفتوحة، ستكون أكثر ترحيبا وحيادية”.