قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن حكومته تهدف لجعل تركيا مركزا عالميا يتحدد فيه السعر المرجعي للغاز الطبيعي في أقرب وقت.
جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم الجمعة، خلال مشاركته في حفل زيادة سعة محطة تخزين الغاز في ضاحية سيليفري بولاية إسطنبول.
وأفاد الرئيس أردوغان أن محطة سيليفري باتت اليوم أكبر منشأة في أوروبا لتخزين الغاز تحت الأرض، بعد زيادة سعتها.
وأضاف “نهدف إلى جعل بلادنا مركزا عالميا يتحدد فيه السعر المرجعي للغاز الطبيعي في أقرب وقت”.
وقال “لقد حددنا رؤيتنا للطاقة لتقليل اعتمادنا الخارجي على الموارد الأولية من 71% إلى 13% عام 2053، ونضع أهدافنا ونخطط لاستثماراتنا وفقا لذلك”.
ولفت أردوغان إلى أن تركيا باتت في المركز الـ17 عالميا من حيث حجم إمداد المواطنين والصناعيين بالطاقة.
وتابع أن محطة تخزين الغاز الطبيعي تحت الأرض في سيليفري يمكنها وحدها تلبية ربع الطلب المحلي حتى في أعلى استهلاك للبلاد.
وأعرب عن تمنياته أن تعود السعة الإجمالية للمنشأة التي وصلت إلى 4.6 مليارات متر مكعب مع افتتاح المرحلة الجديدة بالفائدة على تركيا وشعبها.
وقال إنهم سيستمرون في الاستثمار حتى يصلوا بالبلاد إلى المستوى الأكثر أمانا في مجال اكتشاف الغاز الطبيعي، وتشغيله، فضلا عن تخزينه.
وزاد “شاركنا شعبنا بأهدافنا للوصول ببلدنا إلى مستوى يمكنه التنافس مع العالم في كل مجالات، نخطط لتحقيق قفزة كبيرة إلى الأمام في البنية التحتية والخدمات من خلال العمل الجاد والدؤوب خلال السنوات الـ20 الماضية”.
وأكد أردوغان قائلا “ندخل حقبة جديدة نأخذ فيها بلادنا إلى الصدارة، حيث بدأنا جني ثمار جهودنا وإنجازاتنا التي قمنا بها خلال السنوات الـ20 الماضية”.
وأوضح “هدفنا هو جعل بلدنا مركزا عالميا يتحدد فيه السعر المرجعي للغاز الطبيعي في أقرب وقت، وبهذا الخصوص أجرينا مباحثات مهمة مع السيد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين حول هذا الموضوع”.
وأكمل “اتخذنا ونتخذ خطواتنا في هذا الصدد، وبالتالي ستصبح منطقة تراقيا (شمال غربي تركيا) على وجه الخصوص مركزا للغاز الطبيعي والطاقة، نعمل على هذه المسألة مع شركائنا في الطاقة بمنطقتنا”.
واستطرد أردوغان “اليوم، تركيا تحتل المرتبة الـ17 دوليا من حيث أكبر الإمدادات في العالم بخدمة الطاقة التي تقدمها لمواطنيها وقطاعها الصناعي”.
وذكّر باكتشافهم أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في تركيا بواقع 540 مليار متر مكعب في البحر الأسود، وذلك بفضل جهود التنقيب التي قاموا بها بعد إعداد أكبر أسطول للتنقيب في العالم.
ومضى بالقول “نقوم بتنفيذ نشاط إنشائي مكثّف لنقل الغاز الطبيعي المستكشف في البحر الأسود إلى شبكتنا الوطنية.. وفي الوقت نفسه، نعمل ليلا ونهارا لمشاركة الأخبار السارة عن اكتشافات جديدة مع شعبنا، هناك تطور مماثل في مجال التنقيب عن النفط وإنتاجه، نقوم بأعمال حفر جديدة وإعادة فحص الآبار القديمة وإدخالها في الإنتاج”.
وأضاف أردوغان “نأمل أن نزيد إنتاجنا اليومي من النفط إلى 100 ألف برميل في أقرب وقت، وبعد ذلك سنواصل طريقنا نحو اكتشافات وإنتاجات أكبر”.
وتابع “مع مشروع السيل التركي (ينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا)، نوفر تدفق الغاز إلى بلغاريا واليونان وشمال مقدونيا ورومانيا والبوسنة والهرسك وصربيا والمجر. اليوم سلمنا 18.5 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر مشروع تاناب (خط لنقل الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا عبر الأناضول)”.
وزاد “استثمارات الغاز الطبيعي المسال ومرافق تخزين الغاز لدينا هي تطورات لها آثار إيجابية على تجارة الطاقة لدينا وكذلك ضمان أمن الإمدادات في بلدنا”.
وأوضح أنه “عندما نُدخل منشأتنا للغاز الطبيعي المسال في منطقة خليج ساروس في الخدمة، سنصل إلى موقع أقوى بكثير في هذا المجال”.
وأشار الرئيس التركي إلى أنه “تكمن وراء الانزعاج الناجم عن اتفاق تركيا مع ليبيا؛ حقيقة أن كل استثمار في مجال الطاقة له عمق قرن أو نصف قرن”.
وقال أردوغان “نبذل جهودا كبيرة لتوسيع علاقاتنا السياسية والدبلوماسية على أساس المصالح الاقتصادية المشتركة، وتحقيق مكاسب جديدة في مجال الطاقة جنبا إلى جنب مع المجالات الأخرى”.