قدّمت ألمانيا اليوم الأحد مقترحا ماليا لمواجهة أزمة نقص الطاقة، في حين حمّلت روسيا الأوروبيين مسؤولية وقف تدفق الغاز لدولهم، وقالت إن الألمان يتصرفون كأعداء، مشددة على أنه “لا يمكن التنبؤ بأي شيء” بخصوص الأسعار.

وقد أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم أن بلاده ترغب في استخدام الأرباح الاستثنائية التي حققتها بعض شركات الطاقة بفضل ارتفاع أسعار السوق، من أجل تخفيف الأعباء المالية عن الأسر.

 

وأشارت الحكومة الألمانية في وثيقة تتضمن خطة مساعدات ضخمة جديدة ضد التضخم، إلى أنها ستدعو إلى إدراج إجراء “سحب جزء من الأرباح الاستثنائية” التي حققتها هذه الشركات لتطبيقه في إطار الاتحاد الأوروبي، موضحة في الوقت ذاته أنها جاهزة لتطبيقه على المستوى الوطني.

وأعرب المستشار الألماني في مؤتمر صحفي عن أسفه لاستفادة المنتجين ببساطة من أسعار الغاز المرتفعة جدا التي يتحدد سعر الكهرباء على أساسها”.

وقال وزير المالية إنّ هذه المساهمة الإلزامية قد تدر “عشرات المليارات من اليورو”.

وتواجه ألمانيا -مثل جميع دول الاتحاد الأوروبي- ارتفاعا حادا في أسعار الكهرباء ومخاوف بشأن إمدادات الطاقة بسبب تجفيف الغاز الروسي الذي تعتمد عليه صناعتها بشكل خاص.

وقال أولاف شولتز إن روسيا لم تعد مورّدا موثوقا للطاقة، وشدد على أن بلاده استعدت لهذا الاحتمال وباتت في وضع يمكنها من مواجهة الأشهر المقبلة.

 

تحذير من التدهور

في ذات السياق أوضحت الشركة المنظمة لشبكة الغاز في ألمانيا أن وضع إمدادات الغاز في البلاد آمن حاليا لكنه غير مستقر ولا يمكن استبعاد حدوث مزيد من التدهور.

وجاءت هذه التطورات مع تمديد شركة “غازبروم” الروسية وقف شحنات الغاز عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1” (1 Nord Stream) إلى أجل غير مسمى.

وقال الكرملين اليوم الأحد إن مسؤولية توقف عمل خط نورد ستريم 1 تقع على الساسة الأوروبيين.

وطالب نائب رئيس الوزراء الروسي شركة “سيمنز” الألمانية بتنفيذ شروط العقد وصيانة “التوربين”، حتى يعود خط “نورد ستريم 1” للعمل.

لكن نائب رئيس الوزراء الروسي قال “لا نستبعد استمرار ارتفاع أسعار الغاز في الأسواق الخارجية ولا يمكن التنبؤ بأي شيء”.

وأضاف أن “ألمانيا تتصرف كعدو لروسيا بإعلانها الحرب الهجينة ضد موسكو”.

ورغم ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي أن تصدير الغاز المضمون بأسعار معقولة يمثل ميزة تنافسية لموسكو.

 

قرار سخيف

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “إذا اتخذ الأوروبيون قرارا سخيفا تماما، حيث يرفضون الحفاظ على أنظمتهم، أو بالأحرى، أنظمة تابعة لشركة غازبروم، فهذا ليس خطأ شركة غازبروم، بل خطأ السياسيين، الذين اتخذوا قرارا بشأن العقوبات”.

وأضاف بيسكوف أن الأوروبيين ملزمون تعاقديا بالحفاظ على أنظمة شركة الطاقة الروسية العملاقة “غازبروم”.

وتعيش أوروبا مخاوف من أن يؤدي توقف إمداد الغاز الروسي إلى مشاكل سياسية واقتصادية وخصوصا مع حلول الشتاء المقبل.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليومية بالفيديو مساء أمس السبت إلى تغليظ العقوبات الغربية على روسيا لحرمانها من عائدات المحروقات، مضيفا أن موسكو تحاول زيادة الضغط على أوروبا عبر وقف ضخ الغاز بواسطة خط “نورد ستريم 1“، وذلك “لإضعاف وترهيب الدول في أوروبا”.

وفي وقت سابق، خرجت مظاهرة حاشدة في التشيك تحمّل الأوروبيين مسؤولية نقص إمدادت الطاقة وارتفاع الأسعار.

وأعلنت دول السويد وفرنسا وإيطاليا عن إجراءات مالية واقتصادية لمواجهة هذه الأوضاع.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author