صرحت أسرة المطربة المصرية الراحلة أم كلثوم بأنها اتخذت الإجراءات القانونية ضد الشاعر ناصر دويدار، على خلفية اتهامه بالإساءة لـ”كوكب الشرق”.
وقالت جيهان الدسوقي حفيدة شقيقة أم كلثوم -في مداخلة ببرنامج “الحكاية” مع الإعلامي عمرو أديب- إن أسرة أم كلثوم رفضت قبول الاعتذار المقدم من ناصر دويدار عن تصريحاته التي تضمنت إساءة بالغة، والتي بررها بإصابته بجلطة مؤخرا.
وقالت إن الفيديو أزعج الأسرة كاملة، وتم التحرك بصورة قانونية، ووصفت دويدار بأنه “شاعر مغمور”، على حد وصفها.
وأضافت “هل من أجل الشهرة أسب شخصا توفي، ولا يقدر الدفاع عن نفسه؟” وأنه وجه لجدتها كلمات غير لائقة، “فكيف له أن يعتذر بعدها؟”
ندوة فجرت الأزمة
وكانت الأزمة قد بدأت في ندوة أقيمت تحت عنوان “الأغنية المصرية وجدان أمة” باتحاد كتاب مصر، التي نظمتها لجنة التذوق الأدبي والفني برئاسة هشام الدشناوي، وأدارت الندوة غادة صلاح الدين.
تطرق الشاعر ناصر دويدار -خلال الندوة- عن علاقة الراحلة أم كلثوم والشاعر أحمد رامي، ووصف “كوكب الشرق” بأن شكلها كان “ملخبطا”، حسب تعبيره، وبأنها تعاملت مع أحمد رامي بمنطق خاص؛ فكانت “علاقة ذئب بفريسته”، ووصفها بالأنانية التي تلاعبت برامي الذي تعامل معها كعاشق ولهان، وأن ما تعرض له الأخير منها كان سببا في إبداعه، وكأنه كان ينتظر تلك اللكمات من أجل الإبداع. كما وصفها أيضا بأنها “موالدية” (أي تعمل في الموالد)، وذكر أنه يقال إنها تزوجت 11مرة.
إحالة للتحقيق
وبجانب رد الفعل الغاضب من جماهير أم كلثوم عبر منصات التواصل الاجتماعي وقرار أسرتها اللجوء للقضاء، أعلنت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر أيضا -التي يعد ناصر دويدار عضو مجلس إدارة بها- بإحالة الأمر للتحقيق، وهو ما أكده البيان الذي أصدرته نقابة الاتحاد وجاء فيه “تقدر النقابة تلك الغضبة، وتؤكد أن نقابة اتحاد الكتاب طوال مسيرتها تحترم كافة الرموز سواء السياسية أو الثقافية أو الفنية أو الأدبية، وأن ما تردد هو محض رأي ينسب لقائله ولا يمثل النقابة من قريب أو بعيد، وأن نهج النقابة الدائم نبذ التطاول، وأن يلتزم النقد المعايير الموضوعية وعدم الخوض في الأمور الشخصية، وقد أصدرت النقابة ميثاق الشرف الأخلاقي لأعضائها”.
وأضاف البيان أن رئيس النقابة العامة لاتحاد الكتاب، الدكتور علاء عبد الهادي، حينما علم بالواقعة قرر إحالة الموضوع برمته للتحقيق العاجل وتشكيل لجنة لدراسة الوقائع المنسوبة لعضو النقابة، كما قرر استدعاء رئيس اللجنة المسؤولة عن الندوة، والاستماع لشهادته حتى يتسنى اتخاذ القرار المناسب إذا ثبت مخالفة العضو ميثاق شرف النقابة، وعرض نتائج التحقيق فور الانتهاء منه بكل شفافية أمام الرأي العام، وتهيب النقابة العامة للكتاب بجميع وسائل الإعلام المحترمة التوقف حتى انتهاء التحقيق وإعلان نتائجه.
أكد البيان أن مصر حاضرة دائما مهما حاول الطامعون والطامحون تصغيرها، وأن النقابة ستقف لكل متطاول وعابث ومتآمر بالمرصاد، وتدين كل محاولات النيل من التراث والرموز الفنية مثل كوكب الشرق أم كلثوم التي كانت توحد الأمة العربية في كل شهر على قلب رجل واحد.
تآمر على الفن المصري
أما نقابة المهن الموسيقية، فقد اتهمت الشاعر ناصر دويدار بـ”التآمر على الفن المصري” بعد حصوله على تمويل.
وجاء في البيان الذي أصدرته النقابة “مصر حاضرة في الزمان وراسخة كالطود في المكان، ومهما حاول الطامعون والطامحون لتصغيرها، فإنها لا تعلو ولا تهان حين يتطاول على رموزها محاولة النيل من تاريخها كل صغير وممول، فإن كيده في نحره ولن ينال غير الخسران، ونقابة المهن الموسيقية كونها القلعة التي يحتمي ببرجها التراث الفني والثقافي من كل متطاول وعابث ومتآمر، فإنها تقف لهؤلاء بالمرصاد وتدين كل محاولات النيل من تراثنا ورموزنا الفنية، مثل كوكب الشرق سيدة الغناء العربي؛ أم كلثوم التي كانت توحد الأمة العربية في كل شهر على قلب رجل واحد، لسماع شدوها الذي يأسر القلوب والألباب”.
ودانت النقابة التطاول على شعراء مصر الذين ترسخوا في وجدان المصريين والعرب جميعا وصاروا من علامات ثقافتها ونهضتها، ومنهم الشاعر الفذ أحمد رامي وأمير الشعراء أحمد شوقي والشاعر أحمد شفيق كامل والشاعر عبد الوهاب محمد وغيرهم ممن تغنوا في حب مصر وأمجادها.
اعتذار
وبعد تعرضه لموجة انتقادات شديدة، تقدم الشاعر ناصر دويدار باعتذار لأسرة أم كلثوم ولجمهورها عبر صفحته على فيسبوك، جاء فيه “من أكون لكي أخطئ في حق سيدة الغناء العربي أم كلثوم وشاعر كتبت عنه العديد من المقالات التي تؤكد حبي له”.
وأضاف أنه بعد وفاة صديقه المطرب أحمد الحجار بـ4 أيام، أصيب بجلطة لا يزال يعاني منها، وقال إنه في الندوة كان يتحدث ويقول إنه يشاع أو يقال عن أم كلثوم؛ فلم يصدر على لسانه هذا الكلام.
واختتم اعتذاره بـ”إذا كان كلامي أسيئ فهمه وأزعج المسؤولين عن الفن والغناء، فأنا أعتذر لروح سيدة مصر العظيمة أم كلثوم وروح الشاعر العظيم أبو الشعراء أحمد رامي”.