كييف أكدت أنها بدأت تنفيذ العديد من الغارات الجوية على القوات الروسية (رويترز)

كييف أكدت أنها بدأت تنفيذ العديد من الغارات الجوية على القوات الروسية (رويترز)

قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية استهدفت مواقع تابعة لقواتها على طول خطوط التماس الجنوبية والشرقية. في المقابل، قالت السلطات الموالية لروسيا إن أحياء في مدينة دونيتسك تعرضت لقصف مدفعي أوكراني. في وقت أكدت فيه المخابرات الأميركية أنها تشهد نوعا من “الوتيرة المنخفضة للصراع بالفعل”.

وأعلنت قيادة الأركان الأوكرانية عن صد قواتها 17 محاولة تقدم للقوات الروسية في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد.

 

وقال المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية ألكسندر شتوبون إن القوات الروسية قصفت بالصواريخ مواقع تمركز الجيش الأوكراني على طول خطوط التماس في المقاطعتين.

كما تمكنت القوات الأوكرانية من صد محاولاتي تقدم روسية في لوغانسك، و15 محاولة أخرى في دونيتسك.

وأكد شتوبون أن مستشفيات إقليم دونباس تسلمت في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي “230 قتيلا، و70 جريحا من القوات الروسية”. وأضاف أن القوات الأوكرانية تمكنت من إسقاط مقاتلة من نوع سوخوي 25.

وأشار المتحدث باسم الهيئة إلى أن الجيش الأوكراني نفذ 22 غارة على أماكن تمركز القوات الروسية في مختلف الجبهات.

 

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تنفيذ قواتها هجوما وصفته بالناجح في محور باخموت شرقي أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن مقاتلة روسية أسقطت طائرة أوكرانية في سماء مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد.

وأضاف كوناشينكوف أن القوات الروسية “تُنفذ عمليات هجومية ناجحة في منطقة أرتيموفسك في جمهورية دونيتسك الشعبية”.

وتابع المتحدث باسم الوزارة “قضينا على أكثر من 50 جنديا أوكرانيًّا، ودمرنا 6 مركبات قتالية مدرعة تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية”.

أما جنوب دونيتسك، فأكدت روسيا أن قواتها صدت محاولات تقدم أوكرانية نحو منطقة بافلوفكا، وأجبرت الضربات الجوية الهجومية ونيران المدفعية القوات الأوكرانية على التراجع إلى مواقعها الأصلية و”كبدتها خسائر كبيرة”.

 

 

إيقاع الشتاء على طرفي الحرب

وفي السياق، قالت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هينز أمس السبت إن المخابرات تتوقع “استمرار تباطؤ وتيرة القتال في أوكرانيا في الأشهر القليلة المقبلة”.

وأضافت أن المخابرات “لا ترى أي دليل على تراجع استعداد أوكرانيا للمقاومة” رغم الهجمات على شبكة الكهرباء وغيرها من البنى التحتية الرئيسية.

وتابعت هينز -في منتدى ريغان السنوي بكاليفورنيا- “نشهد نوعا من الوتيرة المنخفضة للصراع بالفعل.. ونتوقع أن يكون هذا على الأرجح ما سنشهده في الأشهر المقبلة”.

وأشارت إلى أن كلا من الجيشين الأوكراني والروسي يتطلعان لمحاولة إعادة التجهيز وإعادة الإمدادات للاستعداد لهجمات مضادة بعد الشتاء.

كما أكدت مديرة المخابرات الأميركية أن إيران زودت روسيا بطائرات دون طيار وأن موسكو تبحث عن أنواع أخرى من الذخائر الدقيقة من طهران وهو أمر سيكون “مقلقا للغاية من حيث قدراتها”.

 

في الأثناء، ذكرت مجلة “فورين أفيرز” (Foreign Affairs) الأميركية أن فصل الشتاء قد يؤدي إلى إبطاء التقدم الذي تحرزه أوكرانيا، غير أنها مستعدة بشكل أفضل من القوات الروسية المتعثرة.

فبينما نجحت أوكرانيا في إخراج الجيش الروسي من نحو 50% من الأراضي التي سيطرت عليها أخيرا، من المرجح أن تجعل ظروف الشتاء العمليات الهجومية صعبة، حسب المجلة.

وأضافت -في مقال- أنه مع تعرض القوات الروسية للنكسات بعد شهور من القتال، فإن الحفر في مواقع دفاعية واستخدام الشتاء لكسب الوقت من أجل إعادة بناء قواتها، قد يبدوان خيارا واضحا لموسكو.

 

بلا كهرباء

من جهة أخرى، ما زالت أكثر من 500 بلدة أوكرانية دون كهرباء اليوم الأحد، بعد الضربات الروسية التي ألحقت في الأسابيع الأخيرة أضرارا كبيرة بشبكة الكهرباء الوطنية، وفق مسؤول في وزارة الداخلية الأوكرانية.

وأكد المسؤول أن القوات الروسية “تواصل مهاجمة البنية التحتية الحيوية للبلاد”، وأن 507 بلدات في 8 مناطق من البلاد محرومة من التيار الكهربائي. ودعت السلطات الأوكرانية المدنيين مجددا إلى الصمود على الرغم من تدهور الظروف المعيشية.

 

من جهته، قال حاكم منطقة ميكولايف (جنوب) -على شاشة التلفزيون- “يجب أن نصمد” بينما يؤدي انقطاع التيار الكهربائي مرات عدة في اليوم إلى إغراق ملايين الأوكرانيين في الظلام، والبرد مع انخفاض درجات الحرارة إلى دون الصفر لعدة أيام.

ويثير احتمال توجيه ضربات روسية جديدة لشبكة الطاقة الأوكرانية مخاوف من شتاء معقد خصوصا للسكان المدنيين، ومن موجة جديدة من اللاجئين خارج البلاد.

على صعيد آخر، وقّع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، مع نظيره البيلاروسي فيكتور خرينين، على بروتوكول تعديل اتفاقية الضمان المشترك للأمن الإقليمي بالمجال العسكري بين البلدين.

وقال شويغو إن موسكو ومينسك تتخذان إجراءات لتنسيق القدرات القتالية للتشكيلات العسكرية الروسية والبيلاروسية، موضحا أن علاقات البلدين لها أهمية خاصة في مواجهة ما سماه ضغوط الغرب غير المسبوقة.

وأثنى وزير الدفاع الروسي على ما سماه مقاومة بيلاروسيا للمسار العدائي للولايات المتحدة وحلفائها، وفق تعبيره.

 

وفي تطور آخر، نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء عن مصدر دبلوماسي عسكري قوله إن “نظام كييف يخطط لتعطيل مبادرة للأمم المتحدة بشأن استئناف تصدير الأمونيا عبر خط أنابيب تولياتي أوديسا، وذلك عن طريق تفجير منشآت تخزين الأمونيا في مصنع أوديسا بورتسايد ثم توجيه أصابع الاتهام للجيش الروسي بأنه المسؤول عن التفجير”.

وأشار المصدر لسبوتنيك إلى أن نظام كييف يستعين بالاستخبارات البريطانية المتمركزة في أوديسا وأفراد من الشركة العسكرية الكندية الخاصة “غارداورلد” (GardaWorld) المسؤولة عن أمن البنية التحتية للموانئ في منطقة أوديسا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author