قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) -في تقرير جديد نُشر اليوم الخميس- إن خوارزميات فيسبوك وسعيها “المتهور” للربح ساهم بشكل كبير في الفظائع التي ارتكبها جيش بورما (ميانمار) ضد الروهينغيين المسلمين في عام 2017.
ووفق المنظمة فإن أنظمة فيسبوك الخوارزمية كانت تشحن بشكل كبير انتشار المحتوى الضار المناهض للروهينغا في ميانمار.
وعام 2017، قُتل الآلاف من الروهينغا وجرى تعذيبهم واغتصابهم وتشريدهم كجزء من حملة التطهير العرقي التي شنتها قوات الأمن في ميانمار.
وقالت أنييس كالامارد، الأمينة العامة لأمنستي، إنه في الأشهر والسنوات التي سبقت الفظائع، كانت خوارزميات فيسبوك تثير عاصفة من الكراهية ضد الروهينغا، مما ساهم في تحول ذلك إلى عنف حقيقي مادي.
ودعت كالامارد إلى محاسبة “ميتا” الشركة المالكة لفيسبوك، وقالت إنها تتحمل الآن مسؤولية تقديم تعويضات لجميع أولئك الذين عانوا من العواقب العنيفة لأفعالها “المتهورة”.
يقول سويد الله، لاجئ من الروهينغا (21 عامًا) للمنظمة “رأيت الكثير من الأشياء الفظيعة على فيسبوك وظننت فقط أن الأشخاص الذين نشروا ذلك كانوا سيئين.. ثم أدركت أنه ليس هؤلاء فقط، الملصقات، ولكن فيسبوك مسؤول أيضًا”.
وفي الأشهر والسنوات التي سبقت الحملة، أصبح فيسبوك في ميانمار صدى للمحتوى المناهض للروهينغا. وقام ممثلون مرتبطون بالجيش والجماعات القومية البوذية المتطرفة بإغراق المنصة بمحتوى مناهض للمسلمين، ونشروا معلومات مضللة عنهم، وجرى تصويرهم على أنهم “غزاة”.
في أحد المنشورات التي تمت مشاركتها أكثر من ألف مرة، تم تصوير ناشط حقوقي مسلم ووصفه بأنه “خائن”. وتضمنت التعليقات رسائل تهديد وأوصافا عنصرية، بما في ذلك “إنه مسلم. المسلمون كلاب ويجب إطلاق النار عليهم”.
والروهينغا أقلية عرقية ذات أغلبية مسلمة ومقرها ولاية أراكان (راخين) شمال ميانمار. وفي أغسطس/آب 2017، فر أكثر من 700 ألف منهم من أراكان عندما شنت قوات الأمن حملة مستهدفة من القتل والاغتصاب وحرق المنازل على نطاق واسع ومنهجي.
وأعقبت أعمال العنف تلك عقودًا من التمييز والاضطهاد الذي ترعاه الدولة والذي يرقى إلى مستوى الفصل العنصري، وفق منظمة العفو الدولية.