أوكرانيا تتهم روسيا بقصف ماريوبول بمواد سامة وموسكو تؤكد: مخابرات غربية تدعم كييف بتلفيق اتهامات للجيش الروسي
قال مجلس مدينة ماريوبول (جنوب أوكرانيا) إن طائرات روسية قصفت المدينة مستخدمة مادة سامة مجهولة، ومن جانب آخر اتهمت وزارة الدفاع الروسية مخابرات أوكرانيا وفرنسا وبريطانيا بالعمل على تلفيق اتهامات جديدة للجيش الروسي بارتكاب جرائم حرب.
وقال المجلس في بيان إن ضحايا القصف الجوي الروسي من العسكريين والمدنيين يعانون من مشاكل في التنفس والتوازن.
وفي وقت سابق، أعلنت الإدارة الإقليمية في خاركيف مقتل 11 مدنيا وإصابة 14 آخرين جراء القصف الروسي خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأعلنت الحكومة الأوكرانية -أمس الأحد- أنه تم حتى الآن العثور على أكثر من 1200 جثة بمنطقة كييف التي سيطرت القوات الروسية على قسم منها لعدة أسابيع.
وأكدت أنها مستعدة لخوض معركة كبيرة شرق البلاد الذي يشكل أولوية لدى موسكو، بينما يتواصل إجلاء المدنيين خوفا من هجوم وشيك في هذه المنطقة.
وقال سيرغي غايداي رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية التابعة للجيش الأوكراني في لوغانسك إن الجيش الروسي يحاول الاستيلاء على منطقة دونباس (شرقي أوكرانيا) بالكامل.
وأضاف في بيان أن القوة والمعدات العسكرية الروسية تراكمت في المنطقة استعدادا لاشتباكات عنيفة في المستقبل، مؤكدا أن القوات الأوكرانية مستعدة لذلك.
بدوره، قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنهم يعتقدون أن روسيا بدأت تعزيز قواتها وتزويدها بالعتاد في منطقة دونباس.
من جهة أخرى، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني إن قواتهم تقوم بعمليات هجومية مضادة، وتسيطر على شمالي البلاد.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على منطقة كامينكا التي وصفتها بأنها خط تحصين القوات الأوكرانية في إيزيوم.
وقد بثت “الدفاع” الروسية صورا قالت إنها للمعارك بالقرب من بلدة توبولسكي التابعة لإيزيوم، كما قالت إنها استهدفت 78 منشأة عسكرية أوكرانية.
وأضاف الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن قواتهم دمرت 4 قواعد إطلاق صواريخ “إس-300” وأنها قضت على 25 جنديا أوكرانيا قرب مدينة دنيبروبيتروفسك.
وأشار كوناشينكوف إلى أن أوكرانيا تستعد لما وصفه باستفزازات جديدة ضد بلاده في مقاطعة سومي، بمساعدة القوات الخاصة البريطانية.
وأضاف أن قوات خاصة فرنسية مع تقنيين وصلت إلى أوكرانيا، وأن هدفها الرئيسي إخفاءُ ما قالت إنها جرائم حرب ارتكبتها القوات الأوكرانية، وتلفيقُ اتهامات للجيش الروسي.
ذخائر فسفورية
وفي السياق، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن استخدام القوات الروسية الذخائر الفسفورية في منطقة دونيتسك يثير الشكوك في إمكانية استخدامها مستقبلا بمدينة ماريوبول المحاصرة.
وأضافت أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية عدة، في منطقتي دونيتسك ولوغانسك، أسفرت عن تدمير دبابات ومركبات ومعدات مدفعية روسية.
كما أوضحت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن اعتماد روسيا المستمر على القنابل غير الموجهة يقلل قدرتها على تمييز الأهداف، ويؤدي إلى وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.
في الجانب الإنساني، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن 9 ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين ستفتح اليوم الاثنين بمناطق متعددة، من بينها ماريوبول المحاصرة.
اتهامات متبادلة
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -في كلمة له عبر الفيديو أمام برلمان كوريا الجنوبية- إن خطط روسيا القادمة تشمل تدمير مناطق أخرى من أوكرانيا والهجوم على دول مجاورة، على حد تعبيره.
وطلب زيلينسكي من كوريا الجنوبية تعديل سياستها وإمداد بلاده بالأسلحة لمواجهة الغزو الروسي.
كما اتهم القوات الروسية باستهداف أماكن تمركز المدنيين، وأشار إلى أن القصف الروسي تسبب في تدمير أكثر من 900 مؤسسة تعليمية وأكثر من 300 مستودع أدوية.
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا تهدف إلى “وضع نهاية للتوسع والنهج المتهور” لهيمنة الولايات المتحدة والدول الغربية التابعة لها على العالم وعلى المحافل الدولية.
وأضاف لافروف -في تصريحات تلفزيونية- أن العمليات العسكرية في أوكرانيا لن تتوقف قبل الجولة المقبلة من المحادثات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا توجد أسباب تمنع استمرار المحادثات مع أوكرانيا.
وأكد أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتعليق العمليات العسكرية خلال الجولة الأولى من المحادثات مع الوفد الأوكراني أواخر فبراير/شباط الماضي، لكن موقف بلاده تغير منذ ذلك الحين “بعد أن أصبحنا مقتنعين بأن الأوكرانيين لا يخططون لفعل المثل”.
وفي المقابلة التي أذيعت اليوم، أشار لافروف أيضا إلى أن الدعوات التي وجهها مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للتكتل لمواصلة تسليح كييف تمثل “منعطفا خطيرا للغاية” في السياسة الأوروبية.
ويقول مسؤولون روس إن محادثات السلام مع أوكرانيا لا تتقدم بالسرعة التي يريدونها، واتهموا الغرب بمحاولة عرقلة المفاوضات عبر إثارة مزاعم بارتكاب القوات الروسية جرائم حرب في أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو.
ورفضت كييف تصريحات لافروف في ذلك الوقت، ووصفتها بأنها نهج لتقويض أوكرانيا أو تحويل الانتباه عن الاتهامات الموجهة للقوات الروسية بارتكاب جرائم حرب.
عقوبات وتحركات
وتأتي التطورات الميدانية في وقت يجتمع فيه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي -اليوم- لبحث فرض حزمة سادسة من العقوبات على موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، غير أن التكتل لا يزال منقسمًا بشأن مسألة حظر واردات الغاز والنفط الروسيين.
ويلتقي المستشار النمساوي كارل نيهامر الرئيسَ الروسي اليوم في موسكو، ليكون أول مسؤول أوروبي يجتمع ببوتين منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، حسب ما أعلنته المستشارية الأحد.
في حين يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن التشاور -عبر الفيديو- مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم، وفق ما أعلنه البيت الأبيض.
وشهدت ألمانيا نهاية الأسبوع مظاهرات عدة مثيرة للجدل، دعت إليها الجالية الكبيرة للناطقين بالروسية في البلاد، والتي ترى أنها تتعرّض للتمييز منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفتحت أوكرانيا 5600 تحقيق في ما تقول إنها جرائم حرب على أراضيها منذ بداية الهجوم الروسي، حسب ما أعلنته أمس المدعية العامة إيرينا فينيديكتوفا.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، شنت روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، مما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والاقتصادية والمالية والرياضية.