أوكرانيا تدعو سكان خيرسون وزاباروجيا للجلاء عن مناطقهم.. الاستخبارات البريطانية: روسيا تحشد قواتها استعدادا لهجوم جديد
وجهت إيرينا فيريشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، صباح اليوم السبت، دعوة إلى سكان خيرسون وزاباروجيا، الخاضعتين لسيطرة روسيا، لإخلاء مواقعهم في أسرع وقت ممكن. بينما قالت الاستخبارات البريطانية إن روسيا تنقل قواتها الاحتياطية من مختلف أنحاء البلاد إلى الحدود الأوكرانية.
في الأثناء، أعلن الجيش الأوكراني أن القوات الروسية حاولت تحقيق اختراق باتجاه القوات الأوكرانية بمنطقتي كنيازكا وأولجاني في خيرسون، غير أن المحاولة فشلت.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان إن القوات الروسية حاولت أيضا السيطرة على محطة توليد الطاقة في منطقة فوليهيرسكا شرقي مقاطعة دونيتسك، إلا أن القوات الأوكرانية تصدت لها.
وتابعت أن القوات الروسية تنفذ عمليات هجومية وتحاول التقدم بالقرب من منطقة هريغوريفكا شمال شرقي المقاطعة حيث تتواصل المعارك، بينما يتم قصف البنية التحتية في كراماتورسك.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، عن إسقاط مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الأوكراني من طراز “سو25-” و15 طائرة مسيرة، وتدمير عدد من مخازن الأسلحة، خلال اليوم الفائت.
وقالت وزارة الدفاع، في بيان، إن سلاح الطيران والقوات الصاروخية والمدفعية الروسية استهدفت خلال اليوم الفائت 22 موقعا لقيادة العمليات في أوكرانيا، بما في ذلك الكتيبة 98 من لواء الدفاع في منطقة نوفوفورونتسوفكا بمقاطعة دنيبروبيتروفسك، واللواء الميكانيكي 16 في منطقة بوكروفسكي في دونيتسك، ونقطة تمركز للمرتزقة الأجانب في خاركيف.
حشد روسي
من جانب آخر، قال جهاز الاستخبارات العسكرية البريطاني إن القوات الروسية الاحتياطية نقلت إلى الحدود الأوكرانية تحسبا لعمليات هجومية مقبلة.
ورجح -في سلسلة تغريدات على تويتر- أن تكون نسبة كبيرة من وحدات المشاة الروسية الجديدة يجري نقلها بمركبات مدرعة من طراز “إم تي- إل بي”.
وفي خيرسون جنوب أوكرانيا، قررت الإدارة الروسية تفعيل الدفاعات الجوية فوق المدينة ردا على إطلاق صواريخ أوكرانية من مقاطعة ميكولايف المجاورة.
وفي مقاطعة زاباروجيا المجاورة، اتهمت الإدارة العسكرية الروسية كييف بقطع إمدادات الغاز عن المدينة.
مساعدات أميركية
بدورها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار.
وأوضحت مسؤولة رفيعة بالبنتاغون -خلال إحاطة غير مصورة- أن المساعدات تتضمن قذائف مدفعية عالية الدقة، وتشمل 4 راجمات من طراز هايمرز مع ذخيرتها.
بالإضافة إلى ألف قذيفة من عيار 155 ملليمترا عالية الدقة تزود بها أميركا لأول مرة أوكرانيا، ويتوقع البنتاغون أنها ستمثل تطورا في معركة دونباس.
وأوضحت المسؤولة بالبنتاغون أن المساعدات الجديدة ترفع العدد الإجمالي لراجمات هايمرز إلى 12 راجمة، نافية تدمير الروس لأي منها.
كما قال مسؤول رفيع في البنتاغون إن القوات الروسية تحرز تقدماً بطيئاً وغير متساو شمال دونيستك شرقي أوكرانيا.
وأضاف المسؤول الأميركي أن القوات الروسية لم تبسط سيطرتها على أجواء أوكرانيا، مشيرا إلى أن روسيا لديها الآن من 10 إلى 15 كتيبة تكتيكية بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا.
وأوضح أن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة شرق أوكرانيا، قائلا إنه من غير الواضح ما إذا كان بمقدورها نقل الحرب خارج حدود إقليم دونباس.
إطالة أمد الصراع
سياسيا، قالت السفارة الروسية بالولايات المتحدة إن وراء الشحنة الأميركية المرتقبة لـ 4 أنظمة صواريخ “هيمارس” إلى أوكرانيا، رغبة واشنطن الجامحة في إطالة أمد الصراع بأي ثمن.
وأضافت السفارة في بيان السبت إن واشنطن تسعى بشدة للتعويض عن الخسائر المتزايدة للكتائب (الأوكرانية) القومية المتطرفة والقوات المسلحة.
في المقابل، قال ميخايلو بودولياك كبير المفاوضين الأوكرانيين -في المحادثات المتوقفة مع موسكو- إن الجيش الروسي اضطر إلى وقف عملياته لإعادة إمداد قواته وكذلك بسبب الخسائر التي تكبدها.
وقال بودولياك لقناة 24 التلفزيونية الأوكرانية “من الواضح أنه يتعين عليهم إعادة الانتشار والدفع بقوات وأسلحة جديدة، وهذا أمر جيد جدا. هناك نقطة تحول بدأت تتشكل لأننا نثبت أننا سنهاجم مرافق التخزين ومراكز القيادة”.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا فقدت نفوذها في الاتحاد الأوروبي، وإن معظم دول الاتحاد لا تخضع للسيطرة الروسية، معتبراً ذلك واقعاً سياسياً جديداً في أوروبا.
وأضاف زيلينسكي -خلال خطاب وجهه إلى شعب سلوفينيا- أن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين يحققون وحدة جديدة في القارة على أساس خطوات جديدة وقوية، وفق تعبيره.