قوبل إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بزوبعة من ردود الفعل عبر المنصات العربية، وسط تباين بردود فعل مرحبة وأخرى منتقدة ومستنكرة، كما شكك آخرون بالرواية الأميركية برمتها.

واعتبر معلقون أن العملية تأتي ضمن جهود محاربة الإرهاب، وانتقدها آخرون مشيرين إلى أنها تأتي في ظل تراجع شعبية الرئيس ومن أجل إنقاذ موقف حزبه الديمقراطي قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، كما انتقد آخرون خرق سيادة الدولة بتنفيذ هذه العملية.

 

وعقب هذا الاغتيال، علقت أسرة الظواهري، في تصريحات خاصة نقلها موقع “القاهرة 24” المصري، مؤكدة أنها لم تعرف الخبر إلا من خلال وسائل الإعلام.

وأشارت عائلة الظواهري إلى أنه لا يوجد أي تواصل معه منذ خروجه من مصر منذ عشرات السنوات، ومن ثم انضمامه إلى تنظيم القاعدة في أفغانستان، وقالت إنه إذا كان الخبر حقيقيا “فلا تجوز عليه إلا الرحمة”.

 

ترحيب

وكانت الخارجية السعودية من أول المعلقين معلنة في تغريدة، عبر حسابها الرسمي بتويتر، عن ترحيبها بمقتل الظواهري ووصفته بـ “الإرهابي”.

كما اعتبر المستشار السياسي الرئاسي بالإمارات، أنور قرقاش، أن الإعلان عن مقتل الظواهري “بالتزامن مع ذكري غزو الكويت في الثاني من أغسطس فرصة للمنطقة للتأمل والتفكير في عبثية التطرف والإرهاب والمغامرات العسكرية المتهورة”.

 

وقد وصف حساب الكاتب السعودي عبد الله الطاير زعيم هذا التنظيم بأنه “العقل المدبر للقاعدة” وأنه “سفك دماء الأبرياء” وأن “للقاتل القتل ولو بعد حين”.

كما اعتبر الكاتب السعودي فهد ديباجي أن دور الظواهري انتهى، وقال “ببساطة انتهت الفايدة وانتفت الحاجة الأميركية لوجوده، وطوت أميركا صفحته لتفتح صفحة أخرى كعادتها”.

 

شعبية بايدن

وفي تعليقه على تأثير هذا الاغتيال على شعبية الرئيس الأميركي، قال الكاتب عبد الباري عطوان “هذا الاغتيال لن يرفع شعبية بايدن لأن الرجل لم يكن فاعلا، ولا نستبعد قيادة يمنية شابة تتولى القيادة وأكثر تشددا تعيد بناء التنظيم”.

 

من جهته، قال الصحفي السعودي عضوان الأحمري “تبقى على الانتخابات الأميركية 3 أشهر، يرمي فيها الرئيس الأميركي بأوراقه لإنقاذ موقف حزبه الضعيف، فشل في الضغط على السعودية وزيادة إنتاج النفط فاستخدم ورقة مهترئة هي القاعدة”.

أما الكاتب عبد الله بندر فقال “بعد تراجع شعبية بايدن لأدنى مستوياتها عند الشعب الأميركي وداخل الحزب الديمقراطي، والتي بدأت بانسحابه من أفغانستان، وفشله في إدارة الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع أسعار الطاقة، يعود إلى الأراضي الأفغانية من خلال استهداف أيمن الظواهري محاولاً كسب ثقة الناس وإعادة إحياء شعبيته”.

انتقاد ونعي وتشكيك

على الطرف الآخر، قوبلت عملية الاغتيال بموجة من الانتقاد والاستنكار، واعتبرها مراقبون بأنها خرق لسيادة الدول. وفي هذا السياق، قال الأكاديمي الكويتي عبد الله الشايجي “إن أميركا خرقت سيادة أفغانستان، كما فعلت عند اغتيال أسامة بن لادن”.

 

وقد نعى مغردون الظواهري وأكدوا استمرار مسيرة الجهاد، وقال أحدهم “إن الجهاد في سبيل الله قاعدة عامة ورسالة مستمرة لا تنتهي بموت أو مقتل أحد فهي رسالة ممتدة منذ أكثر من 1400 عام”.

وقال مغرد آخر “عشت طالباً عز هذه الأمة ورفعتها، وثبت خير ثبات، ومرت بك المحن خافضة رافعة، والتزمت طريق الشدائد، فما لانت لك قناة، ولا مالت بك دنيا، واليوم ترتقي من كوة الشهادة، تاركاً أثراً عظيماً (..) كالجبال مكيناً، فتقبلك الله في الشهداء، ورفع درجتك في الصالحين”.

 

وفي سياق آخر، شكك مغردون بالرواية الأميركية، ومنهم ناجح إبراهيم، أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية بمصر، وهو خبير في شؤون الجماعات الإسلامية، موضحا في تصريحات صحفية أن عمر الظواهري لا يقل عن 70 عامًا، وحالته الصحية ليست مستقرة، وإن حدثت الوفاة فهي طبيعية.

المصدر : الجزيرة + وكالة سند + مواقع التواصل الاجتماعي

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *