التقى الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الجمعة خلال زيارة قصيرة استمرت ساعتين نظيره الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم في ثالث أيامه جولته الإقليمية التي ستقوده لاحقا إلى السعودية.
وأشار تلفزيون فلسطين الرسمي إلى أن عباس بدأ اجتماعا مع بايدن فور وصوله استمر نحو 50 دقيقة، وأنهما بحثا سبل إحياء عملية السلام المتعثرة وتعزيز العلاقات الثنائية.
وإثر الاجتماع، قال بايدن -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عباس- “إن التزامه كرئيس للولايات المتحدة لم يتغير بهدف تحقيق حل الدولتين، وهو حل يشمل وجود دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة ومتصلة جغرافيا”.
وأضاف أن “هدف حل الدولتين قد يبدو بعيد المنال بسبب القيود التي تفرض على الفلسطينيين، والشعب الفلسطيني يشعر بالحزن”.
وتابع “لا يمكن لليأس والقنوط أن يصوغ مستقبلنا حتى إن لم تكن الأرضية جاهزة لبث الروح في المفاوضات، نحن نحاول تعزيز الزخم لبث الروح في مسار السلام، ويجب أن نضع حدا للعنف”.
كما أعلن بايدن عن توفير تمويل قيمته 200 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمواصلة “دورها الحاسم”، وفق تعبيره.
بدوره، قال الرئيس الفلسطيني إنه أكد لبايدن رؤيته على أساس الشرعية الدولية وحل الدولتين، مشيرا إلى أن “مفتاح السلام في المنطقة هو الاعتراف بدولة فلسطين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة”.
وأضاف “أمد يدي إلى إسرائيل لتحقيق سلام الشجعان، وهذا ما واصلنا فعله منذ اتفاق أوسلو، فرصة حل الدولتين على أساس حدود 1967 قد تكون متاحة اليوم فقط ولا ندري ما قد يحصل في المستقبل”.
وقد تظاهر عشرات الفلسطينيين في مدينة بيت لحم احتجاجا على زيارة الرئيس الأميركي، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية وشعارات تندد بسياسة واشنطن بالمنطقة وما وصفوه بـ”الانحياز الأميركي لدولة الاحتلال”، كما طالبوا بتحقيق العدالة لمراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وجاءت الوقفة الاحتجاجية تلبية لدعوة من قبل لجنة التنسيق الفصائلي الفلسطيني في محافظة بيت لحم، حيث وقف المتظاهرون في منطقة بعيدة عن مقر الرئاسة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة المصاحبة لزيارة بايدن.
وقبيل وصول الرئيس الأميركي إلى مدينة بيت لحم أعلن -خلال زيارة لمستشفى المُطّلع “أوغستا فكتوريا” بالقدس الشرقية- عن تقديم مساعدة لشبكة مستشفيات القدس بقيمة 100 مليون دولار.
وقال بايدن -في كلمة بالمناسبة- “اليوم يسرني أن أعلن أن الولايات المتحدة تلتزم بتوفير 100 مليون دولار إضافية لدعم هذه المستشفيات، وهو التزام على مدى عدة سنوات، نأمل أن تساهم هذه المساعدات في توليد مساهمات من دول أخرى”.
وتابع بايدن -الذي زار المستشفى دون مرافقة رسمية إسرائيلية أو فلسطينية- قائلا “هذه هي المرة الأولى الذي يتسنى لي مشاهدة كل العمل المدهش الذي تقومون به هنا، هذه المستشفيات هي العمود الفقري لمنظومة الرعاية الصحية الفلسطينية”.
وكان بايدن قد جدد أمس الخميس خلال وجوده في إسرائيل تأكيد دعم واشنطن “حل الدولتين لشعبين يملك كلاهما جذورا عميقة وقديمة في هذه الأرض ويعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن”.
كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد خلال الزيارة دعمه حل الدولتين، مشيرا إلى أنه “لن يغير موقفه”، وأن “حل الدولتين هو ضمانة لدولة إسرائيل الديمقراطية القوية ذات الأغلبية اليهودية”.
وأضاف مخاطبا بايدن “نبعث معكم رسالة سلام إلى كل دول المنطقة، وبما في ذلك إلى الفلسطينيين، إسرائيل تريد السلام وتؤمن به، ولن نتنازل عن شبر واحد من أمننا”.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي أجرى الأربعاء والخميس سلسلة لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين في تل أبيب ركزت على برنامج إيران النووي ودعم طهران جماعات مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة المحاصر.
ووقّع بايدن ولبيد اتفاقا أمنيا جديدا سمي “إعلان القدس” تلتزم بموجبه الولايات المتحدة باستخدام إمكانياتها، لدعم تفوق إسرائيل العسكري بالمنطقة ومنع إيران من حيازة سلاح نووي.