قالت صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيعرض اليوم الأربعاء المراجعة الإستراتيجية الوطنية الجديدة خلال حفل على متن حاملة الطائرات المروحية البرمائية “ديكسمود” (Dixmude) بميناء تولون، وذلك لاستخلاص الدروس من الصراع في أوكرانيا، ولتهيئة النفوس لاحتمال وقوع حرب، وتغيير العقلية كما يقولون في الإليزيه.
وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم نيكولا باروت- إلى أن هذه المراجعة الإستراتيجية التي تأتي كخطوة أولى قبل مناقشات قانون البرمجة العسكرية القادم 2024-2030 تسرد 10 أهداف إستراتيجية للدفاع عن المصالح الفرنسية، من الحفاظ على مصداقية الردع إلى تعزيز المرونة الوطنية، ومن ضمنها اقتصاد الحرب، وكذلك مضاعفة عدد قوات الاحتياط وتعميم الخدمة الوطنية الشاملة.
أما بالنسبة للجيوش فإن عليها الاستعداد و”تصحيح نقاط ضعفها” لإعادة تأكيد طموح فرنسا الإستراتيجي، خاصة أن “هذا السياق -كما جاء في النسخة التي وصلت إلى لوفيغارو- يشكك في نموذج الجيش الفرنسي الحالي، ويدعو إلى تزويد فرنسا في عام 2030 بالقدرة على التعامل مع عودة محتملة للصراع العنيف بين الدول، وذلك بردع نووي يضمن حماية مصالح فرنسا الحيوية، وقدرات تقليدية تسمح لها بحرية الاختيار، وتعبئة للمجتمع تضمن “تفاهما متبادلا” بين الأمة والجيش.
ولا تشير المراجعة المذكورة إلى المسار والخيارات التي ستختارها فرنسا، وهي “وثيقة طموحة للغاية ولكنها لا تتماشى مع إمكانياتنا” حسب أحد أعضاء البرلمان، وسيؤكد ماكرون الانتهاء الرسمي لعملية برخان في الساحل، ومع ذلك ستبقى الجيوش الفرنسية في أفريقيا مع شركاء مثل النيجر وتشاد.
وتصر الوثيقة على البعد السيبراني للمواجهات المستقبلية، مع طموح يجعل فرنسا لاعبا رائدا، ولذلك فهي تؤيد إنشاء “إستراتيجية وطنية للتأثير” من شأنها تعبئة الجيش والدبلوماسيين على حد سواء، ليصبح التأثير هو الوظيفة الإستراتيجية السادسة للجيوش.
وتعطي المراجعة الوطنية مكانة خاصة لمسألة التحالفات، مع ميل واضح لصالح حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، خاصة أن اتساع نطاق المصالح الفرنسية في العالم “يبرز الصعوبة الهائلة التي تواجهها فرنسا في الاستجابة بمفردها لجميع التحديات.