إصابة رئيس حكومة دونيتسك الموالي لروسيا في قصف أوكراني وزيلينسكي يطالب واشنطن بمواصلة الدعم
أعلنت وسائل إعلام روسية إصابة رئيس حكومة دونيتسك الموالي لروسيا فيتالي خوتسينكو والرئيس السابق لوكالة الفضاء الروسية (روس-كوسموس) ديمتري روغوزين، في قصف أوكراني على مطعم بجنوب مدينة دونيتسك شرقي أوكرانيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن روغوزين قوله إنه يخضع للعلاج بعد أن أصابته شظية في منطقة الظهر وإن حالته مستقرة.
وأضافت المصادر أن عددا من كبار المسؤولين الروس والموالين لموسكو في دونيتسك كانوا يحتفلون بعيد ميلاد ديمتري روغوزين في مطعم يقع في حي لينينسكي جنوبي المدينة قبل تعرضه للقصف.
وأشارت وسائل إعلام محلية في دونيتسك إلى أن القصف أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 6 آخرين من بينهم موظفون في المطعم.
في غضون ذلك، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن روسيا فقدت خلال 9 أشهر من الحرب أكثر من 100 ألف جندي روسي و3 آلاف دبابة ونحو 6 آلاف مركبة مدرعة.
وأضافت أن القوات الروسية شنّت خلال الساعات الماضية 15 غارة جوية على مناطق مدنية لا سيما في مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا في جنوب البلاد، إضافة إلى 64 هجوما من منظومات صاروخية.
بالمقابل، أكدت هيئة الأركان أن قواتها قصفت نحو 30 وحدة من الأنظمة المدفعية الروسية في أحد المطارات الميدانية في كاخوفكا بمنطقة خيرسون.
يأتي ذلك بينما أكدت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية استمرار القصف الروسي على المناطق الساحلية في ميكولايف إضافة إلى دنيبرو ونيكوبول جنوبا.
وعلى صعيد الجبهات الشرقية، أفاد الجيش الأوكراني بأن قواته واصلت صدّ هجمات روسية باتجاه قرى وبلدات في خاركيف ولوغانسك إضافة إلى عدة مناطق باتجاه باخموت في دونيتسك.
موقف من زيارة زيلينسكي
على صعيد آخر، قال السفير الروسي في واشنطن أناتولي أنتونوف إن زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة تدل على أنه لا هو ولا القادة الأميركيون يريدون السلام، وأنهم غير جاهزين لإحلاله.
وأضاف أنتونوف -في بيان- أن كييف وواشنطن تهدفان إلى استمرار الصراع ومقتل الجنود وزيادة ربط النظام الأوكراني الطويل الأمد باحتياجات واشنطن.
ولفت أنتونوف إلى أن الطروحات التي تظهر في وسائل الإعلام الأميركية بأن روسيا غير مهتمة بتحقيق السلام خاطئة، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبّر مرارا عن موقف موسكو، كما أكد الدبلوماسي الروسي أن القوات الروسية تدمر الأسلحة الأميركية والغربية المقدمة لأوكرانيا بشكل منهجي.
زيارة تاريخية
وقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزمة مساعدات وأسلحة جديدة لأوكرانيا، متهما نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا ينوي وقف “الحرب الوحشية”.
وفي أول زيارة خارجية للرئيس الأوكراني منذ بدء حرب روسيا على بلاده قبل 10 أشهر، التقى الرئيس بايدن وأجرى معه محادثات أعقبها مؤتمر صحفي للرئيسين أمس الأربعاء.
وقال بايدن “حلفاؤنا الأوروبيون يدركون أن الغزو الروسي أمر جلل، ولا أرى بوادر بأن بوتين سيغير نهجه في أوكرانيا. نعمل مع شركائنا وحلفائنا على مساعدة أوكرانيا كي تستطيع إعادة بناء بنيتها التحتية”.
وأكد الرئيس الأميركي أنه “ليس قلقا بتاتا” على صلابة الحلف الغربي في وجه روسيا.
واعتبر بايدن أن روسيا تعكف على استهداف البنية التحتية الأوكرانية، وأنها تستخدم الشتاء سلاحا، كما اتهم بوتين بأنه صعّد هجماته ضد المدنيين، ولا نية لديه لوقف هذه “الحرب الوحشية” في أوكرانيا.
وأضاف “قدمنا مليارات الدولارات في صورة مساعدات لكييف، للتأكد من قدرة الحكومة الأوكرانية على تقديم الخدمات الأساسية”، معلنا في الوقت نفسه تقديم ملياري دولار مساعدات مباشرة.
وكشف بايدن عن عزمه التوقيع على قانون يوفر 45 مليار دولار لأوكرانيا.
كما أعلن الرئيس الأميركي عن الدفعة الجديدة من المساعدات إلى أوكرانيا بقيمة 1.8 مليار دولار، وقال إن بلاده ستوفر بطاريات باتريوت وستدرب الأوكرانيين على استخدامها.
كما أوضح بايدن أن أكثر من 50 دولة التزمت بتوفير ألفي دبابة ومدرعة و50 منظومة صواريخ لدعم أوكرانيا، معتبرا أنها انتصرت في معارك خيرسون وخاركيف.
وشدد على تأييد بلاده للسلام العادل في أوكرانيا، وقال لضيفه “يشرفنا أن ندعمكم ضد هذه الحرب الوحشية”.
من جانبه، قال زيلينسكي “أشكر الرئيس بايدن على دعمه وجهوده لتوحيد شركائنا”.
وأضاف “أؤمن بأن هناك دعما لأوكرانيا من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة”، معربا عن تطلعه لعقد لقاءات مثمرة مع أعضاء الكونغرس.
وأوضح الرئيس الأوكراني أن الشريحة الكبرى من الدفعة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية تتمثل في بطاريات باتريوت.
وشدد زيلينسكي على أهمية توفر صيغة للسلام، وقال “نتطلع إلى دعم واشنطن لنا في هذا الصدد”.
وأضاف أن “التوصل إلى “سلام عادل” ينهي الحرب لا يعني بأي شكل من الأشكال المساومة على وحدة أراضينا، ويعني أيضا التعويض عن كل الأضرار التي سبّبها العدوان الروسي”.
احتفاء في الكونغرس
وبعد لقاء البيت الأبيض، ألقى زيلينسكي كلمة أمام أعضاء الكونغرس وسط تصفيق حار، حيث قال “سنقوم بكل ما في وسعنا من أجل تحقيق النصر على روسيا”.
وأضاف أن أوكرانيا صامدة رغم كل المشكلات التي تواجهها، معتبرا أن الحرب الحالية لا تتعلق فقط بأوكرانيا وأوروبا بل بمستقبل الديمقراطية، وأنها دفاع عن حرية الشعوب.
كما أكد الرئيس الأوكراني أن مدينة باخموت ما زالت صامدة رغم قصف المرتزقة المتواصل منذ مايو/أيار الماضي، حسب قوله، معتبرا أن المدفعية التي تمتلكها قواته ليست كافية للدفاع عن المدينة.
تحذير من المسيّرات الإيرانية
وحذر زيلينسكي من التهديد الذي تشكله المسيّرات الإيرانية للبنية التحتية الحيوية لبلاده.
وقال أيضا لأعضاء الكونغرس “دعمكم بالغ الأهمية، ليس فقط للتقدم على ساحة المعركة، بل للوصول إلى نقطة التحول لتحقيق النصر”، مضيفا “بإمكانكم تسريع نصرنا في الحرب عن طريق تسريع وتيرة مساعداتكم لنا”.
كما اعتبر زيلينسكي أن السبيل لدعم مقترح أوكرانيا للسلام هو أن تظل القيادة الأميركية صلبة في دعم أوكرانيا، ومن الحزبين.
وعلى الصعيد الإنساني، أكد زيلينسكي أن ملايين الأوكرانيين سيعانون من نقص وسائل التدفئة بسبب القصف الروسي.
صواريخ باتريوت
من جهته، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا تشمل لأول مرة نظام باتريوت للدفاع الجوي، القادر على إسقاط صواريخ كروز والصواريخ الباليستية القصيرة المدى وغيرها.
وأوضح بلينكن أن المساعدات الجديدة توفر لأوكرانيا قدرات دفاع جوي وضربات دقيقة، بالإضافة إلى الذخائر الإضافية والمعدات الأساسية.
بدوره، قال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن مساعدة بلاده لأوكرانيا تغيرت مع تغير ساحة المعركة والتكتيكات الروسية.
وأضاف كيربي، في لقاء مع الجزيرة، أن واشنطن تتوقع تواصل الغارات الجوية الروسية على أهداف مدنية في أوكرانيا.
قواعد بحرية
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماعه مع بوتين وكبار المسؤولين العسكريين إن هناك خططا لبناء ميناءين في برديانسك وماريوبول، بهدف دعم السفن وخدمات الإنقاذ في حالات الطوارئ، كما اقترح الوزير زيادة عدد المقاتلين في أوكرانيا إلى 1.5 مليون عنصر، مع رفع سن الخدمة العسكرية.
من جهته، قال بوتين خلال الاجتماع إنه على ثقة بأن روسيا ستفوز في الحرب ضد أوكرانيا، مضيفا “أنا على ثقة بأننا خطوة خطوة سوف نحقق جميع أهدافنا”.
وأوضح بوتين أن الحرب تعد تجربة قيّمة لتعزيز الجيش الروسي، وشبّه القتال في أوكرانيا بالحروب النابليونية والحربين العالميتين الأولى والثانية، ودعا إلى الإسراع في إعادة تسليح الجيش وتحديثه.
وأكد الرئيس الروسي أنه “في مطلع الشهر المقبل ستكون الفرقاطة “أميرال غورشكوف” في الخدمة، وهي مزودة بصواريخ تسيركون جديدة لا مثيل لها في العالم”.
كما أعلن أن الأسطول الروسي سيحصل بدءا من مطلع يناير/كانون الثاني المقبل على صواريخ جديدة فرط صوتية عابرة من طراز “تسيركون”، وهو سلاح من المجموعة الجديدة التي طورتها موسكو في السنوات الماضية.