يقول تقرير لصحيفة “إندبندنت” (Independent) البريطانية إن الأوكرانيين المهرة يستخدمون بطاريات من أقلام السجائر الإلكترونية -التي لم تعد صالحة للاستخدام نظرا لأنها تستعمل لمرة واحدة- من أجل تشغيل الطائرات المسيرة في الخطوط الأمامية.

ويبدأ تقرير إندبندنت بالقول إن قليلين هم الذين يربطون السجائر الإلكترونية بالطائرات المسيرة المسلحة، لكن في ورشة عمل مزدحمة في كييف؛ أصبحت هذه السجائر -التي تستخدم لمرة واحدة- أحدث أسلحة الحرب.

 

ففي جميع أنحاء البلاد، أطلق الأوكرانيون مبادرات رائدة لدعم الجيش الأوكراني وحتى تسليحه ضد القوات الروسية المتفوقة عليه في العدد والتسليح بأضعاف المرات.

وأوضح التقرير أن طالب هندسة يحضّر للدكتوراه بمعهد “كييف بوليتيكنيك إنستيتيوت” أطلق مبادرة لجمع السجائر الإلكترونية التي يمكن التخلص منها واستعادة سلعة ثمينة بداخلها؛ وهي بطاريات “الليثيوم بوليمر”.

وتُستخدم هذه البطاريات لتشغيل أنظمة الإطلاق الملحقة بالطائرات المسيرة؛ بحيث يمكنها حمل وإسقاط أي شيء من الإمدادات الطبية إلى القنابل اليدوية. وتم تصميم أنظمة الإطلاق باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد.

وقال الطالب البالغ من العمر 26 عاما -من ورشته التي كانت مليئة بالطائرات المسيرة نصف المبنية والطابعات ثلاثية الأبعاد في مكان غير معروف بالعاصمة كييف- “لقد بدأنا في جمع السجائر الإلكترونية بعد أن ارتفع سعر بطاريات الليثيوم قبل شهر”.

ومنذ أن اضطرت أوكرانيا إلى إغلاق مطاراتها في بداية الحرب، أصبح من الصعب بشكل متزايد الحصول على المواد المستوردة.

وكانت تكلفة بطاريات الليثيوم دولارا واحدا لكل منها، لكنها ارتفعت 5 أضعاف؛ مما زاد من تكلفتها بشكل كبير، لكن البطاريات في السجائر الإلكترونية يتم الحصول عليها مجانا، كما يمكن إعادة استخدامها، بالإضافة إلى أنها صديقة للبيئة.

جندي أوكراني يحمل سلاحا مضادا للطائرات المسيرة في العاصمة كييف (وكالة الأنباء الأوروبية)

طائرات مسيرة

وذكرت الصحيفة البريطانية أن فريقا من حوالي 60 متطوعا بدأ يصنع أنظمة الطائرات المسيرة، يعمل 30 منهم بشكل خاص على خطة السجائر الإلكترونية.

وفي غضون 4 أشهر، بنوا 4 آلاف نظام إسقاط، كلّفت جميعها أقل من 30 دولارا.

كما أنهم يصنعون طائرات مسيرة من الصفر ويعيدون استخدام الطائرات التجارية الحالية المسيرة لتتماشى مع أنظمة الإسقاط الخاصة بهم.

وقبل 3 أسابيع بدؤوا العمل باستخدام بطاريات السجائر الإلكترونية.

وقال التقرير إن المسيرات أصبحت حاسمة في المعركة، مما سمح للقوات الأوكرانية برصد المدفعية وتوجيه النيران بكفاءة، مما يوفر الذخيرة. كما يمكنها إسقاط أي شيء؛ بدءا من القنابل المضادة للأفراد إلى القنابل الصغيرة، أو نقل الإمدادات الطبية للجنود الذين يواجهون مشاكل.

المصدر : إندبندنت

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *