تعرضت دار "بلنسياغا" الإسبانية للأزياء لانتقادات بسبب اتهامات لها بالإساءة إلى الأطفال وعرضهم في طقوس شيطانية. (رويترز)

تعرضت دار "بلنسياغا" الإسبانية للأزياء لانتقادات بسبب اتهامات لها بالإساءة إلى الأطفال وعرضهم في طقوس شيطانية. (رويترز)

يرى البعض أن الحملة الدعائية التي أطلقتها دار “بلنسياغا” (Balenciaga SA) الإسبانية للأزياء كشفت عن قمة جبل جليدي لاستخدام الأطفال في أعمال دعائية تعتمد على “البيدوفيليا” (التحرش الجنسي بالأطفال)، بالإضافة إلى طقوس شيطانية لعبادة ما يُعرف في العهد القديم باسم “مولوخ” (Moloch) الإله الوثني، وهو ما يُعرف باسم “بعل” في الثقافة العربية الإسلامية، والذي يُعبد بتقديم قرابين بشرية من الأطفال.

 

 

وقد قالت دار الأزياء الإسبانية، في بيان نشر عبر صفحتها الرسمية على إنستغرام، إنها “تعتذر عن هذا الخطأ”، وذكرت أن المسؤولية تقع على عاتق المصور، مشيرة إلى أن الإدارة لم تكن على علم بالأوضاع المسيئة التي اعتمدها في تقديم المنتجات المنوط تصويرها.

بيان “بلنسياغا” أثار حفيظة بعض الفنانين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ممن وجدوا فيه “التفافًا على حقيقة ما يحدث في الدار”؛ فقد قال الرسام الأميركي غلن بيك -عبر حسابه الرسمي على يوتيوب- إن تحميل مسؤولية ما حدث للمصور والقول إن الدار بريئة من هذه الممارسات أمر مستفز للغاية، “والسبب أن كبيرة المصممين لدى الشركة والعارضة المشهورة التي تدعى لوتا فولكوفا Lotta Volkova هي واحدة من أكثر الشخصيات ترويجًا للبيدوفيليا عبر حساباتها الشخصية على شبكات التواصل الاجتماعي”، حسب بيك.

 

لوتا كانت ظهرت في صور عدة ذات محتوى صادم وعنيف على صفحتها الشخصية على إنستغرام، قبل أن تقوم بتحويل حسابها إلى حساب خاص بعد الضجة الأخيرة، إلا أن بعض المتابعين نجحوا في تصوير منشوراتها ونقلها إلى موقعي تويتر وريديت.

 

وحسب ما تم تسريبه من حساب لوتا على إنستغرام، فقد نشرت صورة لطفل يقدم كقربان بشري لبعل أو مولوخ. وفي صورة أخرى أظهرت لوتا أن الطفل الذي يذبح هو قربان للشيطان مع هاشتاغ مولوخ #Moloch.

ولم يقتصر الأمر على صورتين أو 3 على ما يبدو؛ إذ قامت لوتا بحذف أكثر من 200 صورة قيل إنها احتوت على إيذاء جسدي وتعذيب للأطفال وتقديمهم قرابين بشرية.

 

اللافت أن واحدًا من أكثر رواد حساب لوتا تعليقًا على الصور الصادمة هو مصمم الأزياء المشهور مارك جاكوبس الذي علق إحدى الصور بعبارة “جيد جدا” (So Good). وتظهر في الصورة طفلة لا تكاد تبلغ الخامسة من العمر ترتدي ثياب نوم نسائية وتضحك للمشاهد.

وتعمل لوتا ذاتها في العديد من دور الأزياء؛ منها “لوي فيتون” التي يصمم أزياءها جاكوبس نفسه.

من جانبه، أصدر المصور الذي قام بالتقاط صور الحملة الدعائية الأخيرة لـ”بلنسياغا” بيانًا كذّب فيه الدار الإسبانية، وقال إنه كان ممنوعًا من اختيار المتعلقات التي تظهر مع الأطفال الذين يتم تصويرهم.

كما ادعى المصور أن الاختيار كان للدار، وقد أصرّوا على وجود منتجات معينة مع الأطفال مثل أطواق العبودية والشرائط اللاصقة التي تنتجها “بلنسياغا” والمكتوب عليها اسم الدار بطريقة غير معتادة، إذ تمت كتابة الحروف الأولى لـ”بعل” بأحرف كبيرة (BAAL)، بعكس الهجاء العادي المعروف لاسم الدار.

 

ردود الفعل العالمية

وفي الوقت الذي رأى فيه المدير التنفيذي لدار “بلنسياغا” أن ما حدث كان مجرد خطأ سيتلافونه لاحقًا، وأن “اختيارا فنيا غير صحيح (wrong artistic choice)” هو ما أدى إلى تلك المشكلة، جاءت ردود الفعل أكثر حدّة ورأت في الأمر مجرد كشف عن قمة الجبل الجليدي فقط.

 

مذيعة هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) دومينيك صموئيل اتهمت زوج الممثلة الشهيرة سلمى حايك، رجل الأعمال الفرنسي فرانسوا هنري بينول، ببيع تماثيل جنسية للأطفال، مدعمًة ادّعاءها ببعض الوثائق والصور.

ويشغل بينول منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة “كرينغ” الفرنسية التي تمتلك عددا من العلامات التجارية الفاخرة مثل “غوتشي”، و”إيف سان لوران”، و”بلنسياغا”، و”ألكسندر ماكوين”، و”بوتيغا فينيتا”، و”بوشرون”، و”بريوني وبوميلاتو”.

 

يشار إلى أن عبادة بعل التي نفت دار “بلنسياغا” الإسبانية صلتها بها أثارت حالة فزع وصلت لانقلاب مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي على بعضهم؛ فقد كتبت المؤثرة المشهورة بلاير وايت ردًّا على صمت الفنانين الذين يتعاملون مع الدار بأنهم ما كانوا ليصمتوا لو أن الحادثة تمس حقوق مجتمع المثليين (LGBT)، “فلماذا صمت الجميع أمام مثل تلك الكارثة؟”.

 

وأضافت المغنية البريطانية أولي لندن -على حسابها الرسمي في تويتر- أن الشريط الأصفر الذي ظهر في “حملة الأطفال الشيطانية والسادية ظهر عن قصد، وأن كلمة بعل (Baal) المكتوبة عليه هي اسم إله شيطاني كنعاني قديم، وقد ضحى الوثنيون بالأطفال في طقوس مظلمة من أجل هذا الشيطان”.

“من الواضح أن ما يحدث في بلنسياغا مظلم للغاية”، حسب تعبير أولي لندن.

 

 

جدير بالذكر أن السلطات الأميركية لم تفتح تحقيقًا بخصوص الحملة الإعلانية الأخيرة لـ”بلنسياغا”، كذلك لم تفعل السلطات الإسبانية.

المصدر : مواقع إلكترونية

About Post Author