احتدام عسكري ونتيجة كارثية.. محللون يشرحون الأسباب التي فجرت الوضع في السودان
طفا الخلاف على السطح واتخذ صيغة مواجهات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. واستمرت المواجهات واتسعت لتوقع مزيدا من القتلى والجرحى للسيطرة على مواقع حيوية، فما أسباب تفجر الوضع في السودان؟
عن الأسباب الكامنة وراء المواجهة العسكرية في السودان، أوضح المستشار بالأكاديمية العليا للدراسات الإستراتيجية والأمنية معتصم عبد القادر الحسن -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/4/16)- أن ما أوصل السودان إلى هذا الحد من الاحتدام هو أن قوات الدعم السريع صارت تحرك قواتها وفقا لهواها وبعيدا عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، وهو ما تسبب في تضارب في الموقف العسكري وأصبح السودان وكأن فيه جيشين بدل أن يكون جيشا واحدا.
كما شدد على أن القوات المسلحة السودانية تعتبر الانقسام عنها أمرا في غاية الحساسية وتمردا على الجيش الوطني، واصفا الأمر بأنه يتعلق بتمرد عسكري وليس سياسيا، وهو ما جعل القوات المسلحة تعلن قوات الدعم السريع مليشيا متمردة وتحملها مسؤولية كل الدماء التي سالت في السودان.
قوات الدعم السريع
لكن بالمقابل حمّل موسى خدام محمد مستشار قائد قوات الدعم السريع، رئيسَ مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان السياسي والعسكري مسؤولية تفجر الأوضاع، وذلك بسبب ما سمّاه طموح البرهان ومحاولته السيطرة على حكم البلاد، واصفا إجراءات 25 أكتوبر/تشرين الأول بأنها انقلاب مكتمل الأركان قام به البرهان بمساندة كتائب الظل من النظام السوداني السابق.
وعن شرعية قوات الدعم السريع، قال إنها قوات سودانية تم إنشاؤها وفق قانون بقرار من رئيس الجمهورية، ولها مهام واختصاصات وصلاحيات خاصة بها، مشددا على أنه لغاية الآن لم تنتفِ الأسباب التي أنشئت بموجبها قوات الدعم السريع.
أما مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق لشؤون أفريقيا ديفيد شين فوصف ما يحدث في السودان بأنه كارثي لأن الاقتتال على السلطة أدى إلى انهيار البلاد، وقال إنه قد تنتهي الأزمة الحالية بمنتصر عسكري، لكن لن يكون هناك منتصر حقيقي.
وعبّر شين عن قناعته بأنه كان يجب دمج الإطارين العسكريين (الجيش الوطني والدعم السريع)؛ إلا أنه لم يتم الاتفاق بينهما على المسار الزمني وهو ما أدى إلى انهيار الثقة بينهما ونشوب مواجهة عسكرية في البلاد.
ردود فعل
وعبّر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي عن قلقه البالغ من الاشتباكات الدامية ودعا طرفي القتال في بيان له عقب اجتماع طارئ في أديس أبابا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بدون شروط، وتبني حل سلمي وحوار شامل على وجه السرعة.
وكان الاتحاد الأفريقي قد دعا المجتمع الدولي إلى دعم مبادرة الاتحاد لوقف القتال، وإرساء الهدوء في السودان، كما دعا مجلس الأمن الدولي إلى وقف القتال واستعادة الأمن وحث أطراف النزاع على العودة إلى الحوار لحل الأزمة الحالية في السودان.
أما في الداخل السوداني فقال قيادي في “قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي”، إن على البرهان وحميدتي ألا ينظرا إلى مصالحهما الشخصية وأن يجلسا في حوار للتوصل إلى حلول تجنب السودان الحرب الأهلية.