شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، طالت عشرات الفلسطينيين، بينهم امرأة وفتاة وأطفال ومعتقلون سابقون، في حين هاجم مستوطنون منزلا وأحرقوا مركبة شرقي رام الله.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير -في بيان مشترك- أن عمليات الاعتقال تركزت في الخليل، ورام الله، ونابلس في حين توزعت بقيتها على مدن جنين، وطوباس، وأريحا، والقدس.
وأشارا إلى أن قوات الاحتلال نكلت خلال عمليات الاعتقال بالمواطنين، واعتدت على المعتقلين وعائلاتهم، وأخضعت بعضهم لتحقيق ميداني، وألحقت دمارا بمنازلهم.
ويتعرض المعتقلون الفلسطينيون في سجون إسرائيل لتعذيب وإهمال طبي، بالإضافة إلى حالات اعتداء جنسي ووفاة، وفق تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية.
وبذلك ترتفع حصيلة الاعتقالات منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى أكثر إلى 9 آلاف و890 معتقلا، والتي شملت كل فئات المجتمع، علما أن هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط.
هجمات للمستوطنين
في الأثناء، هاجم مستوطنون، اليوم الخميس، منزلا وأحرقوا مركبة في قرية برقا شرق رام الله.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مصادر أمنية أن مجموعة مستوطنين هاجموا منزل المواطن محمد سمرين في أطراف القرية وحاولوا إحراقه، كما أحرقوا مركبة تعود للمواطن حسين نعمان بركات.
إلى جانب ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم الخميس، قرية كفر جمال جنوب طولكرم بالضفة الغربية.
وقال رئيس المجلس القروي في كفر جمال محمد عبد اللطيف إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت القرية من بوابات جدار الفصل والتوسع العنصري، ونشرت دورياتها في أحياء القرية كافة وسط إطلاقها الأعيرة النارية بشكل عشوائي.
وأضاف أن جنود الاحتلال دهموا عددا من منازل المواطنين وأجروا عمليات تفتيش واسعة فيها وأخضعوا أصحابها لتحقيق ميداني، من دون أن يبلغ عن اعتقالات.
هدم وردم
وفي الخليل، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، محلين تجاريين، وردمت عيني ماء جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت “وفا” أن قوات الاحتلال هدمت بالجرافات محلين تجاريين تبلغ مساحتهما 170 مترا مربعا، في منطقة البقعة شرق الخليل، ويعودان للمواطن أسامة جابر، كما ردمت عيني ماء للمواطن رفيق الرجبي، في منطقة وادي البقر، قبل أن يقوم الاحتلال بصب الإسمنت فوقهما.
وتعاني مدينتا الخليل وبيت لحم بشكل كبير نقصا حادا في مياه الشرب، بسبب قيام الاحتلال، قبل نحو شهرين، بتخفيض كميات المياه المخصصة لجنوب الضفة الغربية بنحو 35%، إضافة إلى عدم التزامه بجداول محددة للتوريد، مما تسبب في مضاعفة معاناة المواطنين.
استيلاء على أراض
في غضون ذلك، أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بالاستيلاء على 8 دونمات من أراضي قرية اسكاكا شرق سلفيت بالضفة الغربية.
وأفاد رئيس المجلس القروي في اسكاكا أسامة ظاهر لـ”وفا” بأن سلطات الاحتلال أخطرت بوضع اليد على 7 آلاف و902 دونما من أراضي المواطنين في منطقة “القنية” شمال شرق القرية التي تبعد عن منازل المواطنين 150 مترا فقط، وذلك لصالح مستعمرة “نوفيم حنيا” التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 2002.
ووفق إحصائية هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في النصف الأول من العام الجاري 2024، فإن سلطات الاحتلال استولت على أكثر من 26 ألف دونم من أراضي الشعب الفلسطيني تحت مسميات مختلفة (إعلانات أراضي دولة وتعديل حدود محميات طبيعية، وأوامر استملاك، وأوامر وضع يد لأغراض عسكرية)، بينها 11 ألف دونم أعلنها الاحتلال كأراضي دولة، بالإضافة إلى 15 ألف دونم استولى عليها الاحتلال وفق إجراء تعديل حدود محميات طبيعية، وأصدرت 9 أوامر وضع يد لأغراض عسكرية استهدفت 84 دونما كذلك المصادرة من أجل شق طريق للمستوطنين استهدف ما مجموعه 385 دونما من الأراضي.
وبالتزامن مع حربه المدمرة على غزة، صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته على الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، فقتل 594 فلسطينيا، بينهم 142 طفلا، وأصاب 5 آلاف و400، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أميركي، أسفرت حرب إسرائيل على غزة عن أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.