أكدت الاستخبارات الداخلية الألمانية أنه تم توجيه ضربة قوية لتنظيم “مواطني الرايخ”. كما رجّح مسؤولان أمنيان اليوم الخميس استمرار الاعتقالات بعد مراجعة السلطات المزيد من الأدلة بشأن مخطط لإسقاط الحكومة أعلنت السلطات عن إحباطه أمس.
وقال رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية الألمانية توماس هادنفانغ لقناة “زد دي إف” (ZDF) الألمانية “كانت ضربة قوية لمجموعة مواطني الرايخ المسلحة والتي يبلغ عدد أتباعها 21 ألف شخص. ارتكبت هذه المجموعة أكثر من ألف جريمة العام الماضي، ونحن نراقبهم منذ ربيع هذا العام ونعرف مخططاتهم”.
وأضاف أن لدى حركة “مواطني الرايخ” المهارات المناسبة المكتسبة من الوحدات العسكرية الألمانية، وأن بعض معتقلي التنظيم جاؤوا من الجيش.
وأوضح هادنفانغ أن عناصر التنظيم مغرمون بالأسلحة ولديهم ترسانة أسلحة قانونية وغير قانونية، وأنه ما يزال هناك ما يكفي من الأسلحة في حوزتهم وخصوصا من مخازن الجيش، معتبرا أن المشهد يمكن أن يكون “عنيفا للغاية”.
وتتهم السلطات حركة “مواطني الرايخ” اليمينية المتطرفة بالضلوع في المخطط، وهي لا تعترف بالنظام السياسي الألماني القائم، ولا بالدولة الألمانية في صورتها الحالية، وتعترف -في المقابل- بالإمبراطورية الألمانية التي انهارت في الحرب العالمية الأولى، كما تنظر باحترام إلى النازية التي انتهت في الحرب العالمية الثانية.
وفي حديث لمحطة “دويتشلاند فونك” الحكومية اليوم الخميس، قال جورج ماير كبير المسؤولين الأمنيين في ولاية “تورينغن” إنه يتوقع موجة ثانية من الاعتقالات مع مراجعة السلطات للأدلة.
واتهم ماير حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف بتأجيج نظريات المؤامرة، والتي حفزت “المتآمرين” في أنحاء البلاد على التخطيط لإسقاط الحكومة.
وفي وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، كشف رئيس الشرطة الجنائية الفدرالية هولغر مونش أن الأجهزة الأمنية فتشت حوالي 150 موقعا في جميع أنحاء البلاد، وأنه عُثر في حوالي 50 موقعا على أسلحة، متوقعا أيضا استمرار المداهمات والاعتقالات في الأيام المقبلة.
وقلل مونش من قدرة المجموعة قائلا “لا ينبغي الافتراض أن مجموعة تتألف من بضع عشرات (من الأعضاء)، وربما بضع مئات، في وضع يمكّنها حقا من تحدي الدولة في ألمانيا”.
أما وزيرة الداخلية نانسي فيسر فقالت إنه سيكون من الخطأ التقليل من شأن مثل هذه الجماعات، خاصة إذا كان من بين أعضائها أشخاص تم تدريبهم على استخدام الأسلحة النارية، مثل الجنود أو ضباط الشرطة.
من جهة أخرى، أعلن الادعاء العام الألماني اليوم أن جميع الذين تم إلقاء القبض عليهم يقبعون حاليا في الحبس الاحتياطي.
وأعلنت السلطات الألمانية أمس إلقاء القبض على 25 من الشخصيات اليمينية المتطرفة، وبينهم ضباط سابقون في الجيش، بتهمة التخطيط لتنفيذ “انقلاب”، ومن بينهم أيضا شخصان تم القبض عليهما في النمسا وإيطاليا.
وقال مكتب المدعي العام الفدرالي -في بيان أمس- إن “السلطات المختصة أحبطت مخطط انقلاب عبر شن هجمات تسعى لإحداث فوضى في البلاد، والاستيلاء على السلطة”، وأوضح البيان أنه شارك في المخطط 52 مشتبها فيهم، بينهم مجموعة تابعة لـحركة “مواطني الرايخ” (يمينية متطرفة) وضباط سابقون، وفق البيان نفسه.
ومن بين المعتقلين بيرجيت مالساك وينكمان النائبة السابقة في حزب “البديل”، وهي قاضية في برلين، وأيضا “هاينريش الثالث عشر”، وهو سليل أسرة نبيلة عمره 71 عاما وما زال يسمي نفسه أميرا، مع أن ألمانيا ألغت النظام الملكي منذ أكثر من قرن.
وكان حزب “البديل من أجل ألمانيا” قد سارع أمس إلى التبرؤ من مخطط إسقاط الحكومة، وقال في بيان إنه يدين الجماعة اليمينية المتطرفة، معربا عن ثقته في قدرة السلطات على توضيح الموقف.