بينما تتعثر دول الاتحاد الأوروبي في التوافق على سقف لسعر الغاز الروسي، يفشل وزراء الخارجية الأوروبيون في الاتفاق بشأن حزمة العقوبات الجديدة على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا. فما دلالة هذا الترابط؟
فقد شهد اجتماع وزراء الطاقة الأوروبيين في العاصمة البلجيكية بروكسل، والذي أعقب فشل 4 اجتماعات أخرى منذ صيف هذا العام، خلافا بشأن سقف سعر الغاز الروسي وطريقة شرائه، إضافة إلى سبل التعاون بين دول الاتحاد في مواجهة نقص إمداداته واتساع الحاجة إليه، في ظل تداعيات حرب روسيا على أوكرانيا.
غير أن الكاتب والمحلل السياسي، باتريك فورستييه قلل من التباينات الأوروبية، قائلا في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” إن أوروبا متماسكة، لكن هناك بعض الدول مثل المجر تعتمد 100% على الغاز الروسي وقد حصلت على ترخيص يمكنها خلال السنتين المقبلتين من الاستمرار في الاعتماد على الغاز الروسي.
وبفضل المخزون الاحتياطي من الغاز والمحطة النووية الفرنسية التي تقدم نصف الطاقة إلى جانب الطاقة الكهربائية -يضيف فورستييه- فلن يواجه الأوروبيون خلال هذا العام أي مشاكل، ولكنهم سيعانون العام المقبل.
ورغم سعي الأوروبيين للتوافق على وضع سقف لأسعار الغاز الروسي، فإن هذا الغاز لن يختفي من الأسواق بل سيباع إلى دول أخرى، كما يؤكد بافيل سيليزنوف، أستاذ العلوم السياسية في أكاديمية العلوم السياسية الروسية والذي كشف أيضا لبرنامج “ما وراء الخبر” أن موسكو لن تقوم ببيع الغاز للدول التي ستنضم لاتفاق تحديد سقف الغاز.
واتهم الضيف الروسي مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل بالضغط على الحكومات الأوروبية على أساس أوامر أميركية، مؤكدا أن واشنطن تحاول أن تدفع الأوروبيين لشراء الغاز المسال، وكذلك إبعادهم عن روسيا.
بالتزامن مع استمرار مناقشة وزراء الطاقة الأوروبيين مقترح وضع سقف لأسعار الغاز الروسي، قال بوريل في ختام اجتماع بروكسل إن خلافات حالت دون فرض حزمة تاسعة من العقوبات على روسيا. وتحدث عن إرجاء الأمر لمزيد من النقاش خلال الأيام المقبلة.
وكان مراسل الجزيرة في بروكسل نقل عن مصادر أوروبية، أن حزمة العقوبات التاسعة على روسيا، والتي فشل وزراء الخارجية يوم الاثنين في الاتفاق بشأنها، ستشمل 144 شخصا، بينهم عسكريون وصحفيون ومالكو وسائل إعلام.
كما تشمل العقوبات الجديدة تجميد أرصدة بنوك روسية، وأخرى تستهدف أقرباء للرئيس الشيشاني، ومسؤولين حكوميين ومحافظي مقاطعات.
وعلق الكاتب والمحلل السياسي -الذي كان يتحدث من العاصمة الفرنسية باريس- على فشل الاتفاق بشأن حزمة العقوبات الجديدة على موسكو، بالقول إن الأوروبيين يخضعون الأمر لنقاشات طويلة لتجنب تأثير العقوبات على دول الاتحاد، مؤكدا أن أسماء جديدة قريبة من النظام الروسي ستكون على رأس القائمة.
ومن جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في أكاديمية العلوم السياسية الروسية أن أوروبا تضيّع الكثير بسبب عقوباتها على روسيا، وأن مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد لا يميل إلى مسألة التسوية السلمية لأزمة أوكرانيا.