قالت صحيفة لوباريزيان (Le Parisien) الفرنسية إن جيران روسيا الأوروبيين أقاموا بالتناوب، منذ ضم موسكو شبه جزيرة القرم عام 2014، عددا من الجدر والحواجز لحماية أنفسهم من الهجمات المحتملة أو تدفق الهجرة من روسيا وحلفائها.
وتخطط فنلندا اليوم لبناء سور مغطى بالأسلاك الشائكة ومجهز بكاميرات الرؤية الليلية ومكبرات الصوت، يبلغ ارتفاعه 3 أمتار وطوله 200 كيلومتر، على الحدود الفاصلة بينها وبين روسيا للحماية من هذا البلد الذي يعيش حالة حرب مع أوكرانيا ويزداد تهديدها بشكل مستمر.
وليست فنلندا الوحيدة، فكل الدول الأوروبية المجاورة لروسيا تقريبا أقامت جدرا فاصلة، مثل لاتفيا وإستونيا التي أقامتها للاحتفال بالاستقلال عن روسيا، وكذلك بولندا وليتوانيا، كما نمت كيلومترات من الجدران بين بولندا وليتوانيا وأوكرانيا وبيلاروسيا بسبب توترات الحرب في أوكرانيا.
وإذا كانت هذه الحكومات تريد “حماية نفسها من الغزو العسكري وتدفق المهاجرين” -كما تقول المؤرخة جاليا أكرمان المتخصصة في الحقبة السوفياتية- فإن روسيا تقوم بأعمال “تحصين” في شبه جزيرة القرم من أجل “ضمان سلامة سكان القرم”.
فقد أعلن حاكم شبه جزيرة القرم يوم الجمعة الماضي أن روسيا تبني تحصينات في المنطقة الخاضعة لسيطرتها بعد انسحاب قواتها من خيرسون.
وتقول الصحيفة إن ظهور هذه الحدود -التي تعلوها الأسلاك الشائكة- يعيد إلى الأذهان ذكرى الحرب الباردة وجدار برلين والستار الحديدي بين الكتل السوفياتية والغربية، لتبرز الآن كتلة روسية معارضة لأوروبا وأميركا، لديها خطاب ضد الغرب أكثر حدة مما كان عليه خلال حقبة الحرب الباردة، فهي “تتحدث عن غرب إمبريالي واستعماري، ولكنه أيضا مخنث ومنحط وملاذ للمثليين ومزدوجي الميل الجنسي وغيرها من الانحرافات”.