قالت مجلة “لوبوان” (Le Point) الفرنسية إن التشابه بين خطب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد “الشيطان” الغربي وتلك التي وجهها الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ليس من قبيل الصدفة، وهو ما ينذر بمزيد من الجرائم البشعة أكثر من تلك التي ارتكبها حتى الآن.
وأشارت المجلة -في افتتاحية بقلم لوك دي باروشيه- إلى أن بوتين عندما فشل في استلال النازية من أوكرانيا، أصبح يريد “طرد الشيطان” من جسدها، بعد أن اعتبر مروجو الكرملين أن الحرب الروسية الأوكرانية صراع بين الخير والشر، بين الملاك ميخائيل (المكلف من الإله بمحاربة الشيطان) ممثلا في شخص بوتين، وبين المسيح الدجال مجسدا في الغرب.
ومثل الزعيم الأول الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل 20 عاما، يصف بوتين الغرب بأنه مصدر كل الأمراض المعاصرة، ويدعي أن الديمقراطية الليبرالية ليست سوى نفاق هائل يصاحبه قمع واستعمار بقية الكوكب، ويقدم بوتين جرائمه على أنها مجرد رد على هجمات الغرب.
ويسعى بوتين -حسب الافتتاحية- في خطبه إلى تحقيق عدة أهداف، منها زرع الانقسام بدفاعه عن القيم الأخلاقية والعائلية، لما يجده هذا الخطاب من صدى بين اليمين المعادي للتعددية الثقافية في أميركا وأوروبا، ومنها إدانته “الاستعمار الجديد” لحشد دول الجنوب خلفه، ومنها تلميحاته للجهاد للاقتراب من إيران واسترضاء طالبان أفغانستان.
وخلصت المجلة إلى أن خطب بوتين كلها تحريف للواقع، لأن نظامه هو الذي ينتهك الأخلاق ويغزو دولة مجاورة، ويرتكب فظائع جسيمة ضد السكان المدنيين، وهو الذي ينتهج سياسة إمبريالية واستعمارية جديدة تسعى لإعادة الإمبراطورية السوفياتية، وهو الذي ينشر المرتزقة لدعم الدكتاتوريات في أفريقيا، وهو الذي يحمي اليوم الطاغية المتعطش للدماء بشار الأسد في سوريا.