واصل النفط خسائره، اليوم الأربعاء، بفعل توقعات بأن يستمر مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) في رفع أسعار الفائدة، مما يثير المخاوف إزاء تراجع النمو الاقتصادي والطلب على الخام.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل/نيسان 23 سنتا إلى 82.82 دولارا للبرميل بحلول الساعة 04:20 بتوقيت غرينتش، وذلك بعد انخفاضها 1.2% أمس.
كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، لشهر أبريل/نيسان، 21 سنتا إلى 76.15 دولارا للبرميل.
وانتهى عقد خام غرب تكساس لشهر مارس/آذار أمس على انخفاض 18 سنتا.
وسيصدر المركزي الأميركي محضر اجتماعه الأخير اليوم، والذي سيمنح المتعاملين لمحة عن كيفية توقع كبار المسؤولين لأسعار الفائدة بعد أن أظهرت البيانات الأخيرة تجاوز قوة سوق العمل وارتفاع أسعار المستهلكين للتوقعات.
ويميل الدولار للصعود في ظل ارتفاع أسعار الفائدة، مما يجعل النفط المقوم به أكثر كلفة لحاملي العملات الأخرى، غير أن تقارير اقتصادية أخرى من الولايات المتحدة -أكبر مستهلك للنفط في العالم- أظهرت بعض العلامات المقلقة.
فقد انخفضت مبيعات المنازل القائمة في يناير/كانون الثاني إلى أدنى مستوى لها منذ أكتوبر/تشرين الأول 2010.
وقالت سيرينا هوانغ رئيسة قسم التحليلات الخاصة بمنطقة آسيا والمحيط الهادي في فورتيكس “المخاوف المتزايدة من الركود الاقتصادي تحد من أسعار النفط، لكن السوق يسودها تفاؤل حذر بشأن تعافي الطلب بالصين، خاصة على البنزين ووقود الطائرات”.
وجد الدولار والإسترليني دعما اليوم بعدما أثار انتعاش مفاجئ في نشاط الشركات بالولايات المتحدة وبريطانيا احتمالية أن يواصل “المركزي” في كل من البلدين رفع أسعار الفائدة.
وعوض اليورو بعض الخسائر التي سجلها الجلسة الماضية حتى بعد ارتفاع مؤشر مديري المشتريات بمنطقة اليورو لأعلى مستوى في 9 أشهر عند 52.3 نقطة في فبراير/شباط الحالي، مدعوما بنمو قوي مفاجئ لقطاع الخدمات.
وأظهرت بيانات صدرت أمس انتعاش نشاط الشركات بالولايات المتحدة على غير المتوقع في فبراير/شباط الماضي، مسجلا أعلى مستوى في 8 أشهر ومتجاوزا مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش للمرة الأولى منذ يوليو/تموز المنصرم.
وارتفع الدولار في التعاملات اليوم بينما بلغ الإسترليني في أحدث معاملاته 1.21015 دولار، محتفظا بمعظم مكاسبه التي حققها أمس والتي بلغت 0.6%.
وبلغ مؤشر الدولار 104.15 بعدما زاد 0.3% أمس. وزاد اليورو 0.05% إلى 1.0652 دولار بعدما هبط 0.36% في الجلسة الماضية.
وقال رودريغو كاتريل، المحلل الأول لإستراتيجيات تداول العملات لدى بنك أستراليا الوطني “أعتقد أن اليورو ما زال في موقف صعب إلى حد ما في ضوء الشعور العام السائد بأن المركزي الأوروبي لا يزال بحاجة لفعل المزيد، وهو ما يؤثر على توقعاتهم للنمو”.