الشخصية القيادية من أهم صفقات قائد الفريق في كرة القدم (رويترز)

الشخصية القيادية من أهم صفقات قائد الفريق في كرة القدم (رويترز)

يكتسي وجود القائد (الكابتن) في الألعاب الرياضية عامة، وفي كرة القدم خاصة، دورا مهما للغاية، ولا سيما في الأوقات الصعبة التي يمر بها الفريق، سواء داخل أو خارج حدود المستطيل الأخضر.

تتجاوز مهمة القائد كونه لاعبا في صفوف فريق ما، ولكن يُلقى على عاتقه الكثير من الأدوار المحورية، التي لا تقل أهمية عن دور المدرب.

 

ويتم تمييز قائد الفريق على أرض الملعب، من خلال وضع شارة على ذراعه، يتعرف من خلالها الحكم والجمهور والمشاهدون خلف شاشات التلفزيون عليه.

كيف يتم اختيار قادة كرة القدم؟

تتحكم بعض المعايير في اختيار قائد الفريق، قد يكون أبرزها على الإطلاق خبرته في الملاعب، يُضاف إليها مهاراته وقدراته الفنية.

في العادة يتم منح الشارة لأقدم اللاعبين الموجودين في الفريق، ممن قضوا أطول فترة بين جدران النادي، وهو ما يعزز احترامه عند زملائه اللاعبين في غرف خلع الملابس.

لكن هذا المعيار ليس ثابتا، إذ يمكن منح لاعب آخر شارة القيادة دون اعتبار لأقدميته أو حتى خبرته في الفريق، وخير مثال على ذلك النرويجي مارتن أوديغارد، الذي اختاره نادي أرسنال الإنجليزي قائدا للفريق رغم أنه يبلغ من العمر 23 عاما.

 

 

أما بوروسيا دورتموند الألماني فمنح شارة القيادة للاعبه الإنجليزي الشاب دود بيلينغهام في العديد من المباريات، وهو لم يتعد الـ19 عاما من عمره، في وجود العديد من اللاعبين الأكبر سنا والأقدم منه في الفريق.

في المنتخبات الوطنية، يقع الاختيار في غالب الأحيان على أكثر اللاعبين تأثيرا وحصدا للإنجازات على الصعيدين الفردي والجماعي، وخير مثال على ذلك الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو.

وبطبيعة الحال، قد يغيب هذا القائد عن مباراة ما بسبب الإيقاف أو الإصابة، الأمر الذي يفرض على فريقه اختيار قائد آخر (النائب)، يتم الاعتماد عليه في مثل هذه الظروف.

وحدث ذلك بالفعل في نهائي دوري أبطال أوروبا 2012، حين أُوقف جون تيري، قائد تشلسي، وحُرم من خوض النهائي، بسبب حصوله على بطاقة حمراء أمام برشلونة في إياب نصف النهائي، ليحمل الشارة نائبه فرانك لامبارد.

ميسي ورونالدو يتصافحان قبل مباراة ودية بين الأرجنتين والبرتغال عام 2014 (الفرنسية)

وظيفة قائد الفريق

تتمثل أولى مهام القائد على أرض الملعب قبل المباراة، الذهاب إلى منتصف الملعب للوقوف مع طاقم الحكام وقت إجراء القرعة، التي تُجرى بإلقاء عُملة معدنية، لتحديد مكان الفريق أو ركل ضربة البداية.

ولا يقف دور القائد عند ذلك، بل يتجاوز ذلك وصولا إلى النقاش مع الحكم حول بعض القرارات التي تتعلق بفريقه، إذ تعطيه الشارة التي على كتفه الحق في ذلك بخلاف بقية اللاعبين.

 

وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتوفر بعض الصفات التي لا تقل أهمية عما ذُكر أعلاه، منها خبرته في التعامل مع متغيرات المباراة، وتدخله في الوقت المناسب لشحن همم زملائه.

ويمكن أن تتضح شخصية “الكابتن” القيادية، عند عودة زملائه متأخرين بالنتيجة من الشوط الأول، أو حصول أحد اللاعبين على بطاقة حمراء، ما يحتم على الفريق إكمال المباراة وهو منقوص العدد.

ويُفضل بعض القادة إعطاء التوجيهات لزملائهم من داخل الملعب، عبر إلقاء الكلمات التحفيزية، ومنهم من يفعل ذلك بالصراخ، وفق الصلاحيات الممنوحة له.

كما يلعب هؤلاء القادة دورا كبيرا في تهدئة زملائهم أو إثارتهم، عند تدخلهم لحل الخلافات أو الإشكاليات التي تحدث وقت المباراة.

وعند حدوث مثل هذه الأمور، فإن الحكم يفضّل الحديث إلى شخص واحد، بدلاً من توجيه كلامه إلى 10 لاعبين.

 

قدوة ونموذج

يتوجب على القائد أن يكون قدوة حسنة ومثالا يُحتذى به بين زملائه، من الناحية السلوكية داخل الملعب وخارجه أيضا.

وكاد الفرنسي هوغو لويس، حارس مرمى وقائد توتنهام، أن يفقد شارة القيادة في عام 2018، بعدما اعتقلته الشرطة البريطانية وهو يقود سيارته تحت تأثير الكحول.

لكن هذا الأمر حدث بالفعل يوم 6 فبراير/شباط 2010، عندما قرر الإيطالي فابيو كابيلو، مدرب منتخب إنجلترا في ذلك الوقت، سحب شارة القيادة من جون تيري، بسبب تورط الثاني في علاقة غير شرعية خارج حدود الزواج، مع صديقة اللاعب واين بريدج.

وعن ذلك يقول بنيتو مونتالفو، المدير الرياضي لبرنامج الصغار في أكاديمية مارسيت: “القائد يجب أن يكون قدوة حسنة لزملائه، وأن يكون قادرا على السيطرة على زمام الأمور وفق مواقف المباراة المختلفة”.

وأضاف: “يجب على القائد أن يشارك فلسفة المدرب، وذلك ليس مشروطا بأن يكون اللاعب الأفضل في الفريق”.

 

 

صفات مهمة

يجب أن يتمتع القائد بقوة عقلية وذهنية تختلف عن زملائه، تؤهله لمساعدة الفريق على الخروج من اللحظات العصيبة، والوصول باللاعبين إلى بر الأمان.

ومن أجل ذلك يحتاج اللاعب إلى أن يكون في أقصى درجات التركيز، حتى يتخذ القرارات الصحيحة في أقل وقت ممكن، وأن يكون لديه قدر كبير من الثبات الذهني.

ومن أهم ميزات القائد أن يكون قادرا على التواصل مع جميع زملائه، والتحدث إليهم وقت الحاجة، ولا يكون ذلك بالصراخ فقط، بل بالحديث المتواصل والحوار الودي.

وأهم مما ذكر أن يتمتع بقدرة كبيرة على ضبط أعصابه، عند الدخول في نقاش مع الحكم حول قرارات معينة، لأن فقدان أعصابه يعني خروج الفريق بالكامل عن تركيزه فيما تبقى من أجواء اللعب.

ويجب أن يراعي القادة في فرق كرة القدم، أن هذه اللعبة جماعية وتتكون من مجموعة لاعبين، يختلفون عن بعضهم بعضا في العقلية والتفكير واتخاذ القرار، الأمر الذي يحتم على القادة إتقان التواصل معهم جميعا.

 

ولعل أهم ما يميز شخصية القائد هو الثقة بالنفس، لأن هذه النقطة بالتحديد تلهم زملاءه وتبقيهم بكامل الجاهزية على كافة الأصعدة.

المصدر : الجزيرة

About Post Author