صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن بلاده لديها معلومات بأن الصين تفكر بتزويد روسيا بالأسلحة، وهو أمر حذرت منه القوى الغربية مرارا في الآونة الأخيرة، في حين تستعد بكين لإعلان مبادرة للوساطة في الأزمة الأوكرانية.

وقال بلينكن اليوم الخميس “وصلتنا معلومات تفيد بأن الصين تفكر بتزويد روسيا بالأسلحة”، وأضاف “لا أعتقد أن الصين تريد أن تواجه مزيدا من العزلة الدولية”.

 

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال (The Wall Street Journal) عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس نشر معلومات استخبارية تعتقد أنها تكشف عن تفكير الصين في إرسال أسلحة لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا.

في الوقت نفسه، حذر المستشار الألماني أولاف شولتز من عواقب إمداد روسيا بالأسلحة، وقال “أبلغت ممثلي الصين أنه لا يمكن القبول بإرسال أسلحة إلى روسيا”.

وتكرر التحذير نفسه على لسان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، الذي أكد أيضا رصد “علامات على أن الصين تدرس وربما تخطط لإرسال أسلحة إلى روسيا”.

الصين ترفض الاتهامات

من جهتها، رفضت الصين الاتهامات الغربية وقالت إن الولايات المتحدة ليست في موقف يسمح لها بتوجيه مطالب إليها.

 

وقد زودت القوى الغربية أوكرانيا بأسلحة بمليارات الدولارات منذ بدء الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط 2022.

وقال داي بينغ نائب المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة إن “الحقائق القاسية تقدم دليلا كافيا على أن إرسال الأسلحة لن يجلب السلام”.

وأضاف -خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم- أن “سكب الزيت على النار لن يؤدي إلا إلى تفاقم التوتر. سيدفع الناس ثمنا باهظا إذا طال أمد الصراع وتوسع”.

 

وأكد الدبلوماسي الصيني أن بكين على استعداد “لمواصلة لعب دور بناء في حل الأزمة الأوكرانية”. وقال إنها ستعلن قريبا مبادرة من أجل تسوية الأزمة.

وتسعى الصين للقيام بدور الوسيط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا عبر خطة لإيجاد حل سياسي لم تتضح ملامحها بعد.

 

وقد رحبت روسيا بالمساعي الصينية، واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء في الكرملين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني وانغ يي، وهو أكبر دبلوماسيي الصين.

موقف زيلينسكي

من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يرغب في مناقشة المبادرة مع الصين، ورأى أن مشاركة بكين في جهود السلام “إيجابية”.

وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيث “نرغب في عقد اجتماع مع الصين. إنه في مصلحة أوكرانيا اليوم”.

وأضاف “أن تبدأ الصين بالتحدث عن أوكرانيا وأن ترسل بعض الإشارات نقطة إيجابية جدا”، لكنه رأى أن من السابق لأوانه تقييم الخطة الصينية لأنه لم يتمكن من الاطلاع عليها بعد، وفق قوله.

من جهته، دعا المستشار الألماني أولاف شولتز إلى عدم “التوهم” بشأن خطوات الصين.

 

وقال في مقابلة مع تلفزيون “زد دي إف” (ZDF) إن الصين لم تتخذ حتى الآن موقفا ضد روسيا.

ومن المنتظر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، على مشروع قرار يدعو إلى “سلام شامل وعادل ودائم” ويطالب روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا.

وتأمل أوكرانيا وحلفاؤها أن يحصل النص على عدد أصوات يساوي على الأقل ما حصده القرار الذي أدان ضم روسيا مناطق أوكرانية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث حظي بتأييد 143 دولة.

ويشدد مشروع القرار غير الملزم على التمسك بوحدة وسلامة أراضي أوكرانيا ويطالب روسيا بـ”الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع قواتها العسكرية من الأراضي الأوكرانية داخل حدود البلاد المعترف بها دوليا”، في إشارة إلى المناطق التي أعلنت ضمها.

كما يدعو النص الذي شاركت في رعايته عشرات الدول، من أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والأرجنتين واليابان، إلى “وقف الأعمال العدائية”، و”يشدد على الحاجة إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أسرع وقت ممكن في أوكرانيا وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

 
المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author