تدريبات لحلف الناتو في النرويج عقب اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا (رويترز)

تدريبات لحلف الناتو في النرويج عقب اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا (رويترز)

يكشف قرار السلطات الأميركية استحداث منصب سفير لمنطقة القطب الشمالي ودعوتها الدول الغربية إلى تبني إستراتيجية دفاعية في هذه المنطقة عن رغبة واشنطن في تغيير أولويات سياستها في منطقة القطب الشمالي.

وفي تقريرها الذي نشرته صحيفة “إزفيستيا” الروسية، تقول الكاتبة كسينيا لوجينوفا إن واشنطن تعلق آمالا كبيرة على فنلندا والسويد، وترى من الضروري انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي.

 

وقال مستشار وزارة الخارجية الأميركية ديريك شوليت في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت مؤخرا إن بلاده ستعين سفيرا للقطب الشمالي، وهو ما يعكس التزام واشنطن القوي بالتعاون الدول الأخرى في تلك المنطقة.

 

وجود

وبحسب الصحيفة الروسية، فقد عززت واشنطن وجودها العسكري في أقصى الشمال عقب انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الشمال الأطلسي (ناتو).

وحسب ديريك شوليت، فإن منطقة كبيرة في القطب الشمالي ستدخل ضمن نطاق الدفاع المشترك بموجب المادة الخامسة من ميثاق الناتو.

وذكرت “إزفيستيا” أن روسيا نفت إمكانية نشوب نزاع خطير في القطب الشمالي، وأكدت أن السياسة الأمنية لروسيا شفافة ولا تهدد أحدا في تلك المنطقة.

 

وتترأس روسيا حاليا مجلس القطب الشمالي الذي يضم 7 دول أخرى، هي آيسلندا وكندا والنرويج والولايات المتحدة وفنلندا والسويد والدانمارك.

 

وبسبب الحرب على أوكرانيا، أوقفت الدول الأخرى مشاركتها بالفعل في المجلس منذ مارس/آذار الماضي، مفضلة عقد اجتماعات غير رسمية، مع أن فترة رئاسة روسيا للمجلس أوشكت على الانتهاء.

وتقول إزفيستيا إن الولايات المتحدة تصرح بأنه بالإمكان إنجاز ما بين 60% و75% من المشاريع في القطب الشمالي دون مشاركة روسيا، في حين ترفض فنلندا هذا الأمر معتبرة أن مثل هذه الصيغة “غير قابلة للتطبيق”.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن الإستراتيجية الوطنية الأميركية الحديثة بخصوص منطقة القطب الشمالي تكشف عن رغبة واشنطن في عسكرة سياستها وتعزيز المواجهة العسكرية في هذه المنطقة.

 

أهداف كبيرة

وذكرت إزفيستيا أن واشنطن بدأت تهتم بالقطب الشمالي منذ عهد دونالد ترامب، موضحة أن هدفها الرئيسي هو احتواء روسيا والصين.

 

ووفقا للخطة التي وضعها ترامب -تتابع الصحيفة الروسية- يجب أن يؤدي الأسطول المستقبلي المهام الأمنية باستخدام طائرات مسيرة وأنظمة التحكم عن بعد.

ونقلت إزفيستيا عن الخبير السياسي أناتولي غاغارين قوله إن لدى واشنطن “فرصا ضئيلة” لإيجاد موطئ قدم لها في القطب الشمالي، وهي تحاول توسيع نفوذها من خلال وسطائها.

كما نقلت أيضا عن الباحث في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية بافيل غوديف قوله إن الاتجاه القائم حاليا في الغرب يتمثل في عدم إقامة اتصالات أو علاقات مع روسيا، مشيرا إلى أن روسيا تتمتع بنفوذ كبير في القطب الشمالي، تليها كندا، وبمجرد انتهاء الصراع الأوكراني، سيتغير كل شيء.

وبحسب غوديف، فإن محاولة استبعاد روسيا من مجلس القطب الشمالي، سيدفع موسكو للتفكير في إنشاء صيغ تعاون أخرى، خاصة أن مجلس القطب الشمالي يضم عدة مراقبين -من بينهم الصين والهند- يرغبون في الحصول على المزيد من المزايا هناك.

وتابع غوديف أن بالإمكان تأسيس هيكل جديد مشابه لمجلس القطب الشمالي يستثني دول القطب الشمالي “غير الصديقة”.

 
المصدر : الصحافة الروسية

About Post Author