يمكن أن يساعدك الانتباه إلى مظهر فم طفلك الصغير على اكتشاف المشاكل الصحية مبكرًا، حيث إن العديد من العلامات الرئيسية التي تظهر على اللسان هي مؤشر على الإصابة بأمراض معينة.
وفي تقرير نشرته مجلة “ايريس ماما” (eres mama) الإسبانية قالت الكاتبة فانيسا إيفانجيلينا، إن أمراض الأطفال يمكن أن تُكتشف من خلال اللسان إذا ظهرت فيه علامات مختلفة ومتنوعة، ولذلك من المهم معرفة الشكل الذي يجب أن يبدو عليه هذا العضو في ظل الظروف العادية والتعرف على العلامات التي تشير إلى أن هناك شيئًا ما لا يسير على ما يرام عند الأطفال.
وتوضح الكاتبة أنه في الواقع يقدم هذا العضو الموجود في تجويف الفم العديد من الوظائف على غرار استشعار الأذواق، والتحدث، والأكل، وفي كثير من الأحيان، يكون أيضًا مؤشرًا على الحالة الصحية العامة للشخص.
كيف تكون حالة اللسان الطبيعية للطفل؟
وتبين الكاتبة أن اللسان هو كتلة عضلية وردية اللون، ويدل لونه على صحته، ولكن عندما يتحول إلى اللون الأبيض أو الشاحب أو الأحمر الداكن، فمن المحتمل أن تكون هناك مشكلة ما في الجسم.
أكثر أمراض الطفولة شيوعا التي تسبب تغيرات في اللسان
وتقول الكاتبة إنه إذا ظهر لطفلك أي تغيير في مظهر اللسان، فيمكنك استشارة طبيب الأطفال لمعرفة سبب المشكلة.
داء المبيضات Candida albicans
تعتبر المبيضات البيضاء فطرًا طبيعيًّا يظهر في بعض أجزاء الجسم، أي أنها جزء من الفلورا (الكائنات الدقيقة) الطبيعية للإنسان، ولكن في بعض الظروف، ينهار التوازن الصحي بين هذه الفطريات ودفاعاتنا وينتهي به الأمر إلى إصابة بعض الأجزاء، ويُعرف هذا في الفم باسم داء المبيضات الفموي (oral candidiasis)، وله مظهر مميز يتمثل في ظهور الأغشية المخاطية، بما في ذلك اللسان، مغطاة بأغشية بيضاء تشبه اللبن الرائب.
وعلى الرغم من أنها ليست عدوى خطيرة للأطفال، فإنها يمكن أن تغير آلية التغذية، فعلى وجه الخصوص، يجعل داء المبيضات الأطفال حديثي الولادة لا يشعرون بالراحة وتصبح الرضاعة الطبيعية أمرًا صعبًا ويأخذ الطفل حليبًا أقل من الموصى به.
وعندما تتلاشى البقع البيضاء، يبقى جزء من اللسان الأحمر المؤلم تحته، وعادة ما يقوم أطباء الأطفال بتشخيصه على الفور ويبدؤون بالعلاج المناسب. وقد يكون مرض داء المبيضات لدى بعض الأطفال علامة على أمراض الطفولة الأخرى التي تؤدي إلى انخفاض في الدفاعات أي كبت المناعة.
الجفاف Dehydration
لا يعتبر الجفاف مرضًا في حد ذاته ولكنه حالة تنتج عن نقص ماء الجسم، ويمكن أن ينشأ كنتيجة لبعض الأمراض بسبب عدم كفاية تناول السوائل أو بسبب فقدانها المتزايد.
إن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالجفاف من البالغين لأن آليات التعويض لديهم أقل كفاءة إلى حد ما. وفي الواقع، يتجلى العديد من أمراض الطفولة المسببة للجفاف سواء بسبب الحمى أو القيء أو الإسهال، من خلال مظهر اللسان.
وهناك علامات أخرى الجفاف مثل أن الطفل يتبول أقل أو يقضي وقتًا طويلاً دون التبول أو سريع الانفعال أو يبكي دون دموع، وعندها ينبغي استشارة طبيب الأطفال في أسرع وقت ممكن.
فقر الدم Anemia
يُعد فقر الدم أحد أكثر أمراض الطفولة شيوعًا وله أيضا علامات تظهر على اللسان، فبسبب نقص خلايا الدم الحمراء، يتحول لون الجلد واللسان إلى اللون الشاحب. كما يحدث التهاب اللسان حيث يزداد حجمه مع احمرار.
ولا يقتصر التهاب اللسان على كونه علامة على فقر الدم الناجم عن نقص الحديد فقط لأن نقص المغذيات الدقيقة الأخرى تظهر مع هذه العلامة مثل نقص فيتامين “بي 12” (B12) والزنك وحمض الفوليك. وإذا ظهر على الطفل الصغير التعب وقلة التركيز، والضعف وهشاشة الأظافر، وشحوب الجلد واللسان، فمن المناسب زيارة طبيب الأطفال.
الحمى القرمزية Scarlet fever
إن الحمى القرمزية هي أحد أمراض الطفولة التي تصيب اللسان بأعراض عدة. وبشكل عام، تظهر الحمى بعد التهاب الحلق لأنها تنتج عن نفس الجرثومة.
ويعاني الأطفال المصابون بالحمى القرمزية من طفح جلدي على جزء كبير من أجسامهم والذي عادة ما يظهر عند مستوى الرقبة.
في الفم، تُعرف الحمى القرمزية بما يسمى “لسان الفراولة” (strawberry tongue)، فيصبح اللسان أبيض اللون ومنتفخًا مع ظهور طبقة علوية تشبه الغلاف، ثم يتحول إلى اللون الأحمر الغامق مع وجود العديد من النتوءات، وهي الحليمات التي زاد حجمها.
الحساسية Allergies
تُعتبر الحساسية شائعة جدًّا عند الأطفال، فيمكن أن يعانوا من ردود فعل جلدية من ملامسة عنصر مسبب للحساسية، سواء كان ذلك من سم الحشرات أو الطعام أو شعر الحيوانات.
ويتعرض الجهاز المناعي للأطفال بشكل شبه دائم لمواد غير معروفة، ولكن إذا كانت هناك حساسية معينة لأي منها، فسيؤدي ذلك إلى رد فعل تحسسي.
ويمكن أن يدل اللسان على ذلك حين ينتفخ ويصبح أكثر احمرارًا من المعتاد، مما يجعل من الصعب التحدث والبلع وحتى التنفس، وهذا أمر خطير يتطلب الاتصال بالطوارئ فورا.