أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية فوز الروائي الليبي محمد النعاس بالدورة الـ15 من الجائزة لعام 2022 عن روايته “خبز على طاولة الخال ميلاد”.

ويعتبر النعاس (31 عاما) ثاني أصغر كاتب فاز بالجائزة في تاريخها وأول كاتب ليبي، وصدرت روايته بدعم من مؤسسة آريتي الليبية، بحسب بيان الجائزة.

 

وخلال فعالية نظمت في أبو ظبي كشف رئيس لجنة التحكيم شكري المبخوت عن اسم الرواية الفائزة بالجائزة والصادرة عن رشم للنشر والتوزيع، والتي حصل محمد النعاس بموجبها على الجائزة النقدية البالغة قيمتها 50 ألف دولار، وضمان تمويل ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية.

الرواية الفائزة

وقال المبخوت “لقد قامت الرواية المتوجة على استعادة تجربة شخصية في ضرب من الاعترافات التي نظم السرد المتقن المشوق فوضى تفاصيلها ليقدم نقدا دقيقا عميقا للتصورات السائدة عن الرجولة والأنوثة وتقسيم العمل بين الرجل والمرأة وتأثيرهما النفسي والاجتماعي، إنها رواية تقع في صلب التساؤلات الثقافية الكونية حول قضايا الجندر لكنها منغرسة -في آن واحد- في بيئتها المحلية والعربية بعيدا عن التناول الأيديولوجي المسيء لنسبية الرواية وحواريتها”.

 

بدوره، قال رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية ياسر سليمان إن الرواية تتناول مجتمع ليبيا في النصف الثاني من القرن الـ20.

وأضاف “يطل علينا ميلاد من ثنايا السرد متقمصا دور الراوي العليم، ليدخلنا في عوالمه الباطنة التي يتخمر فيها الخبز نابضا بحياة تجعل منه شخصية رئيسية في النص الروائي إلى جانب ميلاد، ومما يميز هذا النص الروائي الماتع الجرأة في السرد والاقتصاد فيه، والانفتاح على مسارات من القص لا توصد الأبواب، وتدفق اللغة التي تنساب الفصحى في عروقها بألق لا مبالغة فيه، للتعبير عن خبايا الروح والجسد بلا تكلف أو ابتذال”.

 

وتقع أحداث “خبز على طاولة الخال ميلاد” في مجتمع القرية المنغلق، يبحث ميلاد عن تعريف الرجولة المثالي كما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلا بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت ويضطلع بأدوار خص المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت، ويظل ميلاد مغيَّبا عن حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يفشي له ابن عمه ما يحدث حوله.

الرواية الأولى لروائي شاب

محمد النعاس قاص وكاتب صحفي ليبي من مواليد عام 1991، حصل على بكالوريوس الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس عام 2014، وصدر له “دم أزرق” (مجموعة قصصية) في عام 2020.

 

“خبز على طاولة الخال ميلاد” (2021) هي روايته الأولى، وكتبها في 6 أشهر أثناء فترة الحجر الصحي عندما كان مقيما في مدينة طرابلس الليبية تحت القصف وأخبار الموت عن المرض والحرب، وكانت كتابة الرواية “حصنه من الدخول إلى مرحلة الجنون”، على حد تعبيره.

وجرى اختيار الرواية من بين 6 روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الإمارات وعُمان وليبيا والكويت ومصر والمغرب، حيث كان الكتّاب الذين ترشحوا للقائمة القصيرة طارق إمام وبشرى خلفان وريم الكمالي وخالد النصر الله ومحمد النعاس ومحسن الوكيلي، وتلقى المرشحون الستة جائزة تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار.

جرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكونة من 5 أعضاء برئاسة الروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت الذي فاز بالجائزة عام 2015 عن روايته “الطلياني”، وعضوية كل من إيمان حميدان كاتبة لبنانية وعضوة الهيئة الإدارية لنادي القلم العالمي، وبيان ريحانوفا أكاديمية ومترجمة بلغارية، وعاشور الطويبي طبيب وشاعر ومترجم من ليبيا، وسعدية مفرح شاعرة وناقدة من الكويت.

المصدر : مواقع إلكترونية

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *