رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لتصل إلى 3.5%، متمسكا بسياسته في مكافحة التضخم المرتفع رغم اضطراب الأسواق المالية العالمية بسبب إفلاس بعض البنوك الأميركية.
وهذا هو الرفع السادس على التوالي لسعر الفائدة في منطقة اليورو. والمركزي الأوروبي هو أول بنك مركزي رئيسي يصدر قرارا نقديا منذ انهيار بنك وادي السيليكون (سيليكون فالي SVB) ومصرفين أميركيين إقليميين آخرين، مما أثار مخاوف من تكرار الأزمة المالية لعام 2008.
ورغم خفض البنك المركزي الأوروبي توقعاته للتضخم، فإن الأرقام لا تزال تشير إلى أن نمو الأسعار لا يزال فوق هدفه البالغ 2% لسنوات قادمة، مما يشير إلى احتمال أن تطول فترة تبني سياسة نقدية متشددة.
وجاء القرار الأوروبي بعد إعلان بنك كريدي سويس أنه سيحسن وضعه المالي من خلال اقتراض نحو 54 مليار دولار من البنك المركزي السويسري.
وقال البنك السويسري إن صانعي السياسة لديه يراقبون تقلبات الأسواق الحالية عن كثب، وهو على استعداد للاستجابة إذا اقتضت الضرورة، للحفاظ على استقرار الأسعار والاتزان المالي في منطقة اليورو.
في الأثناء، نقلت وكالة رويترز عن مصادر مطلعة قولها إن موافقة مسؤولي البنك المركزي الأوروبي الخميس على زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة، جاءت بعد تأمين بنك كريدي سويس لحزمة إنقاذ وهدوء الأسواق.
وقالت المصادر إن الهبوط المفاجئ لأسهم بنك كريدي سويس تسبب في اضطراب خطة المركزي الأوروبي لرفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس أخرى، ووضع علامات استفهام حول التوقعات للاقتصاد والتضخم.
لكن المصادر أضافت أن قرار البنك المركزي السويسري بتقديم الدعم لكريدي سويس الليلة الماضية ساعد في استقرار الأسواق المالية، ومنح أغلب واضعي السياسات الثقة للمضي قدما في رفع أسعار الفائدة كما كان مقررا.
من جهته، أعرب رئيس مجموعة اليورو “يورو غروب” باسكال دونوهوي في مقابلة صحفية عن ثقته في قدرة البنوك الأوروبية على التعامل مع الاضطرابات الاقتصادية الحالية.
وقال دونوهوي إن الدائنين الأوروبيين لديهم ما يكفي من احتياطي رأس المال لإدارة المخاطر الحالية على النظام المصرفي والمالي العالمي، لكنه أشار إلى أنه لا توجد علامات تدعو إلى الارتياح التام.
وقال دونوهوي إن البنوك مستعدة أيضا لمزيد من رفع أسعار الفائدة.
من جانبه، صرح بيتر كازيمير، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، أن الأحداث الجارية في أسواق المال لن تغير وجهة نظره بشأن ضرورة الاستمرار في رفع أسعار الفائدة في الوقت المناسب.
وقال كازيمير -الذي يشغل منصب محافظ البنك المركزي السلوفاكي- في بيان نشره الموقع الرسمي للبنك اليوم الجمعة إن “زيادة الفائدة بواقع 50 نقطة أساس هي مسألة حتمية وضرورية”، مضيفا أن “الوضع دقيق، لكننا لم نصل بعد إلى خط النهاية”.
وذكر كازيمير أن معدل التضخم الأساسي، الذي يستثنى العناصر المتقلبة، وصل إلى 5.6% في فبراير/شباط الماضي، وهو “شائك بشكل عنيد”، مشيرا إلى أنه في حين أن رفع أسعار الفائدة بدأ يؤتي ثماره، إلا أن المخاطر بشأن زيادة الأسعار “ما زالت مرتفعة”.