لا يحبذ المعماري والمهندس المصري عبد الواحد الوكيل تأثر العرب والمسلمين بالعمارة الغربية الحديثة، لأنها تبعدهم عن هويتهم وتراثهم الإسلامي، ويرى في المقابل أن المساجد فيها التعبير الأمثل والأجمل عن روح العمارة الإسلامية، ليس شكلا فقط بل هوية ومعنى أيضا.

وقال الوكيل -في الجزء الأول من برنامج “المقابلة”- إن البناء المعماري في مصر خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كان سيئا جدا، فقد أُنجزت مباني الإسكان الشعبي وفق النموذج المشوه الذي اتُبع بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا.

 

واستعرض الوكيل -في الجزء الأول من برنامج “المقابلة”- قصته مع البناء والعمارة، وتحدث عن مشواره المعماري الذي بدأ من مصر التي صمم فيها بعد تخرجه 3 عمارات، لكنه اعترف بأن تلك الشقق لم تكن مريحة وتفتقر إلى المتعة، ثم تولى تصميم فيلا بالقرب من الإسكندرية بُنيت بالطوب والحجر من دون استخدام الإسمنت.

وفي بيروت التي ذهب إليها ليزور والدته، اكتشف المهندس المعماري -حسبما يروي- أن بيوتها القديمة هي الأحسن من حيث التصميم وطريقة البناء.

ثم قادته مسيرته المعمارية إلى السعودية، حيث صمم فيها 20 مسجدا، منها مسجد قباء ومسجد القبلتين في المدينة المنورة، ومسجد الملك سعود، ومسجد الجزيرة في جدة، وقصر سليمان الذي نال عليه جائزة.

كما حاز عدة جوائز أخرى، أبرزها جائزة الأغا خان للعمارة عن تصميمه “بيت حلاوة” بالإسكندرية عام 1980، ثم جائزة الملك فهد للبحوث في العمارة الإسلامية عام 1985، وجائزة الزمالة الفخرية من قبل المعهد الأميركي للمهندسين المعماريين، وصولا إلى جائزة ريتشارد لإسهاماته في الهندسة المعمارية الكلاسيكية عام 2008.

 

وعندما طُلب من الملك تشارلز الثالث أن يكون راعيا لمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية في بريطانيا (حينما كان وليا للعهد)، أصر أن يكون مبنى المركز من تصميم المعماري المصري عبد الواحد الوكيل، وذلك بفضل تميزه وشهرته العالمية.

إحياء التراث في العمارة الإسلامية

ويذكر أن الوكيل ولد في حي غاردن سيتي في القاهرة عام 1943، ونشأ في بيته عمته زوجة مصطفى النحّاس باشا. ودرس في كلية فيكتوريا ومدارس إنجليزية أخرى، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في العمارة بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف، وعمل معيدا في الجامعة من عام 1965 إلى 1970.

وشغل الوكيل عضوية مجلس أمناء التراث العالمي والمجلس الأكاديمي لمدرسة الأمير ويلز للهندسة المعمارية ولجنة التحكيم لجائزة الأغا خان للعمارة.

ورغم أن دراسته كانت في مدارس إنجليزية، فإن المعماري المصري يؤمن بضرورة إحياء التراث والقيم الإسلامية في العمارة الإسلامية، ويروي لبرنامج “المقابلة” كيف أنه اختار العمل مع المهندس حسن فتحي الذي ولد عام 1900 ولم يكن مشهورا ومحبوبا في الأوساط الجامعية حينذاك. وكان فتحي من رواد العمارة البيئية في الريف التي تستخدم مواد البناء المحلية، واشتهر بلقب “مهندس الفقراء”.

المصدر : الجزيرة

About Post Author