صدر أحد أكثر المسلسلات المنتظرة على منصة “نتفليكس” (Netflix) بصيف 2022، النسخة الكورية المقتبسة من الدراما الإسبانية “بيت المال” (Money Heist) التي جاءت بعنوان “سرقة الأموال: كوريا- المنطقة الاقتصادية المشتركة” (Money Heist: Korea-Joint Economic Area)، فهل يستحق الأمر تلك الضجة ومشقة الانتظار؟

 

الرهان على الدراما الكورية

بعد فوز الفيلم الكوري “طفيلي” (Parasite) -عام 2019- بأربع جوائز أوسكار في سابقة بتاريخ السينما، وتصنيف المسلسل الكوري “لعبة الحبار” (Squid Game) -عام 2021- الأشهر بتاريخ منصة نتفليكس، كونه حمل رقما قياسيا بمشاهدته من قبل 111 مليون مستخدم في أول 28 يوما من إطلاقه، تضاعف جمهور الأعمال الفنية الكورية، ومن ثمّ صارت المنصات تستثمر خلالها مطمئنة لما ستلقاه من مشاهدات عالية بسببها.

 

إيجابيات وسلبيات

أحد الأعمال التي راهنت عليها نتفليكس هذا العام النسخة الكورية من المسلسل الإسباني “لا كاسا دي بابل” (La Casa de Papel)، الذي انتهى العام الماضي بعد 5 مواسم ناجحة حققت مشاهدات قياسية هي الأخرى، وفتحت باب الإقبال على الأعمال الفنية الإسبانية، مما أدى بالتبعية إلى زيادة أعداد الأعمال المُنتَجَة منها خلال الأعوام السابقة.

وبمجرد عرض المسلسل الكوري، شرع الجمهور والنقاد في عقد المقارنات لمعرفة لمصلحة من ستكون النتيجة، وتحديد إذا ما كان العمل يستحق المشاهدة أم لا.

فإذا كنتم تتساءلون أنتم أيضا عن أحقية المسلسل بالمتابعة، فإليكم إيجابيات وسلبيات الجزء الأول -6 حلقات- من الموسم الأول الذي عُرض حتى الآن، وسنترك لكم الحُكم بأنفسكم.

 

 

 أفكار ذكية وقصة مكررة

أولى نقاط التشابه بين العملين هي الحبكة، إذ تتمحور القصة حول مجموعة من اللصوص المهرة، الذين اجتمعوا معا تحت راية “البروفيسور” من أجل سرقة دار سك العملة.

أما الفارق الأساسي، فيأتي لصالح التجربة الكورية التي دارت أحداثها في المستقبل، إذ استغلت الشؤون السياسية والاقتصادية وما أحدثه الانقسام بين كوريا الشمالية والجنوبية لخدمة الحكاية.

قبل أن يتم تحويل المنطقة الأمنية المشتركة بين الكوريتين إلى منطقة اقتصادية مشتركة بهدف التوحيد مع وعد بفرص عمل للمهاجرين وحياة أكثر رفاهية ورخاء اقتصادي.

لكن، سرعان ما نشهد انهيار تلك الأحلام على أيدي المُقرضين الجشعين وطمع كبار رجال الدولة، ومن ثمّ تتسع الفجوة بين الأثرياء والفقراء أكثر وأكثر.

خصوصية الدافع

تلك التفاصيل الملهمة تُغيّر دوافع بعض الأبطال وتزيد الحبكة ثراء وتوترا، فنجد “البروفيسور” وقد غدا أستاذا جامعيا بسبب خيبة أمله في تحقيق العدالة الاقتصادية. أما “برلين” فشهد موت أمه طفلا خلال محاولتها الحصول على فرصة للحياة، قبل أن يمضي 25 عاما من عمره مسجونا في معتقل غير آدمي في كوريا الشمالية.

بينما “طوكيو” الشابة الطموحة التي تسعى خلف بريق الأحلام الكاذبة، وسرعان ما تنهش الرأسمالية القاسية لحمها وبراءتها ويحتال عليها الأشرار.

فهل يستغل صُنّاع العمل تلك التفاصيل في المواسم القادمة، ويبنون عليها أحداثا جديدة أم يُهدرون مواردهم وما بها من إمكانات؟ خاصة أن بقية الحبكة -حتى الآن- تتشابه تماما مع القصة الأصلية وهو ما سيُشعر الجمهور -عاجلا أم آجلا- بالملل.

 

هل عكّر غياب الكيمياء، روح العمل؟

بارك هاي سو بطل مسلسل “لعبة الحبار”، ويونجين كيم إحدى بطلات مسلسل “لوست” (Lost) الشهير، وجيون جونغ سيو بطلة الفيلم التشويقي الكوري “احتراق” (Burning)، هؤلاء بعض طاقم المسلسل الكوري الجديد، مما يوحي بثقل المواهب التي ستظهر على الشاشة، بالإضافة لنجاح العمل في استقطاب جمهور عريض ومتنوع، اعتمادا على شعبية أبطاله.

وبرغم الأداء المتمكّن من البعض خاصة بارك هاي سو الذي يلعب شخصية “برلين”، فإن العمل يفتقر إلى الكيمياء بين الممثلين، وخاصة الثنائيات التي من المفترض أن تجمع بينهم علاقات عاطفية، مما أضعف حرارة الدراما وصدق الأداء، والأهم من ذلك أنه أصاب الجمهور بالإحباط، فهل يمكن أن يتغيّر ذلك مع توالي الحلقات وطرح الجزء الثاني من الموسم الأول؟

 

 

جدير بالذكر أن منصة “نتفليكس” أعلنت أواخر العام الماضي التحضير لمسلسل إسباني جديد مُشتق من مسلسل “لا كاسا دي بابل” على أن يُعرض عام 2023، وتتمحور أحداثه حول شخصية “برلين” الذي قُتل بالعمل الأصلي، وهو ما سيُتيح للجمهور معرفة المزيد عن إحدى الشخصيات المميزة وذات الجماهيرية الكبيرة.

المصدر : الجزيرة

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *