يبدأ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ومنافسه في حزب العمال كير ستارمر حملتيهما الانتخابيتين رسميا اليوم الخميس، في حين دعت حملة “الصوت العربي” في بريطانيا إلى التفاعل الجاد مع هذه الانتخابات.
وأنهى سوناك -وهو زعيم حزب المحافظين الذي يتخلف عن حزب العمال بنحو 20 نقطة مئوية في استطلاعات الرأي- شهورا من التكهنات التي تركزت على موعد انعقاد الانتخابات، وأعلن إجراءها في الرابع من يوليو/تموز القادم.
ومن المتوقع أن يبدأ زعيما الحزبين حملتيهما الانتخابيتين سعيا لاغتنام الفرصة لمقابلة الناخبين وإيصال الرسائل التي يأملان أن تمنحهما مقاعد كافية في البرلمان لتشكيل حكومة أغلبية.
ونجح ستارمر -المحامي السابق البالغ من العمر (61 عاما)- في إعادة سياسة حزب العمال إلى الوسط بعد فترة من قيادة جناح اليسار للحزب وإخفاقه في الانتخابات، ورسم صورة لحزبه باعتباره الحزب الذي سيحقق التغيير للناخبين الساخطين.
وقال في أول رسالة لحملته الانتخابية لأعضاء الحزب “حزب العمال سيوقف الفوضى ويطوي الصفحة ويستعيد مستقبل بريطانيا”، واصفا الانتخابات بأنها “معركة حياتنا”.
وإذا فاز حزب العمال بالانتخابات، فسينهي ذلك 14 عاما من حكومة المحافظين، وسيكون لبريطانيا، التي اشتهرت ذات يوم باستقرارها السياسي، 6 رؤساء وزراء في 8 سنوات لأول مرة منذ ثلاثينيات القرن الـ19.
ويسعى الحزبان لقيادة سادس أكبر اقتصاد في العالم، والذي عانى لسنوات من النمو المنخفض والتضخم المرتفع ولا يزال يكافح من أجل إنجاح قراره لعام 2016 بالخروج من الاتحاد الأوروبي، ويتعافى ببطء من الصدمات المزدوجة المتمثلة في (كوفيد-19) وارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وهذه الخلفية تجعل الاقتصاد واحدا من أهم ساحات المعارك الانتخابية.
وأعلن سوناك (44 عاما) الانتخابات في اليوم الذي عاد فيه التضخم بالقرب من المستوى المستهدف، وكانت رسالته الأولى إلى الناخبين هي أن خطته للاقتصاد ناجحة، وأنه وحده القادر على تحويل هذا الاستقرار إلى انتعاش يستفيد منه الجميع.
وقال أمام حشد في وقت متأخر من أمس الأربعاء “بمن تثق لتحويل هذا الأساس إلى مستقبل آمن لك ولعائلتك وبلدنا؟”، ووصف حزب العمال بأنه “حزب بلا خطة”.
من جانب آخر، أعلن سوناك اليوم الخميس أن أول رحلة جوية تقل طالبي اللجوء إلى رواندا بموجب السياسة الرئيسية التي يتبعها ستنطلق بعد الانتخابات العامة.
وفي حديثه لإذاعة “إل بي سي”، أكد أن الرحلة ستنطلق في يوليو/تموز القادم وجرى بالفعل البدء في الاستعدادات.
من جانب آخر، أعلنت حملة الصوت العربي -وهي مبادرة موجهة لتعزيز مشاركة الجالية العربية في بريطانيا- بدء التحركات والأنشطة استعدادا للانتخابات العامة.
ودعت الحملة -التي انطلقت في فبراير/شباط 2024 مع أكثر من 120 شخصية- الجالية العربية بأسرها إلى التفاعل الجاد مع هذه الانتخابات، معتبرة أنها تمثل مرحلة فارقة في تاريخ البلاد.
وقالت الهيئة -في بيان- إن دعوتها تأتي “بعد تورط الحزبين الرئيسين في بريطانيا بتأييد أفعال تمس الأمن والسلامة في غزة، مما يستدعي ردا حاسما وواضحا من الجالية العربية”.
ومع وجود تمثيل سكاني كبير للمسلمين والعرب في العديد من الدوائر الانتخابية، أكدت الحملة على “أهمية استغلال هذا الثقل الديموغرافي لدعم المرشحين الذين يُظهرون موقفا جادا ومساندة لقضايا العرب والمسلمين”.
وأشارت الحملة إلى أن “الغياب عن صناديق الاقتراع قد يؤدي إلى تعزيز مواقف المرشحين الأقل دعما والأكثر عداوة للقضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها غزة حاليا”.