باحثان جزائريان يفوزان بجائزة موريس أودان الفرنسية للرياضيات لعام 2022
حصل الباحثان الجزائريان سمير بدروني وياسين شيتور، على جائزة موريس أودان للرياضيات لهذا العام في فرنسا، تكريما لأبحاثهما في مجالي الهندسة المعقدة والتحكم في أنظمة المراقبة.
ويتحدث الباحثان للجزيرة نت، عبر البريد الإلكتروني، عن هذا التتويج وتطلعاتهما لتطوير البحوث العلمية في الرياضيات.
جائزة مرموقة وتكريم مستحق
عقب إعلان جمعية “جوزيت وموريس أودان” على موقعها الإلكتروني عن اسمي الفائزين بالجائزة، نظمت حفل تتويج للباحث ياسين شيتور، أستاذ محاضر بمخبر الإشارات والأنظمة بجامعة باريس-ساكلاي Université Paris-Saclay بسنترال سوبلاك يوم 23 مايو/أيار الماضي.
وعبر ياسين عن فخره بهذا التتويج للجزيرة نت، قائلا “إنها جائزة مرموقة وأفتخر بالحصول عليها، كما أعتبرها مبادرة مهمة ومثيرة من قبل جمعية جوزيت وموريس أودان، لخلق روابط علمية بين الجزائر وفرنسا”.
وتم تتويج الفائز الثاني بالجائزة، الباحث سمير بدروني، أستاذ محاضر بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بالجزائر العاصمة يوم الرابع من يونيو/ حزيران الجاري، من قبل أعضاء الجمعية وبحضور السيد بيار أودان، ابن موريس أودان.
وقال بدروني للجزيرة نت إن الجائزة جاءت تثمينا لأعماله البحثية وإضافة قيمة وكبيرة لمسيرته المهنية، مضيفا “أعتقد أن أكبر تشجيع للباحث هو التشجيع المعنوي، لأن مثل هذه المبادرات تقدم فرصا كبيرة للباحث لعرض وتقييم أعماله البحثية من طرف لجان تحكيم تضم علماء وباحثين كبارا في الرياضيات”.
تخصصات علمية دقيقة
وجاء فوز الباحث ياسين شيتور بالجائزة بفضل أعماله التي تتمحور حول التحكم في أنظمة المراقبة. ويلخص هذا المجال البحثي للجزيرة نت قائلا “أنا أعمل على نظرية التحكم بشكل عام. ويتعلق الأمر بالتحكم في الأنظمة الديناميكية التي تجعل المستخدم يملك وسيلة فورية للعمل ويريد تحقيق هدف معين. وبالتالي فإن قيادة السيارة أو قيادة طائرة مثلا تعتبر أمثلة نموذجية لهذه الأنظمة الديناميكية التي أعمل عليها”.
في المقابل، حصل سمير بدروني على الجائزة بفضل أعماله في مجال الهندسة المعقدة، ويقول عن هذا التخصص العلمي للجزيرة نت “الهندسة المعقدة تهتم بدراسة المنوعات التحليلية المعقدة أو ما يسمى بالمنوعات الهولومورفية (الهندسة الفراغية) والتي يمكن وصفها بأنها بنية هندسية تشابه محليا المجموعات المفتوحة في الفضاء الإقليدي المعقد ذي بعد “إن” (N) حيث يمكن فيها تعميم جزء كبير من عمليات الحساب التفاضلي والتكاملي”.
وهي التخصصات التي يطمح الباحثان إلى تطويرها على المستوى الشخصي ونقلها إلى الطلاب المهتمين بالرياضيات، وفي هذا السياق يقول ياسين شيتور “ما أتطلع إليه حقا هو الاستمرار في العمل على هذه الأنظمة كما تعودت العمل دائما، ونقل وتحويل هذا الشغف والمبدأ في العمل إلى طلابي، وقد أطلق يوما ما جائزة للرياضيات من أجل تحفيزهم”.
من جهته، يقول سمير بدروني إن طموحاته العلمية بصفته باحثا في الرياضيات هي التمكن من فهم أفضل لنظرية التوريقات الهولومورفية ومعالجة بعض الإشكاليات المحورية في هذه النظرية.
ويضيف للجزيرة نت “أريد الإشارة إلى أن الطالب الذي يريد اختيار تخصص الرياضيات في الجامعة يجب أن يكون محبا للرياضيات وأن يمتلك قدرات ومهارات تحليلية واستدلالية”.
ويتابع “هو تخصص مهم للطلاب العرب والجزائريين ويسمح لمتخرجي الليسانس والماجستير أن يشتغلوا بمختلف المؤسسات الصناعية، المالية، وشركات التأمين وبالتعليم بمختلف أطواره، أما المتحصلون على شهادة الدكتوراه فيمكنهم الالتحاق بالجامعة كأساتذة ومواصلة إنتاجهم العلمي، كما يمكنهم العمل في مراكز بحث تكنولوجية والانضمام إلى فرق بحث يشتغلون فيها بالجانب النظري الرياضي”.
أستاذ رياضيات دفع حياته من أجل الجزائر
يذكر أن جائزة موريس أودان للرياضيات هي جائزة علمية تنظمها جمعية جوزيت وموريس أودان في فرنسا كل سنتين. وهي مفتوحة للباحثين الحاصلين على دكتوراه في الرياضيات، مند إنشائها سنة 2004. تقدم الجائزة لباحثين في الرياضيات، يمارس أحدهما نشاطه في الجزائر والآخر في فرنسا.
وتهدف هذه الجائزة إلى تدعيم التعاون العلمي بين البلدين من جهة، وإحياء ذكرى أستاذ الرياضيات الفرنسي موريس أودان، الذي اغتاله جيش الاحتلال الفرنسي سنة 1957 بسبب كفاحه من أجل استقلال الجزائر ودعمه للثورة.
للإشارة فإن الجمعية التي كانت تحمل اسم “موريس أودان” عند تأسيسها سنة 2004، أضافت اسم جوزيت أرملة المناضل الراحل بعد وفاتها في الثاني من فبراير/ شباط سنة 2019، ليصبح اسمها منذ ذلك الوقت “جمعية جوزيت وموريس أودان”.