بالمر لوكي مؤسس شركة "أندوريل" (الصحافة الأميركية)

بالمر لوكي مؤسس شركة "أندوريل" (الصحافة الأميركية)

بعد طرده من وادي السيليكون بصفته داعمًا لترامب، كانت المرة الوحيدة التي يشعر فيها بالمر لوكي -عبقري عالم الواقع الافتراضي- بأنه تمت تبرئته، عندما قامت شركته “أندوريل” (Anduril) التي تعمل في مجال التكنولوجيا الدفاعية وتبلغ قيمتها 8 مليارات دولار، بتسليح أوكرانيا وبناء أسلحة المستقبل حتى قبل أن يعرف البنتاغون أن كييف تريد التعامل معهم.

ونشرت صحيفة فوربس (forbes) الأميركية تقريرا لكاتبها جيريمي بوجايسكي، تحدث فيه عن الملياردير لوكي مؤسس شركة أندوريل الذي جمع ثروته من بيع شركته الناشئة للواقع الافتراضي “أكيولوس في آر” (Oculus VR) لفيسبوك، مقابل ملياري دولار عام 2014.

اقرأ أيضا

 

ويصف الكاتب لوكي بأنه المعجزة التكنولوجية التي علّمت نفسها بنفسها، وستبلغ من العمر 30 عامًا في سبتمبر/أيلول المقبل وتنتقل -بحسب وصف لوكي نفسه مازحًا- من الطفل النابغة إلى “الرجل النابغة”، فحاليا يستعد بعض المستثمرين لضخ مليار دولار أخرى في أندوريل، ليرتفع الإجمالي إلى 1.8 مليار دولار منذ عام 2017. (يمتلك لوكي ما لا يقل عن 11% من الشركة، وعند إضافتها إلى أرباحه المفاجئة في فيسبوك، ترتفع صافي ثروته الحالية إلى 1.4 مليار دولار، وسوف يرتفع هذا بعد إغلاق الجولة الأخيرة في يونيو/حزيران، التي من المتوقع أن تضخم قيمة أندوريل بنسبة 70% إلى 8 مليارات دولار).

ويشير الكاتب إلى أن برنامج ذكاء اصطناعي يسمى “لاتيس” (Lattice)، تعتبره أندوريل قلب التكنولوجيا الخاصة بها، يستطيع أن يتتبع أي شاحنة ويحدد مكانها ونوعها، حتى إن اختفت هذه الشاحنة خلف تل، فسوف تنطلق طائرة مروحية سوداء من دون طيار تسمى “غوست” (Ghost) لإبقائها في مرمى البصر، وإذا قرر “لاتيس” تصنيف هذه المركبة ومن يقودها على أنهما “مريبان”، فسينفتح صندوق معدني وتنطلق طائرة رباعية قوية تسمى “أنفيل” بسرعة مذهلة، لها وظيفة واحدة فقط هي الاصطدام بالهدف وتدميره.

وفاز لوكي بكمٍّ كبير من الاهتمام الصحفي (بما في ذلك صورة غلاف “فوربس”) باعتباره مراهقًا يقوم بريادة عالم الواقع الافتراضي، لكن بعد 3 سنوات من بيعه “أكيولوس في آر” لمارك زوكربيرغ، طُرد من قبل فيسبوك وسط ضجة بسبب دعمه لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016.

ويوضح الكاتب أن لوكي بعد أن فقد الأصدقاء الذين انتقدوه باعتباره مشجعا للحرب، شعر فجأة بأنه بريء، وذلك في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، حيث توجد لدى أندوريل أنظمة على الأرض في أوكرانيا لتساعدها في حربها ضد روسيا، مشيرًا إلى أن بعض الناس يتواصلون معه لتقديم الاعتذار، حيث يقول: “إنهم يدركون الآن أن من المهم حقًا أن تمتلك الولايات المتحدة أسلحة أفضل”.

ويلفت الكاتب إلى أن الطريقة التي يشرع بها لوكي في بناء تلك الأسلحة هي المفتاح لفهم ما يميز شركته، فقد قامت أندوريل -التي حققت عائدات تقدر بنحو 150 مليون دولار العام الماضي- بتطوير الكثير من تقنيتها على نفقتها الخاصة، وهو رهان عالي المخاطر يظهر الطريقة التي يعمل بها المقاولون العسكريون عادةً. فبدلًا من انتظار وزارة الدفاع لإطلاق عملية متعددة السنوات لتحديد المتطلبات التقنية ودعوة العطاءات لتطوير نماذج أولية، تتقدم أندوريل وتصنع أسلحة وأنظمة مراقبة تعتقد أن الحكومة تريدها طالما أنها تعمل، فيما يقول لوكي معلقًا على ذلك: “نريد أن نكون الشركة التي عندما تحتاج وزارة الدفاع إلى شيء ما، نكون أول من فكر به”.

ويكشف الكاتب عن أن أندوريل تمتلك مشروعين لم يتم الحديث عنهما من قبل، وهما طائرة مسيرة سريعة التسليح، يقول لوكي إنها تهدف في بعض الحالات إلى استبدال المقاتلات ذات الطيار في مهمة اعتراض من ينتهكون المنطقة الجوية، ثم هناك طائرة مراقبة كبيرة مسيرة مصممة للإطلاق والهبوط عموديًا (مما يجعلها لا تحتاج إلى المدرج) والطيران مسافات طويلة بشكل مستقل، مما يجعلها تبدو مناسبة للمساحات الشاسعة، حيث يؤكد الكاتب أنه لا يوجد طلب رسمي من البنتاغون لأي منهما حاليا.

ويتابع الكاتب مشيرا إلى أن هناك أيضا أداة محاكاة معقدة تدمج “لاتيس” بمحرك ألعاب فيديو من “كاربون غيمز” (Carbon Games)، وهو أستوديو استحوذت عليه أندوريل عام 2019، والغرض من ذلك هو السماح لوزارة الدفاع بتشغيل الآلاف من سيناريوهات “ماذا لو” السريعة حول كيفية حدوث التعارضات، والتي يمكن مشاهدتها باستخدام الواقع الافتراضي، ويمكن استخدامه من خلال نظارات واقية أو على الشاشات العادية.

ويقول الكاتب عن لوكي إنه درس في المنزل برعاية والدته في لونغ بيتش بكاليفورنيا، وتلقى دروسه الأولى في الهندسة وهو يعمل في السيارات مع والده.

وبدأ لوكي مشواره ببناء أشياء مثل الليزر العالي الطاقة وبنادق اللفائف التي تطلق مقذوفات عالية السرعة باستخدام مغناطيس كهربائي، وفي منتصف فترة المراهقة قام بتحديث أجهزة الألعاب القديمة بإلكترونيات مصغرة لجعلها محمولة.

وابتكر أيضا نظارة الواقع الافتراضي “أكيولوس ريفت” (Oculus Rift) عندما كان عمره 16 عاما فقط، وهي التي جذبت انتباه مارك زوكربيرغ.

ويستمر الكاتب مبينًا أنه أثناء وجود لوكي في فيسبوك، قام بالعبث في أشياء أكثر فظاعة، فقد صنع محركًا نفاثًا في حوض السباحة الخاص به، وحاول صنع أحذية صاروخية.

وأفاد الكاتب بأنه عام 2017، قامت شركة أندوريل بعملية بيع لدائرة الجمارك والحدود، تشمل أبراج الحراسة التي تكتشف تلقائيًا الأشخاص والمركبات التي تعبر الحدود بشكل غير قانوني، وتعفي الوكلاء من العديد من الدوريات الروتينية. وفي عام 2020، منحت الدائرة أندوريل عقدًا بقيمة تصل إلى 250 مليون دولار، وبحلول فبراير/شباط كان لدى دائرة الجمارك والحدود 176 برجًا منتشرة على الحدود المكسيكية.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، سجلت أندوريل أكبر عملية لها حتى الآن، وهو عقد لتولي مسؤولية دفاعات الطائرات المسيرة التابعة لقيادة العمليات الخاصة الأميركية التي يمكن أن تبلغ قيمتها حوالي مليار دولار على مدى 10 سنوات، كما أن هناك فرصة أكبر تلوح في الأفق، حيث يحرص البنتاغون على ربط جميع أنظمة المراقبة والأسلحة الخاصة به معًا لإنشاء رؤية موحدة لساحة المعركة وتنسيقها من بعيد، مع مقاومة القرصنة والتشويش في الوقت نفسه، ويُطلق على البرنامج اسم “القيادة والسيطرة المشتركة على جميع المجالات”، أو “جيه إيه دي سي تو”(JADC TWO).

وتتنافس أندوريل وأخريات -بما في ذلك “بلانتير” (Blantyre) و”ريدوود سيتي” (Redwood City)، ومقرها كاليفورنيا- من أجل الحصول على عشرات المليارات من الدولارات كإنفاق محتمل. وفي تجربة للقوات الجوية عام 2020 قامت أندوريل بدمج الرادار بأبراج الاستشعار الخاصة بها لاكتشاف صواريخ كروز الواردة، وتوجيه بيانات الاستهداف تلقائيًّا إلى أنظمة أسلحة متعددة، بما في ذلك “إف-16” لإسقاطها، وكان اللافت للنظر أن النظام تطلب إشراف طيار واحد فقط.

المصدر : فوربس

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *