رأى كثير من المحللين أنه رغم احتفاظ الديمقراطيين بمجلس الشيوخ وحرمان الجمهوريين من تحقيق الاكتساح الانتخابي الذي لوحوا به؛ فالأكيد أن الإدارة الديمقراطية تمر نحو نصف ثان من عهدة الرئيس جو بايدن بتفاؤل يفوق الهواجس التي خشيت من أن تؤول مراكز القرار إلى الجمهوريين؛ مما قد يحول دون مضي بايدن في سياساته الداخلية والخارجية.
ولم يخف بايدن إحساسه بما وصفه بالسعادة البالغة بنتائج الانتخابات النصفية، قائلا إنها عززت وضعه السياسي قبل لقائه مع نظيره الصيني شي جين بينغ خلال قمة العشرين التي تستضيفها إندونيسيا.
وحسب رأي المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو -في حديثه لبرنامج ما وراء الخبر- فإن الديمقراطيين يبالغون في تفسير الفوز الذي لا يعد نصرا لهم، رغم عدم حدوث المد الأحمر المتوقع من قبل الجمهوريين، كما أن بايدن يخسر مجلس النواب وهو بحاجة ماسة إلى تجديد صورته، لكونه لم يعد قادرا على تمثيل جميع الأميركيين.
وفي ما يتعلق بالصين، فقد ذهب إلى أن هناك العديد من الانتقادات الجمهورية بشأن “العدائية الصينية” التي تنمو بشكل متواتر ضد تايوان وتجاه مختلف دول العالم كذلك.
أما بشأن الملف الإيراني، فذهبت توقعات فرانكو إلى فرض حكومة بنيامين نتنياهو المرتقبة ضغطا كبيرا على الإدارة الأميركية، إلى جانب الحلفاء العرب الذين سيجعلون بايدن يتخلى عن مرونته ويتعامل بقسوة أكثر مع إيران.
ومن منظور ديمقراطي، أصبح بايدن الآن في موقف أقوى، وخرج من الانتخابات النصفية كأنه رئيس وُلد من جديد، وصار يحظى بدعم أكبر في الكونغرس ويسيطر على مجلس الشيوخ؛ وهو المنتصر الفعلي في هذه الانتخابات، حسب ما قاله المسؤول السابق في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي إدوارد جوزيف.
وفي ما يخص المساعدات الأميركية المرصودة لأوكرانيا، فلن تتأثر بالانتخابات النصفية -حسب وجهة نظره- لأن نتائج هذه الانتخابات عقّدت وضع رئيس مجلس النواب، خاصة إذا كان جمهوريا، لأنه سيصعب عليه إيقاف دعم أوكرانيا تجنبا لمواجهة صعبة مع مجلس الشيوخ.
أما بشأن الملف الإيراني، فقد صار الموقف الأميركي أقوى بعد انتخابات التجديد النصفي -وفق رأي جوزيف- لأن بايدن حاول بنية حسنة العودة إلى الاتفاق النووي وإيران رفضت ذلك، وما أضعف موقفها أكثر هو الاحتجاجات الداخلية عكس أميركا، مع التشديد على أن السياسة الأميركية تجاه إيران تنطلق من واشنطن وليس من إسرائيل.
يذكر أن الديمقراطيين احتفظوا بالأغلبية البسيطة في مجلس الشيوخ الأميركي بعد فوز مرشحة الحزب كاثرين كورتيز ماستو بمقعد المجلس عن ولاية نيفادا، ويملك الديمقراطيون حاليا 50 مقعدا إضافة إلى وجود صوت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس التي تترأس مجلس الشيوخ، مقابل 49 للجمهوريين، مما يمنح بايدن -حسب ملاحظين- فرصة أفضل لتنفيذ سياساته.