برافدا الروسية: لماذا تشن الولايات المتحدة حربها بأيد أخرى؟
نشرت صحيفة “برافدا” الروسية تقريرا تطرق فيه المؤرخ العسكري أندريه نيكولاييف إلى الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة إلى خوض حروب بالوكالة.
وتساءل التقرير عما أسماها الأسباب التي تجعل الولايات المتحدة لا تتردد في إطلاق العنان للصراعات دون توريط قواتها فيها بشكل مباشر، والاكتفاء بدعم الجهة التي تخدم مصالحها على الساحة الدولية، وهل تعكس هذه السياسة مقولة “استخدم يد شخص آخر لإشعال الحريق” أم هي دليل على افتقارها للقوة التي تخول لها خوض صراعات مباشرة؟
حروب
تقول برافدا إن الولايات المتحدة خاضت طيلة السنوات الثلاثين الماضية 3 صراعات مسلحة رئيسية بشكل مباشر، أحدها في أفغانستان واثنان بالعراق. كما تورطت في العديد من الصراعات العسكرية الأخرى مثل يوغسلافيا وليبيا وسوريا، لكن معظمها كان حربًا بالوكالة تقدم خلالها الدعم للطرف الذي يخدم مصالحها من ضمن الأطراف المتحاربة المحلية.
وأشار كاتب التقرير إلى أن مشاركة القوات البرية الأميركية في هذه الحروب تكاد تكون منعدمة، وتقتصر بشكل أساسي على قوات العمليات الخاصة ووحدات صغيرة من المشاة البحرية.
وبحسب الكاتب، فإن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تعول في مثل هذه العمليات على القوات الجوية باعتبارها تضمن توجيه ضربات على بعد مئات الأميال من الهدف دون تعريض حياة الطيارين للخطر. ومع اختراع الطائرات المسيّرة، تضاعفت إمكانية الإفلات من العقاب بالنسبة للجيش الأمريكي وصناع القرار.
حجم الجيش الأميركي
حسب كتاب “التوازن العسكري” الذي يصدره المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، الذي يُقيّم القدرات العسكرية واقتصاد الدفاع لـ 171 بلدًا ويحلل من خلال الجداول والبيانات المرفقة المداخل التفصيلية وقائمة القوات العسكرية لكل بلد وعدد الموظفين، تضم القوات المسلحة الأميركية حوالي مليون و400 ألف جندي إضافة إلى 800 ألف جندي احتياط يعرفون باسم “الحرس الوطني”.
ومن بين نحو مليون و400 ألف جندي تخصص الولايات المتحدة مجموعة لتنفيذ العمليات القتالية على الأرض، وتنقسم بدورها إلى قوات برية تضم 500 ألف جندي، ومشاة البحرية تضم 180 ألف جندي.
توزيع الجيش الأميركي
تنتشر قوات مشاة البحرية الأميركية في جميع أنحاء العالم، يعمل بعضها كوحدات استكشافية على سفن الإنزال، وبعضها الآخر كمفارز للسفن إلى جانب تأمين أمن السفارات، فعلى سبيل المثال تتولى مشاة البحرية تأمين موقع سفارة الولايات المتحدة في موسكو.
ويتركز جزء كبير من القوات المسلحة في القواعد العسكرية الأميركية الموجودة على أراض أجنبية، والتي يناهز عددها 800 قاعدة، على حد قول الكاتب.
التعبئة بالولايات المتحدة
يقول كاتب التقرير إن الجيش الأميركي يلجأ إلى الممارسة القديمة المسماة “التعبئة” التي يقوم خلالها باستدعاء جنود الاحتياط. ففي عام 1990، استدعت الولايات المتحدة في وقت واحد حوالي 250 ألف جندي احتياطي للحرب في العراق.
وما بين 2001 و2016 استدعت الولايات المتحدة جنود الاحتياط بانتظام على شكل دفعات صغيرة. في وقت لاحق، بات واضحا أن العدد الإجمالي للذين تم استدعاؤهم من جنود الاحتياط خلال هذه السنوات الـ 15 يقارب 200 ألف.
ويُقرّ الكاتب بأن جندي الاحتياط الأميركي يختلف عن الروسي الذي تنتهي علاقته بمعسكر التدريب بمجرد انتهاء فترة الخدمة. في المقابل، يطالب جندي الاحتياط الأميركي بتخصيص 4 ساعات في الأسبوع للتدريب القتالي والمشاركة في معسكرات التدريب التي تستمر من أسبوعين إلى 3 أسابيع مرة واحدة في السنة. ومقابل الخدمة في الاحتياط، يتقاضى الأميركي راتبًا من البنتاغون.
وحسب أندريه كاتب التقرير، تُظهر الأرقام والأمثلة أعلاه بوضوح أنه مهما كان حجم الجيش، ففي حالة حدوث نزاعات عسكرية كبيرة، تبقى زيادة الأعداد مطلوبة دائمًا، مثلما هو مطلوب إعداد جيش احتياطي.
كما توضح تلك الأرقام أنه بغض النظر عن عدد الصواريخ والطائرات المقاتلة، فإن الافتقار إلى العدد الكافي من القوات البرية سيظل دائمًا عائقا للعمليات القتالية على الأرض.