بعد إطلاق شات جي بي تي.. “أبو الإنترنت” يدق ناقوس الخطر بشأن “الهوس” بروبوتات الدردشة الذكية
أثارت تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” (ChatGPT) كثيرا من الجدل خلال الأسابيع الأخيرة، لكن أحد منشئي الإنترنت يدعو إلى الحذر من الاندفاع الملحوظ نحو تبني هذه التقنيات.
فقد حذر فينت سيرف، المعروف على نطاق واسع بأنه “أبو الإنترنت”، من الاستثمار المتسرع في روبوتات محادثة الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” و”بارد” (Bard) الذي أطلقته “غوغل” (Google) لمجرد أنهما “رائعان” ومثيران.
ونقلت قناة “سي إن بي سي” (CNBC) الأميركية عن سيرف قوله -في مؤتمر في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا- إن روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي لديها “مشكلة أخلاقية”، ويأمل أن يفكر فيها الناس قبل الاستثمار في هذه التكنولوجيا.
وقال سيرف -وفقا لقناة سي إن بي سي- “يتحدث الجميع عن شات جي بي تي أو بارد بشكل إيجابي، ونعلم أنهما لا يعملان دائما بالطريقة التي نرغب فيها”.
وقال أيضا إن على الناس أن “يتذكروا” أن بعض البشر الذين يستخدمون التكنولوجيا الجديدة ليسوا دائما صادقين، “وسيسعون إلى القيام بما هو مفيد لهم وليس لك”، لذلك يتعين على المستثمرين “التفكير في كيفية استخدامنا لهذه التقنيات”.
وخاطب سيرف أصحاب الشركات قائلا “إذا كنتم تعتقدون أنه يمكنكم بيع هذه التكنولوجيا للمستثمرين لأنها مثيرة وسيرمي الجميع بالمال إليكم، فلا تفعلوا ذلك، كونوا حذرين لأننا لا نستطيع دائمًا التنبؤ بما سيحدث مع هذه التقنيات، ولكي نكون صادقين، فإن معظم المشكلة تكمن في الأشخاص، ولهذا السبب لم نتغير نحن البشر خلال الـ400 عام الماضية، فضلا عن 4 آلاف سنة مضت”.
يُعرف سيرف بأنه “رئيس مبشري الإنترنت في غوغل” -وهو وصف وظيفي للأشخاص الذين لهم مساهمات في دعم تقنية ما وجمع المناصرين حولها- كما يوصف بأنه أحد “آباء شبكة الإنترنت”، لأنه شارك في تصميم بعض من هندستها، وأسهم في انتشارها وتطوير السياسة العالمية المتعلقة بها.
وأخبر سيرف جمهور المؤتمر أنه طلب من أحد روبوتات المحادثة إضافة رمز تعبيري في نهاية الجملة، لكنه لم يفعل، كما أنه طلب من برنامج الدردشة الآلي أن يعطيه سيرة ذاتية عن نفسه، لكن إجابته بها أخطاء، حسب ما ذكرت شبكة “سي إن بي سي”.
ويضيف سيرف أن المهندسين مثله يجب أن يحمّلوا أنفسهم مسؤولية تصحيح الأخطاء، ولفت إلى أن تعلم “كيفية تقليل احتمالية أسوأ الحالات أمر مهم للغاية”.
وانضمت عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل و”مايكروسوفت” (Microsoft) إلى السباق العالمي لإطلاق روبوتات الدردشة الخاصة بهم، بعد أن أطلقت شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI) برنامج الدردشة الآلي “شات جي بي تي” نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حتى إن غوغل أصدرت “رمزًا أحمر” للموظفين بعد إطلاق “شات جي بي تي” بسبب مخاوف من أنه قد يشكل تهديدًا لمحرك بحث غوغل.
وقبل يوم واحد من قيام مايكروسوفت بإطلاق محرك بحثها الجديد “بنغ” (Bing) بالتعاون مع “أوبن إيه آي”، أعلنت غوغل برنامج الدردشة الآلي “بارد”، الذي قال الرئيس التنفيذي ساندار بيتشاي إنه “خدمة تجريبية للذكاء الاصطناعي”.
يشار إلى أن “بارد”، الذي تم إصداره الاثنين الماضي، مفتوح الآن لـ”المختبرين الموثوق بهم فقط”، لكن بيتشاي قال إنه ستتم إتاحته على نطاق أوسع خلال الأسابيع المقبلة. ومع ذلك فقد ورد أن بعض موظفي غوغل انتقدوا إطلاق هذا البرنامج ووصفوه بأنه “متعجل” و”فاشل”.