الولايات المتحدة تتهم روسيا بتعمد تدمير البنية التحتية الأوكرانية (رويترز)

الولايات المتحدة تتهم روسيا بتعمد تدمير البنية التحتية الأوكرانية (رويترز)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دمر ثلث البنية الأساسية في أوكرانيا. وفي حين دعت مسؤولة أوروبية لمصادرة الأصول الروسية المجمدة لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا، حذرت موسكو من أنها ستتخذ “إجراءات مناسبة” للرد على ذلك.

يأتي هذا بينما تواصل القوات الروسية التقدم في مقاطعة دونيتسك (شرق) أوكرانيا، في وقت فرضت فيه لندن عقوبات جديدة على مسؤولين روس شاركوا في التعبئة العسكرية.

 

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، إن التيار الكهربائي مقطوع عن 6 ملايين مشترك من مواطنيه جراء استهداف الجيش الروسي البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) عازم على تقديم الدعم لأوكرانيا مهما تطلب الأمر، كي تنجح كييف.

وأضاف -في مؤتمر صحفي خلال اجتماع وزراء خارجية الحلف في رومانيا- أن هذا الدعم يشمل مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية، وأن مزيدا منه في الطريق، بحسب تعبيره.

وفي لقاء مع شبكة “سي إن إن”، شدد بلينكن على أن وزارة الدفاع الأميركية تسعى للتأكد من فعالية أنظمة الدفاع الأوكرانية في مواجهة الهجمات الصاروخية الروسية التي تستهدف منشآت البنية التحتية.

 

وأضاف أن التركيز الآن منصب على توفير أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا في أسرع وقت ممكن، وفق تعبيره.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن روسيا واصلت حربها ضد أوكرانيا، وأظهرت قسوة متعمدة ضد المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية.

وأضاف أوستن خلال استقباله وزير القوات المسلحة الفرنسي سيباستيان لوكورنو في البنتاغون، أن الناتو أصبح أكثر اتحادا وعزما من أي وقت مضى.

بدوره، قال أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ إن روسيا تمثل خطرا مباشرا على أمن الحلف. وفي مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات وزراء خارجية الناتو في بوخارست، أكد ستولتنبرغ استمرار دعم أوكرانيا ومدها بنظم دفاع جوية إضافية.

وتعهد الحلف بتكثيف الدعم بصورة كبرى لأوكرانيا، بما في ذلك إصلاح البنية التحتية للطاقة بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الروسية.

مطالب أوكرانية

من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن بلاده تبحث مع ألمانيا سبل تزويد أوكرانيا بمنظومة صواريخ باتريوت الأميركية.

 

وأضاف في مؤتمر صحفي على هامش اجتماعات وزراء خارجية الناتو في رومانيا، أن أوكرانيا بحاجة لهذه الصواريخ لحماية البنية الأساسية المدنية.

وأكد كوليبا على ضرورة بدء محادثات انضمام أوكرانيا إلى الناتو، كما طالب وزير الخارجية الأوكراني بتزويد بلاده بدبابات غربية في أسرع وقت ممكن.

وفي موسكو، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن نتائج لقاء وزراء خارجية الناتو في بوخارست تشير إلى أن الحلف غير مهتم بحل سياسي ودبلوماسي للأوضاع في أوكرانيا.

واتهمت زاخاروفا الناتو بمواصلة نهجه لشيطنة روسيا وتبرئة كييف من جرائمها لتبرير بقائه، بحسب تعبيرها.

مصادر الأصول الروسية

من جهتها، قدمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مقترحا لمصادرة الأصول الروسية المجمّدة، لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا.

وأضافت أن الأموال المحتجزة يجب استخدامها “تعويضا كاملا لأوكرانيا” عن الأضرار التي سببتها العملية العسكرية الروسية التي بدأت في فبراير/شباط الماضي.

 

وقالت إن هناك أيضا مقترحا لإنشاء محكمة خاصة مدعومة من الأمم المتحدة لمحاسبة روسيا على جرائمها في أوكرانيا.

وأشارت إلى أن الاجتياح الروسي تسبب في مقتل أكثر من 20 ألف مدني، وأكثر من 100 ألف جندي أوكراني حتى الآن.

في المقابل، أكدت الخارجية الروسية أن موسكو ستتخذ ما وصفتها بإجراءات مناسبة، إذا تعلق الأمر بمصادرة أصولها في الاتحاد الأوروبي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي بموسكو، إننا نحذر مجددا من أنه في حال مصادرة ممتلكات الاتحاد الروسي والمواطنين الروس والشركات والاحتياطيات الحكومية لبلدنا، فإنه سيتم حتما اتخاذ الإجراءات المناسبة من الجانب الروسي.

بدوره، قال مدير منع الانتشار والسيطرة على الأسلحة في الخارجية الروسية فلاديمير يرماكوف، إن الغرب يستخدم إمكانات البنية التحتية الفضائية المدنية لدعم العمليات الأوكرانية.

 

وحذر من أن الأقمار الصناعية شبه المدنية المستخدمة في أوكرانيا يمكن أن تصبح هدفا مشروعا للقوات الروسية.

عقوبات بريطانية

وفي لندن، أعلنت الحكومة البريطانية الأربعاء عقوبات جديدة تستهدف شخصيات روسية اضطلعت بدور في تعبئة قوات الاحتياط، ومسؤولي سجون جندوا مجرمين للقتال في أوكرانيا.

وتستهدف العقوبات 22 مسؤولا روسيا، وتشمل تجميد أصولهم في البلاد وحظر السفر إلى بريطانيا، ومن بين المعنيين نائب رئيس الوزراء الروسي دينيس مانتوروف، المسؤول -وفق لندن- عن تجهيز القوات التي تمت تعبئتها.

كما تستهدف العقوبات عشرات الحكام المحليين من مناطق تم فيها تجنيد “عدد كبير” من الأشخاص، بعد الإعلان في نهاية سبتمبر/أيلول عن تعبئة “جزئية” لمئات الآلاف من جنود الاحتياط الروس للقتال في أوكرانيا، وفق وزارة الخارجية البريطانية.

وفرضت لندن عقوبات استهدفت 1200 شخص وأكثر من 120 كيانًا، وجمدت أصول 19 مصرفاً روسيا.

وبلغت قيمة الأصول الروسية التي جمدتها بريطانيا 18.4 مليار جنيه إسترليني، وفق أرقام أصدرتها وزارة الخزانة في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني.

تقدم روسي

ميدانيا، أفادت مراسلة الجزيرة اليوم الخميس باستمرار تبادل القصف بين القوات الأوكرانية والقوات الروسية والموالية لها في عدد من محاور القتال شرقي أوكرانيا.

 

وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها المسلحة سيطرت على مدينة أندرييفكا بالكامل الواقعة في مقاطعة دونيتسك جنوب شرقي أوكرانيا.

وأضافت وزارة الدفاع أن قواتها “حررت” مناطق بيلوغوروفكا وبيرشي ترافنيا في أراضي دونيتسك، بحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم”.

بدوره، أفاد مكتب التحقيقات الفدرالي الروسي عن تعرض مناطق في مقاطعتي بريانسك وكورسك الروسيتين المحاذيتين لأوكرانيا، للقصف الليلة الماضية من قبل القوات الأوكرانية.

في المقابل، ذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أنه تم صد 6 محاولات روسية للتقدم في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك خلال الساعات الأخيرة.

وقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية إن قوات هندسة الرادار تمكنت من تحديد وتتبع 240 ألف هدف جوي روسي منذ بداية الحرب قبل 9 أشهر، وإن نحو 80% من هذه الأهداف تم تدميرها.

 

وفي ميكولايف (جنوب)، أكدت السلطات المحلية أن القوات الروسية قصفت محطات المياه في منطقة أوتشاكوف التي تغذي كثيرا من مناطق المقاطعة الجنوبية بالماء.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author