بعد الاشتباكات بغرب دارفور.. هل يتمدد الصراع بين الجيش والدعم السريع إلى أجزاء أخرى من السودان؟
أكد الصادق علي النور، المتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان، جناح مناوي، أن حركته تتبنى موقفا محايدا من الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأن قواتهم موجودة في مواقعها ولم تتحرك لأنها ملتزمة بوقف إطلاق النار حتى الآن من أجل تهدئة الوضع والوصول إلى حوار شامل.
وبشأن تصريح وزير الدفاع السوداني من أن جميع الحركات المسلحة تعمل مع القوات المسلحة النظامية جنبا إلى جنب دفاعا عن الوطن، رد علي النور بالقول إن الاتفاقية تضمنت تشكيل قوات مشتركة لحماية الأمن في إقليم دارفور، وهي القوة التي تم تدريبها وتخريجها لحفظ الأمن في دارفور، ولذلك شاركت هذه القوات باعتبارها أنها تحت مسؤولية القيادة المشتركة أو اللجنة الأمنية المشتركة المكونة من القوات النظامية وقادة حركات الكفاح المسلح، وهذه القوات ليست لها علاقة بقوات حركات الكفاح المسلح.
وحول تصريح مني أركو مناوي، رئيس حركة جيش تحرير السودان بشأن تحريك قوة عسكرية مشتركة للفصل بين المتحاربين، كشف علي النور-في حديثه لحلقة (2023/4/28) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن لجنة تم تشكيلها من حركات الكفاح المسلح للتواصل مع قيادات الدعم السريع والقوات النظامية من أجل تهدئة الوضع، أما القوات المنوط بها حفظ المقار وممتلكات المواطنين، فتتواصل مع الطرفين وليس الاشتباك معهما.
وكان أركو مناوي، قال إن قيادات الحركات المسلحة قررت تحريك قوة عسكرية مشتركة للفصل بين المتحاربين، بالتعاون مع السلطات المحلية، وذلك منعا لتوسع دائرة الانفلات، بعد تصاعد المواجهات المسلحة في الخرطوم وامتدادها إلى عدد من المناطق، خصوصا دارفور.
وتزامن تصريح رئيس حركة جيش تحرير السودان مع تجدد النزاعات القبلية في دارفور بعد اندلاع المعارك بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، وأعلنت نقابة أطباء السودان سقوط عشرات القتلى والجرحى في مواجهات مسلحة بالجنينة غربي دارفور، وصفها الجيش بأنها صراع قبلي.
قنبلة اجتماعية موقوتة
ومن جهته، رأى الصحفي والمحلل السياسي، الجميل الفاضل أن الزلزال الذي حدث في 15 أبريل/نيسان الجاري من الطبيعي أن تكون له هزات ارتدادية في الأقاليم السودانية الأخرى، وأن الإقليم الأول المرشح لمثل هذه الهزات هو دارفور.
وقال إن مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور هي بمثابة قنبلة اجتماعية موقوتة، وإن صراعات دموية وقبلية تشهدها المنطقة، بالإضافة إلى أن قرار حل قوات الدعم السريع أغرى الكثير من الأطراف لتصفية حساباتها.
وتعليقا منه على حديث مناوي عن تحريك قوة عسكرية مشتركة للفصل بين المتحاربين، أوضح الفاضل أن أي تدخل بين الجيش وقوات الدعم السريع، يصعب حدوثه دون موافقة الطرفين، وهو ما لا يتوفر الآن، وهو نفس موقف الخبير في الشأن السوداني، دكتور صلاح الدين الزين الذي قال إن التدخل للفصل بين المتحاربين لا يتم إلا بتوافقهما.
ورجح الزين -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر”- إمكانية انتشار النزاع القبلي في الولايات السودانية، خاصة أن الصراعات القبلية لها جذور تاريخية، وفي ظل الشعور بالظلم بسبب تصرفات قوات الدعم السريع في إقليم دارفور، مؤكدا أنه في مدينة الجنينة على سبيل المثال ساءت الأوضاع الأمنية العام الماضي بدرجة كبيرة إلى حد أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) سافر بنفسه إلى هناك.