بعد الفضائح الجنسية العالمية.. انتشار الإيذاء البدني والنفسي برياضة الجمباز في بريطانيا
بعد عدة فضائح جنسية في اللعبة على مستوى العالم، خلص تقرير مستقل إلى أن لاعبي الجمباز البريطانيين تعرضوا لانتهاكات جسدية ونفسية واسعة النطاق في نظام يتم فيه التغاضي عن مثل هذا السلوك، سعيا لتحقيق النجاح على الصعيدين الوطني والدولي.
وفجع العالم في السنوات الأخيرة بسلسلة من فضائح الاستغلال الجنسي، وأبرزها في فرنسا والولايات المتحدة التي تشهد حاليا مطالبة 90 رياضية سابقة وحالية منهن بطلات للعالم في الجمباز بتعويضات من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي تقدر بنحو مليار و200 مليون دولار، بسبب إهماله شكاوى الاعتداء الجنسي عليهن من لاري نصار طبيب المنتخب (المسجون حاليا) قبل 7 سنوات.
ويقضي نصار (58 عاما) عقوبة الحبس لمدة 60 عامًا في سجن فدرالي بتهم استغلال الأطفال في مواد إباحية، كما حُكم عليه بالسجن لمدة 40 إلى 175 عامًا في ولاية ميشيغان بعد إقراره بالذنب في 7 تهم تتعلق بالسلوك الجنسي الإجرامي.
وجاءت هذه الأحكام الكبيرة بعد ثبوت استغلاله الجنسي لأكثر من 300 لاعبة أكثرهن من القاصرات، خلال الفترة من 1996 وحتى 2014.
انتهاكات الجمباز في بريطانيا
أما في بريطانيا، فقد قامت الجهات المسؤولة عن الرياضة فيها بإجراء مراجعة حول الجمباز في أغسطس/آب 2020، بعد مزاعم واسعة عن سوء معاملة للرياضيين.
ووجد التقرير المؤلف من 306 صفحات، والذي فحص أكثر من 400 شكوى، أن الجمباز البريطاني يعاني من مشكلة ثقافية حيث يجري التنمر على الرياضيين الصغار بسبب وزنهم، بينما يتم فرض عقوبات قاسية على آخرين بسبب أدنى خطأ خلال التدريب.
وقال التقرير إن “هذا السلوك تضمن التعنيف الجسدي ومواصلة التدريبات رغم الإصابة وساعات التدريب المفرطة وزيادة الحمل التدريبي، مما يؤدي إلى آلام جسدية وإرهاق يتجاوز الحدود المقبولة”.
كما تم منع بعض الرياضيين من استخدام المرحاض أو شرب الماء أثناء حصص التدريب الطويلة.
وأضاف التقرير “نتساءل عن عدد الفضائح الرياضية التي نحتاج للكشف عنها قبل أن تعترف الحكومة بضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية الأطفال الذين يشاركون في الرياضة”.
وتقبلت الحكومة البريطانية نتائج التقرير وأيدت جميع التوصيات.
وقالت في بيان “تجارب لاعبي الجمباز التي وردت في هذا التقرير مروعة ومؤلمة. ولا ينبغي أن يتعرض أي شخص في الرياضة لمثل هذه الإساءات”.
وعبّر الاتحاد البريطاني للجمباز عن حرصه الشديد على تغيير الرياضة للأفضل وقدم اعتذارا للرياضيين.
وقالت الرئيسة التنفيذية للاتحاد سارة باول “لن نخجل من القيام بما هو مطلوب. وأعتذر من صميم قلبي للاعبي الجمباز الذين عانوا نتيجة عدم عملنا وفقا للمعايير التي وضعناها لأنفسنا. وإننا نأسف بشدة لما حدث”.