بعد القصف الروسي “الأعنف”.. كييف تعلن التأهب الجوي في عموم البلاد وبوتين يطلب مقترحات بشأن سير الحرب
أعلن الجيش الأوكراني -اليوم السبت- حالة التأهب الجوي في عموم البلاد، محذرا من موجة هجمات روسية جديدة بعد القصف الصاروخي الذي استهدف أمس عدة مدن ومناطق أوكرانية، ووصف بأنه “الأوسع والأعنف” منذ بدء الحرب. في حين قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين طلب من قادته العسكريين مقترحات بشأن سير العملية العسكرية في أوكرانيا.
كما دعا حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى عدم التقليل من شأن روسيا، كونها تخطط لعملية عسكرية طويلة، مؤكدا أن النزاع في أوكرانيا قد يستمر لفترة طويلة، لكنه سينتهي لا محالة على طاولة المفاوضات.
وعقد الرئيس بوتين -أمس الجمعة- اجتماعا مع قادة مراكز العمليات المشاركة في أوكرانيا، للوقوف على سير المعارك الدائرة هناك.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إن بوتين اطلع على عمل تلك المراكز، وعقد اجتماعا ومحادثات منفصلة مع القادة، أعرب خلالها عن استعداده للاستماع إلى مقترحاتهم للإجراءات الفورية والمتوسطة المدى بشأن سير العملية العسكرية في أوكرانيا.
في السياق، أوردت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء -نقلا عن مصادر مطلعة- أن القوات المسلحة الروسية تسلمت دفعة جديدة من منظومات استطلاع المدفعية الصوتية -المعروفة باسم “بنسلين” (Penicillin)- التي أكدت أنها أظهرت كفاءة عالية خلال المعارك.
وحسب المصادر ذاتها، فإن منظومات بنسلين تكتشف بشكل فعال مواقع مدفعية القوات الأوكرانية، وتحدد إحداثياتها، لتدميرها بشكل فوري.
موقف الناتو
من ناحية أخرى، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن النزاع في أوكرانيا قد يستمر لفترة طويلة، لكنه سينتهي على طاولة المفاوضات.
وشدد ستولتنبرغ على ضرورة أن يشمل أي حل انتصار أوكرانيا، بوصفها دولة مستقلة وذات سيادة؛ مشيرا إلى أن أسرع طريقة لتحقيق ذلك هي زيادة الدعم العسكري.
من جانبه، قال ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي، إن رد موسكو على حزمة العقوبات التاسعة التي ينوي الاتحاد الأوروبي فرضها على روسيا سيكون مرتبطا، في المقام الأول، بالمصالح الوطنية للبلاد.
وأضاف غروشكو أن موسكو اتخذت عددا من التدابير التي تضمن سيادتها.
كما أوضح أن بلاده ستعمل على توسيع القائمة السوداء، لتشمل جميع من يؤيد ما سماها “الروسوفوبيا” (كراهية روسيا والخوف منها)، كما سيتعين على حكومات دول الاتحاد الأوروبي تحمّل مسؤولية التضخم وتراجع التصنيع وأزمة الطاقة، وجميع العواقب السلبية الأخرى لسياستها تجاه روسيا، حسب قوله.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إزالة جميع العقوبات المباشرة وغير المباشرة التي تمنع تصدير الحبوب والأسمدة الروسية.
عودة الإمدادات
ميدانيا، قال فيتالي كليتشكو -عمدة العاصمة الأوكرانية كييف- إن إمدادات المياه أعيدت إلى جميع سكان العاصمة، لكن نصف سكان المدينة لا يزالون محرومين من التدفئة المركزية.
كما أكد أن الكهرباء متوفرة في ثلثي مناطق العاصمة، وأن جدول تقنين الطاقة في حالات الطوارئ ما زال مطبقا؛ واصفا النقص في الكهرباء بأنه “كبير جدا”. وكانت كييف قد تعرضت أمس الجمعة لقصف صاروخي روسي، أدى إلى انقطاع الماء والكهرباء والتدفئة عن معظم أحيائها.
على صعيد آخر، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها صدت هجوما روسيًا على أكثر من 20 بلدة في مقاطعة دونيتسك، وأن نحو 25 قرية أخرى في محيط مدينة باخموت تعرضت لقصف روسي كثيف.
كما أكدت أن القوات الروسية استهدفت الأراضي الأوكرانية بنحو 163 صاروخا خلال الساعات الماضية، وأن دفاعاتها الجوية أسقطت الكثير منها.
كما قالت قيادة عمليات الجنوب إن القصف الروسي استمر على مرافق البنية التحتية في مقاطعات ميكولايف وأوديسا وزاباروجيا ودنيبرو، مما أسفر عن سقوط ضحايا وانقطاعات في إمدادات الكهرباء والماء.
وفي أوديسا، قالت السلطات الأوكرانية إن دفاعاتها الجوية أسقطت صاروخين روسيين، أُطلقا من شبه جزيرة القرم باتجاه مناطق في المقاطعة.
أما في خيرسون، فأفاد مراسل الجزيرة بأن القصف المدفعي المتبادل بين القوات الأوكرانية والروسية ما زال مستمرا على طول ضفتي نهر دنيبر.
إحباط محاولة
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها أحبطت محاولة لنقل أسلحة أجنبية في أوكرانيا إلى إحدى مناطق القتال، مشيرة إلى أن جميع المرافق المحددة خلال الهجمات واسعة النطاق -أمس الجمعة- تم تدميرها وتحقيق جميع الأهداف.
كما أكدت الوزارة أنه تم توجيه ضربات لأنظمة التحكم العسكري والمجمع الصناعي الدفاعي ومرافق الطاقة في عموم البلاد.
وفي زاباروجيا (شمال خيرسون)، قالت السلطات الموالية لروسيا إنها بدأت في إنشاء قبة فوق مرفق تخزين النفايات النووية المستنفدة في محطة زاباروجيا النووية، بهدف حمايتها من هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية على حد قولها.
وفي دونيتسك بإقليم دونباس، ذكرت السلطات الموالية لروسيا أن قتيلا و7 مصابين سقطوا بقصف أوكراني تعرضت له المقاطعة خلال الساعات الماضية.
كما نقلت وكالة “تاس” الروسية عن سلطات دونيتسك أن القوات الأوكرانية قصفت مناطق متفرقة من مدينة دونيتسك بـ10 صواريخ غراد.
وفي لوغانسك، قالت السلطات الموالية لروسيا إن القوات الأوكرانية أطلقت 3 صواريخ أميركية الصنع من طراز “هيمارس” (HIMARS) على منطقة “ششاستيا”، وإن الجيش الأوكراني يستمر في قصف الأحياء السكنية في مناطق ومدن المقاطعة.
كما أكد زعيم الانفصاليين في مقاطعة دونيتسك، دينيس بوشيلين، أن قواته بالتعاون مع مجموعات فاغنر تقترب من إحكام الحصار على مدينة باخموت، وأن القوات الأوكرانية تدفع بتعزيزات كبيرة نحو المدينة التي تشتد المعارك عند أطرافها.