مع دخول القوات الأوكرانية مدينة خيرسون الرئيسية في جنوبي البلاد عقب اكتمال الانسحاب الروسي منها، أكد ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي أن بلاده لم تستخدم بعد ترسانتها الكاملة.
وأضاف ميدفيديف -في منشور عبر منصة تلغرام اليوم السبت- أن روسيا “لم تقصف جميع أهداف العدو المحتملة”، وقال إن “كل شيء في وقته”.
ورأى المسؤول الروسي البارز أن روسيا تبني “نظاما عالميا متساويا” للمستقبل، وأنها تصارع وحدها في مواجهة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) والغرب.
وفي إشارة على ما يبدو إلى التطورات في خيرسون، قال ميدفيديف إن روسيا هي التي تحمي مواطنيها وهي التي تستعيد أراضي روسية وليس العكس، مكررا موقف موسكو باعتبار مقاطعة خيرسون ومقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا ضمن أراضي روسيا.
في غضون ذلك، أعلنت إدارة المخابرات العامة الأوكرانية عودة خيرسون إلى سيطرة أوكرانيا، وقالت في بيان إن وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب الاستطلاع دخلت المدينة.
ودعت إدارة المخابرات في بيانها من بقي من الروس في المدينة إلى الاستسلام.
استقبال حافل للجنود.. الأوكرانيون يحتفلون بعد استعادة قواتهم السيطرة على مدينة خيرسون pic.twitter.com/qw8OFVAi8h
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 12, 2022
وقد أظهرت صور من داخل مدينة خيرسون الأعلام الأوكرانية مرفوعة على مبان حكومية في المدينة، وقالت مصادر عسكرية أوكرانية للجزيرة إنه تمت السيطرة على ريف ميكولايف بالكامل، وإن كتائب الاستطلاع تتقدم بشكل حذر نحو مطار تشورنا بايفكا، قرب مدينة خيرسون.
وعُزف النشيد الوطني الأوكراني في خيرسون بعد انسحاب القوات الروسية أمس الجمعة من المدينة، وكانت خيرسون أول مدينة سقطت في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي استعادة المدينة “يوما تاريخيا”، قائلا إن قوات عسكرية خاصة أصبحت داخل مدينة خيرسون في جنوبي البلاد بعد إعلان روسيا انسحاب قواتها منها، وكتب زيلينسكي على تلغرام “اليوم يوم تاريخي، نحن نستعيد خيرسون”.
وأوضح “في الوقت الراهن مدافعونا موجودون في ضواحي المدينة، لكن قوات عسكرية خاصة موجودة في المدينة”.
من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن قوات بلادها اكتشفت دبابات ومدافع ومعدات روسية أخرى في الأراضي التي استعادتها في الجنوب بعد فشل الروس في عبور نهر دنيبرو بها أثناء الانسحاب.
وأضافت هومينيوك أن المعدات هناك متروكة بشكل فوضوي، وأن الجيش الأوكراني يجمع ما يناسبه منها لاستخدامه في الهجوم المضاد.
كما أكدت هومينيوك أن الروس زرعوا مساحات كبيرة من الأراضي التي غادروها بالألغام، لذلك فإن العودة إلى الأراضي المحررة لا تزال محفوفة بالمخاطر، على حد تعبيرها.
وأظهرت صور التقطتها أقمار اصطناعية الأضرار التي لحقت بعدد من الجسور في منطقة خيرسون.
وتبين الصور الأضرار التي لحقت بجسر أنتونوفسكي على نهر دنيبرو، وجسر للسكك الحديدية بعد انسحاب القوات الروسية إلى الضفة الشرقية من النهر، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بسد محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية.
من جهتها، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون أن مدينة غينيشيسك ستكون العاصمة المؤقتة لها في المقاطعة بدل مدينة خيرسون التي انسحب الجيش الروسي منها أمس الجمعة.
وتعد غينيشيسك إحدى كبرى مدن مقاطعة خيرسون، وتقع جنوبا على بحر آزوف، وتبعد عن خيرسون العاصمة نحو 200 كيلومتر.
في غضون ذلك، قال الكرملين إن قرار الانسحاب من خيرسون اتُّخذ في أروقة وزارة الدفاع الروسية، مشددا في بيان له على أنه لم يطرأ أي تغيير على موقف موسكو باعتبار مقاطعة خيرسون جزءا من الأراضي الروسية.
وكان الجيش الروسي أعلن انسحاب أكثر من 30 ألف جندي روسي من منطقة خيرسون، تاركين الضفة الغربية لنهر دنيبرو للانتشار على ضفته الشرقية.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إلى “سحب أكثر من 30 ألف جندي روسي ونحو 5 آلاف وحدة تسليح ومركبة عسكرية” من الضفة الغربية للنهر.