تستمر تداعيات صفعة الممثل ويل سميث لزميله كريس روك خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار بسبب الدعابة التي سخر فيها الثاني من رأس جيدا بينكت سميث الحليق إثر إصابتها بداء الثعلبة.
ورغم اعتذار سميث علنا لزميله وقراره التنحي من الأكاديمية، فإن الأمور لم تسر على ما يرام، وتدهور وضع سميث من سيئ إلى أسوأ.
وأكدت جادا بينكيت سميث، التي كانت الدافع في واقعة الصفعة، إن زوجها بالغ في رد فعله، وإنها تتمنى لو أنه لم يتعرّض جسديا لكريس خلال الأوسكار، خاصة وأنها ليست إحدى النساء اللاتي تحتاج الحماية، وإن كان ذلك لا يعني أنها غاضبة منه.
قبول الاستقالة
نشرت شبكة “سي إن إن” (CNN)، ما أعلنته الأكاديمية التي تمنح جوائز الأوسكار، عن قبولها استقالة سميث بجانب البدء في اتخاذ إجراءات تأديبية ضده لانتهاكه معايير السلوك بالأكاديمية، سواء من خلال الاتصال الجسدي غير اللائق، والسلوك المسيء والتهديد أو تعريضه نزاهة الأكاديمية للخطر، على أن تتراوح تلك الإجراءات بين الإيقاف أو الطرد أو أي عقوبات أخرى تسمح بها اللوائح ومعايير السلوك.
قبل أن تعود (CNN) قبل ساعات لنشر تصريحات جديدة لرئيس الأكاديمية ديفيد روبين، يدعو فيها لتحديد اجتماع مجلس الإدارة صباح الجمعة المقبل الموافق الثامن من أبريل/ نيسان بدلا من الاجتماع المقرر مسبقا في 18 من الشهر الجاري.
تحديد تاريخ 18 إبريل/ نيسان الجاري لم يكن إلا ليوافق قانون كاليفورنيا ومعايير السلوك، لأن الإجراءات التأديبية تتطلب تقديم إخطار سميث قبل 15 يوما من اجتماع مجلس الإدارة الذي قد يتم فيه اتخاذ مثل هذه الإجراءات، وكذلك منحه الفرصة لتزويد المجلس ببيان مكتوب قبل ذلك الاجتماع بـ5 أيام على الأقل.
وبمعاودة النظر في الأمر، وفي ضوء استقالة سميث من الأكاديمية، لم يعد خيار الإيقاف أو الطرد ممكنا، بل لم يعد الجدول الزمني المنصوص عليه ساريا قانونيا.
مشاريع فنية لن تكتمل
في ضوء الفضيحة، قررت نتفليكس تأجيل فيلم “فاست آند لوس” (Fast and loose) الذي كان من المقرر أن تُسند بطولته إلى سميث، ويقوم فيه بدور أحد أباطرة الجريمة الذي فقد ذاكرته ومن ثمّ حاول إعادة بناء حياته من خلال العَيش بهوية مزدوجة.
في حين اتخذت شركة “سوني” هي الأخرى قرارا بإيقاف مشروع الجزء الرابع من فيلم “فتيان أشقياء” (Bad Boys) رغم أن سميث كان قد تسلّم بالفعل 40 صفحة من السيناريو قبل حفل توزيع جوائز الأوسكار، وكان سيبدأ التصوير بعد الحفل مباشرة.
وينصح القائمون على موقع “تي إم زي” (TMZ) أن تتجاهل نتفليكس كذلك أعمال سميث القادمة الأخرى، وتحديدا فيلمي “المجلس” (The Council) و”برايت 2″ (Bright 2) لما بدر عنه من أفعال عنيفة، الأمر نفسه قد يحدث لأفلام مرتبطة بشركة “سوني” من بينها تتمة فيلم “هانكوك” (Hancock) وتكملة فيلم “طفل الكاراتيه” (Karate Kid).
ولعل الموقف الأصعب هو الذي وُضعت به منصة “آبل تي في+” (+Apple TV) التي اشترت بالفعل حقوق توزيع فيلم سميث “تحرر” (Emancipation) مقابل 130 مليون دولار، الذي من المقرر عرضه في 2022، وحتى الآن لم تعلن المنصة عن نيتها بشأنه.
مكاسب كريس روك
مثلما خسر ويل سميث كثيرا جراء هذا الحدث المؤسف الذي استعرض خلاله قوته البدنية، حصد كريس روك الكثير من المكاسب المادية، أولها كان مع عرضه الكوميدي المعتاد، إذ شهد موقع بيع التذاكر 25 ضعفا من المبيعات اليومية المعتادة.
في حين زاد ثمن التذكرة من 46 دولارا إلى 341 بحد أدنى، ووصل الأمر بالبعض لدفع 1250 دولارا للتذكرة الواحدة، ظنا منهم أنه سيتحدث عما جرى خلال الأوسكار. وهو ما لم يفعله كريس، وإنما أخبر جمهوره أنه ما زال يعالج ما حدث، وإن كان في مرحلة ما سيتحدث عن ذلك وسيكون الأمر مضحكا، لكن هذا لن يحدث هذه الليلة كونه حضّر العرض ونكاته مسبقا.
عرض لا يمكن رفضه
عرضت الإعلامية أوبرا وينفري مبلغ 2.6 مليون دولار على كريس مقابل ظهوره في برنامجها، ولم يُعرف بعد رد كريس على ذلك العرض المُغري.
وحسب ما ذُكر بصحيفة “ديلي ميرور البريطانية” فإن الإعلامية الشهيرة إيلين دي جينيريس تتنافس بشراسة هي الأخرى من أجل مقابلته. وبالطبع هناك العديد من البرامج التلفزيونية و”التوك شو” الأميركية الأخرى التي تسعى لإقناعه بالظهور معها مقابل أجور خيالية.
يظل العرض الأغرب وفقا لما نقلته “رويترز” هو الذي قدمه منظم مباريات الملاكمة جيك بول، إذ عرض مبلغ 30 مليون دولار لخوض مباراة ملاكمة بين سميث وكريس في أغسطس/ آب 2022، على أن يقتسم الاثنان المبلغ مناصفة.
فيما يخص كريس، فقد انتقد شقيقه ما فعله سميث، وصرح بأنه يشعر بالمرارة تجاه الحادث الذي قلل من احترام شقيقه أمام الملايين، خاصة أنه -وفقا لتصريحاته- لم يكن لديه أي فكرة عن إصابة بينكيت سميث بالثعلبة، مؤكدا أنه إذا كان يعرف لم يكن ليمزح بشأن ذلك أبدا.
أما رد الفعل المُرضي -المُفترض- من وجهة نظره، فهو قيام الأكاديمية بسحب الجائزة من سميث، ومنعه من حضور أي احتفالات بالمستقبل.