أعلنت صحيفة “غارديان” (The Guardian) البريطانية أن الملك تشارلز تحدث لأول مرة عن دعمه إجراء بحث مدقق في الروابط التاريخية للنظام الملكي البريطاني مع نظام العبودية عبر الأطلسي، وذلك بعد ظهور وثيقة تتحدث عن حصة النظام الملكي في شركة لتجارة الرقيق.
وذكر تقرير الغارديان أنه تم اكتشاف وثيقة تتحدث عن التاريخ الطويل لمشاركة الملوك البريطانيين في العبودية ومساهمتهم في الاستثمار في استعباد الشعوب الأفريقية، وذلك على مدى نحو 270 عاما على الأقل.
وسبق للغارديان أن نشرت وثيقة -لم تعرض من قبل- تظهر نقل ألف جنيه إسترليني من أسهم الشركة الملكية الأفريقية لتجارة الرقيق إلى الملك وليام الثالث، من طرف إدوارد كولستون، نائب مدير الشركة وأحد رموز تجارة العبيد.
وقالت الصحيفة إن المؤرخة في جامعة فيرجينا كومنولث الدكتورة بروك نيومان هي من عثرت على الوثيقة المهمة، وذلك خلال رحلة بحثية إلى العاصمة لندن يناير/كانون الثاني الماضي.
وتستعد بروك لنشر كتاب بعنوان “صمت الملكة” يتحدث عن تورط الملكية البريطانية في تجارة العبودية.
ونقلت الصحيفة عن الباحثة بروك قولها إن الوثيقة تثبت تورط الملكية في الاستفادة من نظام العبودية، مضيفة أنه ما من شك أن هناك “قرونا من الاستثمار في العبودية وتجارة الرقيق، أسهمت -بشكل كبير- في بناء مكانة وثروة العائلة المالكة اليوم”.
وحسب الغارديان، فإن قصر باكنغهام لم يعلق على الوثيقة، بل أعلن دعمه إنجاز مشروع بحث معمق بدعم من هيئة القصور الملكية التاريخية حول ارتباط القصر بتجارة العبيد. وقد رحب المؤرخون المتخصصون بتصريح الملك تشارلز، لكن بكثير من الحذر.
وكان عدد من الناشطين البريطانيين قد ألقوا بتمثال كولستون في ميناء بريستول البريطاني عام 2020 احتجاجا على تاريخه الطويل في تجارة العبيد.
وقد عبّر تشارلز -في وقت سابق- عن أسفه على المعاناة التي تسببت فيها تجارة العبودية، وقال إنها تسببت في “فظائع مروعة”.