بعد مصالحة السعودية وإيران.. هل حان وقت حل أزمة اليمن؟
بعد فترة الجمود التي عرفتها أزمة اليمن، وصل وفدان سعودي وعماني إلى العاصمة اليمنية صنعاء، حيث أجريا مباحثات مع جماعة الحوثيين (أنصار الله). فهل يعني هذا التطور أن النزاع في اليمن قاب خطوة من السلام؟
ويظهر أن اللقاء مع جماعة الحوثي جاء نتيجة لما يبدو تقاربا سعوديا إيرانيا أكد الجانبان أنه سينعكس إيجابا على دول المنطقة، وتعكس تصريحاتهما أن اليمن يتصدر قائمة اهتماماتهما المشركة، إذ أعرب الجانبان خلال مباحثاتهما عن تثمينهما جهود إحلال السلام في اليمن.
وعن تداعيات هذه المباحثات، اعتبر أسامة الروحاني المدير التنفيذي للسياسات والشراكات بمركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية -في حديث لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/4/10)- أن التحركات الحالية هي الأكثر جدية من سابقاتها.
وأوضح الروحاني أن السعودية عمدت إلى إحداث اختراق مباشر في الجمود الحاصل منذ أعوام، لكنه رأى في الوقت ذاته أن هذه العملية لا يزال يعتريها مستوى عال من الغموض والتعقيد، إذ لم يتم الخوض في تفاصيل السلام في اليمن، ولذلك استبعد أن يتم الخروج بخارطة طريق لإحلال السلام في الفترة القريبة رغم الجهود السعودية.
وبرر توقعاته تلك بأن الحوثي لا يزال يرى أن هذه الترتيبات تركز فقط على الجانب الإنساني، في حين تسعى السعودية إلى محاولة بناء ثقة، تليها عملية سياسية لإحلال السلام.
ضرب من المبالغة
بدوره، اعتبر الأكاديمي والباحث في الشؤون الإستراتيجية عبد الله الغيلاني أن هناك مبالغة في تحميل هذه الزيارة ما لا تحتمله، فرغم وجود تحولات إقليمية تمهد للدخول في التفاوض على السلام في اليمن، فإنها مرحلة لا تزال مبكرة ومن السابق للأوان الحديث عن إحلال سلام شامل في اليمن في المرحلة الحالية.
كما أوضح أن الحديث حاليا يجري عن جملة من القضايا التي لا ترقى إلى أن تكون إستراتيجية، بل يمكن تصنيفها في الجانب التكتيكي، من أهمها تمديد الهدنة لمدة 6 أشهر أخرى ودفع رواتب الموظفين، خاصة أولئك القابعين تحت سلطة الحوثيين، ثم فتح المنافذ البحرية والجوية وكذا تبادل الأسرى، وهي مرحلة انتقالية شائبة ومعقدة قد تطول إلى حين الوصول إلى مرحلة إحلال السلام بعد فترة طويلة لا تقل عن سنتين.
وعن تفاصيل الاتفاق، قال مسؤول يمني وُصف بالرفيع، في تصريحات صحفية، إن اتفاقا مع الحوثيين يمدد الهدنة الحالية معهم من 6 أشهر إلى سنة، سيشمل الجوانب الإنسانية والاقتصادية بخطوات وإجراءات ملموسة.
وأضاف المصدر نفسه أن تلك الإجراءات سيعقبها حوار سياسي مباشر، هدفه الأساس التوصل لحل دائم للنزاع في البلاد. المسؤول اليمني قال أيضا إنه من المتوقع تصدير النفط من الموانئ وفتح الطرقات في محافظة تعز، كما سيتضمن إطلاقا كليا لسراح الأسرى ونقل البضائع مباشرة إلى ميناء عدن.