بلينكن التقى عباس وشدد على التهدئة.. هل ضغط على السلطة الفلسطينية لإعادة التنسيق الأمني مع الاحتلال؟
قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة تهدف إلى تحقيق تهدئة على حساب الشعب الفلسطيني، وممارسة الضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية لإعادة التنسيق الأمني مع إسرائيل.
ولا يرى البرغوثي في حديثه لحلقة (2023/1/31) من برنامج “ما وراء الخبر” أن زيارة بلينكن تختلف عن الزيارات السابقة للمسؤولين الأميركيين إلى المنطقة، فقد تحدث عن حل الدولتين ولم يذكر كيف ذلك، ودان الهجوم الفلسطيني على الإسرائيليين دون إدانته لمجزرة جنين ولا القتل والاضطهاد الذي يتعرض له الفلسطينيون على يد قوات الاحتلال والمستوطنين.
وأكد أن الإدارة الأميركية تقوم بضغط شديد على السلطة الفلسطينية لإعادة التنسيق الأمني مع الاحتلال، وهو ما يفسر مشاركة مدير المخابرات المصرية والأردنية في مباحثات بلينكن مع الرئاسة الفلسطينية. وقال إن التنسيق الأمني هو لحماية الاحتلال وإن الإسرائيليين يريدونه من أجل التحرك بحرية في كل المناطق الفلسطينية، ورأى أن قرار وقف التنسيق قرار صائب وأن على السلطة أن تتخلى عن كل الاتفاقيات مع إسرائيل.
وكانت الرئاسة الفلسطينية أعلنت وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي والتوجه لمجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية ردًّا على المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدينة ومخيم جنين شمالي الضفة الغربية والتي خلّفت استشهاد 10 فلسطينيين.
وتحدث الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية عن وجود محاولة أميركية لمنع الفلسطينيين من حقهم في مقاومة الاحتلال، معتبرا أن الاهتمام الأميركي المفاجئ بالوضع الفلسطيني هو بسبب المقاومة الفلسطينية.
لا خطة أميركية للحل
وتوقع المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية الدكتور بي جي كراولي أن يكون بلينكن قد حث السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس على استئناف التعاون الأمني مع إسرائيل “لأن ذلك سيحمي حياة الفلسطينيين”، مشيرا إلى أن المصريين والأردنيين قد شجعوا على هذا الأمر.
وقال الضيف الأميركي لبرنامج “ما وراء الخبر” إن هناك محادثات أجريت وراء الكواليس خلال زيارة بلينكن لإسرائيل ولم يفصح عنها، وإن الوزير الأميركي أقر بأنه لم يأت بخطة أميركية للحل وإنما شجّع الفلسطينيين والإسرائيليين والبلدان العربية المعنية على العمل معا من أجل استتباب الاستقرار في المنطقة.
وعما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستستمر بالتصعيد ضد الفلسطينيين، توقع كراولي أن يكون بلينكن قد تحدث إلى بنيامين نتنياهو بأن هناك عناصر في حكومته ستصعد الأمور وعليه أن يتحكم في تصرفات هؤلاء، في إشارة منه إلى الوزراء المتطرفين وعلى رأسهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وأضاف أن إدارة الرئيس جو بايدن أعلنت أنها لا تريد الانخراط المباشر مع أطراف هامشية في الحكومة الإسرائيلية، وأنها ستعمل كل ما في وسعها للتأثير عليها، وهو التأثير الذي له حدود، حسب الضيف.
وكان بلينكن -الذي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الثلاثاء بمدينة رام الله- أكد أن الرئيس الأميركي بايدن ما زال ملتزما بمبدأ حل الدولتين ويعارض أي خطوة تعرقل تحقيق ذلك، وشدد على أن الولايات المتحدة تعارض سياسات الهدم والطرد والمس بالوضع التاريخي للمناطق المقدسة.
أما عباس فقال -خلال اللقاء- إن الشعب الفلسطيني لن يقبل باستمرار الاحتلال إلى الأبد، محمّلا سلطات الاحتلال مسؤولية ما يحدث من ممارسات تقوّض حل الدولتين.