الرئيس بوتين تعهد باستخدام كل الأسلحة المتاحة في حال مُست الأراضي الروسية (الأناضول)

الرئيس بوتين تعهد باستخدام كل الأسلحة المتاحة في حال مُست الأراضي الروسية (الأناضول)

أكد الكاتب الأميركي ديفيد بروكس -في مقال بصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) الأميركية- أن أمل الولايات المتحدة للخروج من عنق زجاجة الأزمة الأوكرانية يكمن في اقتناع الطرفين الروسي والأوكراني بالمفاوضات كحل وحيد لإنهاء الحرب، التي لن يقبل أن يظهر فيها الرئيس فلاديمير بوتين ضعيفا.

وقال بروكس إن واشنطن تأمل أن يبادر بوتين لمراجعة حساباته وبحث تكلفة الحرب التي أعلنها على أوكرانيا، وأن يقتنع بضرورة التفاوض لإيجاد مخرج. وتأمل كذلك أن يبحث الأوكرانيون تفاصيل الحرب وما كلفته لحد الآن، وبالتالي يقتنعون أنه رغم ما يحققونه من انتصارات، فإنه من شبه المستحيل طرد القوات الروسية التي كرست وجودها شرقي أوكرانيا، ويدركون حينها أن الحل يكمن في المفاوضات.

 

وأكد الكاتب الأميركي أنه إذا راجعت كل الأطراف حساباتها، فحينها يمكن التوصل إلى تسوية إقليمية تعيد إرساء الاستقرار في المنطقة بناء على احترام قواعد العلاقات الدولية، مبرزا أن كثيرا من عناصر التفكير الإستراتيجي الغربي تتجاهل ما يريده الأوكرانيون أنفسهم.

 

“نمر جريح”

ووصف بروكس بوتين بأنه “مثل النمر الجريح” الذي قرر تصعيد الهجوم عندما علم أن قوته تخور، إذ شدد في خطابه الأخير على أن الحرب في أوكرانيا إجراء دفاعي ضد القوى الغربية، التي تريد تقسيم روسيا وتدميرها، وحذر من أن شبه جزيرة القرم جزء من الأراضي الروسية وسيعتبر أي هجوم عليها هجوما على روسيا، مما يستدعي استخدام كل الأسلحة التي لدى بلده، في تلميح للأسلحة النووية.

يأتي ذلك رغم أن ما بين 80 ألفا إلى 110 آلاف جندي روسي -يقول الكاتب- قتلوا أو جرحوا خلال الأشهر السبعة الماضية، كما فقدت روسيا 50% من دباباتها ونسبة كبيرة من آلياتها العسكرية، وتكبدت خسائر فادحة في طائراتها الحربية، كما أن معظم القوات الروسية كانت خلال الأسابيع الماضية إما في موقف دفاعي أو في حالة تراجع.

 

وحسب الكاتب، فإن المسؤولين الأميركيين يدرسون جميع سيناريوهات التصعيد التي قد يلجأ إليها بوتين، وبينها قصف المنشآت الأميركية في بولندا أو في أماكن أخرى وسط أوروبا، أو حتى قصف أقمار صناعية أميركية، أو استخدام سلاح نووي تكتيكي، وذلك بغرض ترهيب دول الغرب كي توقف دعمها لأوكرانيا.

وأوضح أن ما يبدو في الأفق هو استعار نار الحرب، إذ ستستمر الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا وإن “ببطء” لهزيمة الروس، في مقابل تصعيد بوتين الذي يستعد بدوره للدفع بـ300 ألف جندي روسي جديد لطاحونة الحرب.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد حذر بوتين من استخدام سلاح نووي في أوكرانيا، وتوعد بالرد بصرامة من دون توضيح السيناريوهات المحتملة للرد الأميركي المفترض.

وسبق لوسائل إعلام أميركية أن أكدت أن واشنطن لم تفتأ تحذر موسكو “عبر اتصالات خاصة” من مغبة استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.

المصدر : نيويورك تايمز

About Post Author