بوتين يتحدث من بيلاروسيا عن تطوير النووي وأوكرانيا تعول على “أزمة صواريخ” لدى الروس
وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، إلى بيلاروسيا للقاء نظيره ألكسندر لوكاشينكو، في وقت أعلنت فيه أعلنت موسكو أن عددا من سفنها الحربية سيشارك قريبا في مناورات بحرية مع دولة نووية في آسيا.
وبث التلفزيون الروسي الرسمي مشاهد تظهر بوتين وهو ينزل من الطائرة قبل أن يستقبله حليفه لوكاشينكو بحرارة مع مسؤولين آخرين على مدرج المطار، ويعقد معه مؤتمرا صحفيا أكدا فيه على الشراكة في عدد من المجالات خاصة الاقتصاد.
وخلال لقائه نظيره البيلاروسي، قال بوتين إن روسيا مستعدة لتطوير المشاريع النووية في بيلاروسيا. وأكد أنها “شريكة لنا في جميع المجالات بما فيها الاقتصاد، ومن المهم العمل المشترك في مجال تطوير التقنية العالية”.
وأضاف بوتين أنه بحث مع لوكاشينكو إنشاء مجال دفاعي موحد بين روسيا وبيلاروسيا، وأن البليدن اتفقا على تطوير معدات عسكرية جديدة وأنهما سيواصلان إجراء التدريبات العسكرية المشتركة.
وتابع الرئيس الروسي “وصلنا إلى نحو 31 مليار دولار من التبادل التجاري بيننا وسنصل إلى 40 مليار دولار في نهاية العام”.
بدوره، قال لوكاشينكو “نعمل على تقوية العلاقات مع روسيا على الرغم من العقوبات التي تفرض علينا ولن نكرر الأخطاء التي حدثت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي”.
وقبيل وصول بوتين، قال الكرملين إن “الادعاء بأن زيارة بوتين إلى بيلاروسيا تهدف إلى إشراكها في العملية الخاصة بأوكرانيا غير صحيح”، وذلك تعليقا على تقارير إعلامية كانت أوردت هذه الأنباء.
وخلال الحرب الدائرة حاليا في أوكرانيا، ظهر لوكاشينكو كحليف إستراتيجي لبوتين، وتتهم أوكرانيا بيلاروسيا بأنها تزوّد الجيش الروسي بالوسائل المادية والتقنية والذخيرة من مستودعاتها خلال الحرب، وبإعداد العدة لشن هجوم مشترك مع روسيا ضدها على الحدود الشمالية لأوكرانيا، وهو ما تنفيه كل من موسكو ومينسك.
Lukashenko personally meets Putin at the airport in Minsk.
Putin visited Belarus for the first time since June 2019.
Presumably, he arrived to persuade Lukashenko about direct involvement in the war pic.twitter.com/jSW6EN8vIz
— Anton Gerashchenko (@Gerashchenko_en) December 19, 2022
وتزامنا مع هذه الزيارة، تجري القوات الروسية مناورات عسكرية في بيلاروسيا، وتنتمي القوات الروسية لوحدة بيلاروسية-روسية مشتركة، يتم تشكيلها وتدريبها على مستوى الكتيبة. ويشارك نحو 9 آلاف جندي روسي في هذه الوحدة.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عددا من سفنها الحربية سيشارك في مناورات بحرية هذا الأسبوع مع الصين.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن “المناورات ستجري من 21 إلى 27 ديسمبر/كانون الأول في بحر الصين الشرقي وهدفها الرئيسي هو تعزيز التعاون البحري” بين روسيا والصين.
وجاء في بيان أنها ستشمل إطلاق صواريخ حية ومدفعية وتدريبات لمواجهة الغواصات. وأضاف أن “الهدف الرئيسي من التدريبات هو تعزيز التعاون البحري بين البلدين والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا-المحيط الهادي”.
وتابع البيان أن الصين سترسل مدمرتين وسفن دورية وسفينة إمداد وغواصة. وأضافت الوزارة “ستشارك في المناورات طائرات ومروحيات تابعة لقوات الطيران البحرية لأسطول المحيط الهادي وبحرية التحرير الشعبية”.
عدد ضئيل من الصواريخ الروسية
وفي المعسكر المقابل، قال أمين مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن من المرجح ألا يكون لدى روسيا سوى عدد من الصواريخ يكفي لشن هجمات كبرى قليلة أخرى، تستهدف البنية التحتية الأوكرانية.
وقال دانيلوف في مقابلة مع صحيفة “أوكرينسكا برافدا” الإلكترونية “إذا قمت بتعداد هجماتهم الكبيرة، فحينئذ لم يتبق لهم سوى اثنتين أو 3 هجمات، وربما يمكنهم شن 4 هجمات، وبمجرد شنها، لن يتبقى لديهم شيء”.
وقبل شهر، رجح دانيلوف أن الهجمات الروسية لن تتجاوز الثلاث أو الأربع هجمات صاروخية. ومنذ ذلك الحين، شنت روسيا أكثر من 3 هجمات بعدد بلغ حوالي 70 صاروخا في المجمل.
ووفقا للتقديرات الأوكرانية، تستطيع روسيا إنتاج حوالي 70 صاروخا وصاروخا مجنحا شهريا، رغم العقوبات الغربية المفروضة عليها.
هجوم مكثف بالمسيّرات على كييف
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كييف أن المدينة تعرضت صباح اليوم لهجوم مكثف بطائرات مسيّرة إيرانية تستخدمها القوات الروسية.
وقالت الإدارة العسكرية لكييف إن “العدو يهاجم العاصمة”. وأكدت أن القوات الروسية تستخدم طائرات “شاهد” الإيرانية الصنع التي استخدمت في ضرب العاصمة في الأسابيع الأخيرة.
لكن إيران جددت اليوم نفيها لتسليم الطائرات المسيّرة لروسيا، وقالت على لسان وزير خارجيتها إن الأمر لا أساس له، وإن الغرب يسعى لتبرير دعمه للحرب بتوجيه الاتهامات.
في المقابل، أعلن الجيش الروسي من جانبه أنه أسقط 4 صواريخ هارم أميركية الصنع فوق أراضيه في سماء منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي الذي نشر على تليغرام “تم إسقاط 4 صواريخ أميركية مضادة للرادار من طراز هارم في المجال الجوي لمنطقة بيلغورود”، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.