بتقليد طريقة بناء التحالف الغربي، يكرس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكثير من الوقت والطاقة لتعزيز محور جديد من المستبدين يدفع موسكو إلى تعاون أقوى مع الصين وكوريا الشمالية وإيران. وبينما تقلل الدول الغربية من شأن هذه التطورات، تتشكل كتلة دكتاتورية قوية مناهضة للغرب.
وفي هذا السياق كتب المحرر جوش روجين في عموده بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) أنه منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير/شباط، وهي تعمل مع بكين وبيونغ يانغ وطهران على رفع مستوى تعاونها، ويتشارك هؤلاء الطغاة (على حد قول الكاتب) في مجموعة مشتركة من المظالم المعادية لأميركا والأهداف المعادية للغرب، ويجدون طرقا جديدة للعمل معا على المستويين التكتيكي والإستراتيجي.
وعلق الكاتب بأن حديث “الدكتاتوريين” عن دفء الصداقات يحتوي دائما على عنصر الدعاية، وينبغي ألا يؤخذ صراخ بوتين بشأن قدرة روسيا على تحمل الضغط الغربي، بمنتداه الاقتصادي في فلاديفوستوك هذا الأسبوع، على محمل الجد. ومع ذلك لا يمكن للغرب أن يتجاهل العلامات المتزايدة على أن الحكام المستبدين أصبحوا أكثر تنظيما، بطرق تهدد المصالح الأميركية والأوروبية.
ولفت إلى أن الشراكة الإستراتيجية بين روسيا والصين التي أقامها بوتين وشي جين بينغ في فبراير/شباط في بكين، مما أثار السخرية في ذلك الوقت، تتسارع في المجالات العسكرية والمالية والطاقة. ورغم أن الصين لا تقدم أسلحة لروسيا بشكل مباشر، فإن تعاونها العسكري يزداد عمقا، ومثال ذلك أنها أرسلت ألفي جندي للمشاركة بمناورات بوتين العسكرية المشتركة “فوستوك 2022” التي تجري أقصى شرق روسيا.
حديث الدكتاتوريين عن دفء الصداقات يحتوي دائما على عنصر الدعاية، وينبغي ألا يؤخذ صراخ بوتين بشأن قدرة روسيا على تحمل الضغط الغربي في منتداه الاقتصادي في فلاديفوستوك هذا الأسبوع على محمل الجد. ومع ذلك لا يمكن للغرب أن يتجاهل العلامات المتزايدة على أن الحكام المستبدين أصبحوا أكثر تنظيما، بطرق تهدد المصالح الأميركية والأوروبية
وأضاف الكاتب أن ما كان في السابق تحالفا عسكريا تكتيكيا، بين روسيا وإيران في سوريا، آخذ في التوسع الآن. وتزود إيران روسيا بطائرات مسيرة مسلحة لاستخدامها في أوكرانيا، وتساعدها في التهرب من عقوبات الطاقة والعقوبات المالية الغربية.
وتابع بأن روسيا وكوريا الشمالية الآن أقرب مما كانا عليه منذ عقود. ففي رسالة إلى كيم جونغ أون الشهر الماضي ورد أن بوتين تعهد بـ “توسيع العلاقات الثنائية الشاملة والبناءة” بين البلدين. ويقال إن موسكو تزود بيونغ يانغ بالقمح والطاقة مقابل دعم دبلوماسي في الأمم المتحدة. كما اعترفت كوريا الشمالية بالأراضي التي تحتلها روسيا شرق أوكرانيا كدول مستقلة.
وأشار الكاتب إلى تلميح بعض المسؤولين والخبراء بأن هناك أسبابا وجيهة للاعتقاد بأن جهود موسكو الأخيرة لبناء كتلة استبدادية ضد الغرب لن تنجح، حيث يواجه الطغاة صعوبة في الثقة ببعضهم البعض، وهناك حدود لما يمكن أن تقدمه كوريا الشمالية أو إيران فعلا، بينما يشكل اعتماد روسيا على الصين مشكلة كبيرة لبوتين على المدى الطويل.
وختم المقال بأن وجود عالم منقسم إلى كتل ليس بالنتيجة الجيدة، وأي سياسة مسؤولة يجب أن تشمل دبلوماسية تهدف إلى إشراك هؤلاء الخصوم ومحاولة الحفاظ على النظام الشامل متعدد الأطراف. ولكن إذا استمر محور الحكام المستبدين في النمو، فيجب على الولايات المتحدة وشركائها أن يكونوا مستعدين.