(رويترز)

(رويترز)

حثّ رئيس وزراء بريطانيا الأسبق بوريس جونسون حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الشروع فورا في عملية تفضي إلى قبول أوكرانيا في عضويته.

وشدد على ضرورة منح الأوكرانيين كل ما يحتاجونه لإنهاء الحرب الروسية على بلدهم في أسرع وقت ممكن، مضيفا أن لا فائدة تُرجى من تذمر موسكو.

 

وأقر جونسون في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية (Washington Post)، بأنهم في الغرب جربوا ما سماه “الغموض الخلّاق”، وأنهم ظلوا لعقود من الزمن يستخدمون لغة دبلوماسية “مزدوجة” فيما يتعلق بحلف الناتو وأوكرانيا إلا أن ذلك انتهى بكارثة ساحقة.

وقال إن الغرب لطالما ظل لسنوات يُبلغ الأوكرانيين بأن حلف الناتو ينتهج سياسة “الباب المفتوح”، وأن لهم الحق في “اختيار مصيرهم بأنفسهم”، وأن روسيا لا ينبغي أن تكون قادرة على ممارسة حق النقض (الفيتو).

وكشف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق أن الغرب ظل يسلك نهجا متناقضا مع طرفي الصراع: روسيا وأوكرانيا. وقال في هذا الصدد إن الغرب ظل طيلة السنوات الماضية يوحي لموسكو صراحة أن كييف لن تنضم أبدا إلى الناتو؛ لأن العديد من أعضاء الحلف سيستخدمون حق النقض بأنفسهم. ومع أن ذلك صحيح من حيث المبدأ، فإنه ليس كذلك في الممارسة العملية، حسب قوله.

فما الذي جناه الغرب من كل هذا التناقض في الأقوال والأفعال، وما الذي حققه من ذلك في محاولته إرضاء الطرفين؟

 

يجيب جونسون عن السؤال بالقول إن النتيجة كانت اندلاع حرب في أوروبا هي الأسوأ منذ 80 عاما، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أزهق أرواحا ودمّر مساكن وآمالا وأحلاما لا حصر لها.

ثم إنه (بوتين)، بشنه الحرب، نقض دعوى مناهضته انضمام أوكرانيا للناتو، بعد أن دأب الناس على القول إن الشعب الأوكراني منقسم تماما بشأن عضوية بلادهم في الحلف. أما اليوم، فقد ارتفع عدد الأوكرانيين المؤيدين لعضوية الحلف بنسبة كبيرة للغاية وصلت إلى 83%، وفقا لاستطلاع للرأي صدر مؤخرا.

 

استرضاء بوتين

وجاء في المقال أن الناس درجوا على القول إن احتمال حصول أوكرانيا على العضوية يعد أمرا “مستفزا” لبوتين وروسيا. غير أن جونسون يرى أنه لم يكن على الغرب أبدا القبول بهذه الحجة.

وأكد جونسون أنه كان حريًّا بالحلف التشديد على أنه لا شيء يستدعي خوف الكرملين من الناتو لأنه تحالف دفاعي، لكن الدول الأعضاء قبلت بهذا المنطق الذي وصفه بالزائف. ومع ذلك يقر جونسون بأنه هو نفسه قَبِل في وقت من الأوقات بالفكرة.

وأعاد رئيس وزراء بريطانيا الأسبق إلى الأذهان ما حدث في قمة الناتو التي انعقدت في العاصمة الرومانية بوخارست عام 2008 عندما سعى الغرب إلى تهدئة روع بوتين إثر مطالبة أوكرانيا بخطة عمل لضمها إلى الحلف.

 

لكن ماذا فعل بوتين بعد ذلك؟ يتساءل جونسون ويجيب قائلا إن الرئيس الروسي غزا في عام 2014 إقليم دونباس شرقي أوكرانيا وشبه جزيرة القرم.

وبدلا من معاقبته على ذلك، تبنى الغرب تجاهه سياسة “الاسترضاء الجبان”، وأنشأ “صيغة نورماندي” بطريقة وصفها جونسون بالتراجيدية الكوميدية.

تجدر الإشارة إلى أن تلك الصيغة تضم طرفي الأزمة، روسيا وأوكرانيا، بوساطة فرنسا وألمانيا، وقد أطلقت على هامش الاحتفالات بالذكرى الـ70 لإنزال الحلفاء قواتهم على شواطئ النورماندي شمال غربي فرنسا.

ويمضي جونسون في اعترافاته فيقول إن حلف الناتو لم يفعل شيئا إزاء حماية أوكرانيا أو الدفع بقضية عضويتها إلى الأمام.

ويزعم أن بوتين غزا أوكرانيا ليس لأنه كان يعتقد أنها ستنضم إلى الناتو، بل ظنا منه “أننا لسنا جادين حقا في حماية أوكرانيا”، ولأنه “أراد إحياء الإمبراطورية السوفياتية القديمة”، كما أنه “كان يعتقد -بحماقة- أنه سينتصر”.

 

وختم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق مقاله بأن الروس كانت لديهم ذات يوم قضية، “وقد استُمع إليها بكل احترام، إلا أن قنابل وصواريخ بوتين نسفتها”.

المصدر : واشنطن بوست

About Post Author