اختار العلماء لإجراء أبحاثهم الحوض المائي "راب بود" الذي يعتبر من أكبر الأحواض في ألمانيا (مواقع إلكترونية)

اختار العلماء لإجراء أبحاثهم الحوض المائي "راب بود" الذي يعتبر من أكبر الأحواض في ألمانيا (مواقع إلكترونية)

كثيرا ما تحدث العلماء عن تأثير التغيرات المناخية وما يصاحبها من اختفاء للغابات على انقراض الأنواع البيولوجية وفساد الهواء أو حتى تراجع المحاصيل الزراعية، إلا أن علماء ألمانيين وجدوا هذه المرة أن لذلك علاقة بنقص جودة المياه.

فقد تمكن علماء من مركز هيلمهولتس للبحوث البيئية (Helmholtz Center for Environmental Research) في ألمانيا، من توضيح الدور الكبير الذي تلعبه الغابات في عملية تصفية وتنقية المياه الجوفية ومياه البحيرات، وكيفية تأثير اختفاء الغابات أو تقلص مساحاتها على عملية التنقية، وذلك يشكل في النهاية عبئا إضافيا من الناحية الاقتصادية.

 
التدهور الجماعي للأشجار حدث بوتيرة سريعة ومقلقة جدا (غيتي)

حوض “راب بود”

واختار العلماء لإجراء أبحاثهم الحوض المائي “راب بود” (Rappbode) الذي يعتبر من أكبر الأحواض في ألمانيا، ويقع وسط غابات كثيفة في منطقة جبال “هارتس” وسط البلاد، وهو يوفّر مياه الشرب لحوالي مليون نسمة.

وبحسب البيان الصحفي الصادر عن مركز هيلمهولتس في 9 من الشهر الجاري، عرفت منطقة “هارتس” فترات طويلة وغير عادية من الجفاف خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2020، حيث أثر ذلك سلبا على نمو بعض الأشجار في المنطقة بسبب نقص المياه وانتشار بعض الطفيليات.

وقال ميشال رود من مركز هيلمهولتس -وهو أحد المشاركين في الدراسة- إن “هذا التدهور الجماعي للأشجار حدث بوتيرة سريعة ومقلقة جدا، حيث اختفى حوالي 50% من أشجار المنطقة، وكانت له نتائج وخيمة على خزان الماء العذب فيها، فضلا عن أن اختفاء هذه المساحة الكبيرة هو في حد ذاته خسارة كبيرة للبيئة”.

من جهته، قال الدكتور زيونغ زان كونغ -وهو أيضا أحد المشاركين في الدراسة، بحسبما جاء في البيان الصحفي- “النتائج التي حصلنا عليها من خلال دراسة حوض راب بود كلها من التأثيرات غير المباشرة لظاهرة التغيرات المناخية.. أصبنا بدهشة كبيرة من هول هذه النتائج غير المتوقعة”.

الأشجار تعمل على تصفية المياه وتنقيتها من المركبات الأزوتية والفوسفورية (مواقع إلكترونية)

توقعات مخيبة حتى عام 2035

وبحسب الدراسة التي نشرت مؤخرا في دورية “ووتر ريسيرش” (Water Research)، فإن الأشجار -كما هو معروف- تعمل على تصفية المياه وتنقيتها من المركبات الأزوتية والفوسفورية، لأنه كلما كان وجود هذه المركبات قليلا في الماء، كانت معالجتها في محطات التصفية أسهل.

 

واعتمد الباحثون في دراستهم على صور القمر الصناعي المتوفرة لدى شبكة مراصد البيئة الألمانية التي زودت فريق البحث بصور تعود لعشر سنوات مضت، وهي صور تقول الدراسة عنها إنها معبّرة وتعكس بوضوح تراجع مساحات الغابات في المنطقة.

وللتنبؤ بمستقبل الحوض، اعتمد الباحثون على معطيات وفّرها لهم “مشروع مقارنة النموذج التأثيري بين القطاعات” (ISIMIP) الذي سمح لهم بكشف ما يمكن حدوثه بحلول عام 2035، ووجدوا أنه في حالة لم يتمكن العالم من وقف التغيرات المناخية أو الحد منها فإن حجم الكارثة سيكون كبيرا.

المصدر : مواقع إلكترونية

About Post Author